قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح"، إن الإفراط في التضحية من أجل الآخرين يمكن أن يكون سببا حقيقيا في التعرض إلى الاستغلال. "نتيجة الطيبوبة المفرطة والرغبة المستمرة في تقديم المساعدة والتضحية من أجل الآخرين يكون الشخص دائما معرضا للاستغلال من قبل محيطه بشكل عام ومن أقرب الناس إليه"، يقول علوي أمراني، مضيفا أن هذه الشخصيات في أغلب الأحيان تقوم بذلك عن طيب خاطر. وأكد علوي أمراني أن الشخص المضحي باستمرار يرى أنه على صواب في ما يقوم به من سلوكات حتى لو كان الأمر بشكل مبالغ فيه، بينما من حوله حين ينظرون إلى الأمر بطريقة محايدة يرون أنه لا يتعين عليه القيام بذلك مادام يكون عرضة للاستغلال. وعن أسباب تشبث بعض الأشخاص بالرغبة في التضحية المستمرة من أجل الغير وعدم القدرة على الرفض إلى درجة تثير استغراب محيطهم، يقول علوي أمراني "ذلك يكون نتيجة مجموعة من المرجعيات منها الدينية والإنسانية والأخلاقية، حيث يكون الشخص تربى على طريقة معينة وبالتالي تصبح التضحية صفة لا يمكنه التخلي عنها". وأوضح علوي أمراني أن الشخص المضحي غالبا ما يكون مقتنعا إلى حد كبير بما يقوم به، كما أن من حوله رغم محاولاتهم ثنيه عن ذلك وجعله يرفض القيام بأمور معينة فإنه يظل متشبثا برأيه. وأكد علوي أمراني أن الشخصية التي تتميز بصفة التضحية تكون عرضة دائما لاستغلاها من قبل المحيطين بها، مضيفا "قد يكون الأمر مقبولا إذا كان الأمر يتعلق بأمور عادية لكنه يصبح مرفوضا إذا لم يستطع الشخص الحزم في أمور ولا يستطيع وضع قواعد حتى لو تعلق الأمر بانتهاك حقوقه". أ. ك