قاتلان مأجوران لتصفية زوج فنانة

فرا إلى فرنسا مباشرة بعد إنهاء المهمة والجريمة تقليد لمافيا "ملائكة الموت" استنسخت الجريمة المروعة التي انتهت بقتل وتقطيع جثة زوج فنانة بالبيضاء، والتي أحالت بموجبها مصالح الشرطة القضائية لولاية الأمن ستة مشتبه فيهم على العدالة ضمنهم الملقب ب»التيربو»، (استنسخت) الطريقة المعتمدة من قبل المافيا المغربية بأوربا، نظير الموكرو مافيا أو عصابة «ملائكة الموت» التي كان يتزعمها بارون المخدرات رضوان تاغي المعتقل بهولندا. وحاكت الجريمة نفسها الطرق المعتمدة في تصفية الخصوم، بدءا من الاختطاف ومرورا بالتعذيب وانتهاء بإخفاء الجثة، وكذا استعمال غرفة للتعذيب، وهي الطريقة نفسها التي نهجتها عصابة «ملائكة الموت» مع بارونة المخدرات نعيمة الملقبة ب»العمة»، التي كانت ضمن كبار مهربي المخدرات القوية بأوربا، إذ لم يتم فك لغز اختفائها إلا بعد اعتقال رضوان تاغي بالإمارات، عندما عثر على صور لتعذيبها في هاتفه، أو جريمة تصفية إبراهيم حجاجي بفرنسا الذي عثر على جثته في 2010 مدفونة في غابة، بعد سنتين ونصف من تصفيته رميا بالرصاص. إنجاز: المصطفى صفر اختطاف وقتل وإخفاء الجثة زوج الفنانة الذي أكدت الأبحاث أن تصفية حسابات مع بارونات مخدرات ومهربي العملة، ضمن دوافع الجريمة البشعة، تعرض لمثل ما تعرض له مهرب مخدرات آخر بفرنسا يسمى إبراهيم حجاجي، في 2007 بفرنسا، كان يعمل لفائدة البارون الملقب ب»التيربو»، مع اختلاف فقط في وسيلة القتل، والتشابه في باقي التفاصيل الأخرى، الترصد والاختطاف ثم التعذيب وأخيرا إخفاء الجثة. و»التيربو» الذي أدين بفرنسا بحكم غيابي مدته 21 سنة سجنا للاشتباه في قيادته وتخطيطه لعملية قتل إبراهيم حجاجي، أوقف بالمغرب بمطار محمد الخامس في دجنبر 2020 وهو يحمل جواز سفر مزورا، ليتم التعرف على أنه المطلوب في فرنسا، ويلقى عليه القبض ووضع حد لفراره الذي استمر 13 سنة، ويحال على القضاء المغربي لمحاكمته بناء على شكاية عائلة حجاجي، إلا أنه انتزع حكما بالبراءة من قبل غرفة الجنايات الابتدائية، في أبريل 2023، بعد إحضار شاهد أكد عدم ضلوع الملقب ب»التيربو» في الجريمة، وغيرها من القرائن التي اعتمدتها المحكمة. الجريمة التي برئ منها رضى أباكريم، وهو الاسم الحقيقي للملقب بـ»التيربو»، مازالت في طور الاستئناف، وتتعلق بتصفية عميل في مافيا المخدرات يدعى إبراهيم، إذ أبلغ عن اختفائه في 25 يونيو 2007، وسرعان ما توجهت شكوك المصالح الأمنية الفرنسية إلى البارون الملقب ب»التيربو»، خصوصا أن المعلومات التي استجمعت تشير إلى أن نزاعا نشب بينهما بسبب سرقة المختفي لكمية من المخدرات تبلغ نصف طن، ولم يتم فك لغز اختفاء إبراهيم إلا بعد العثور على الجثة في يناير 2010 مدفونة في غابة، وأثبت التشريح أن الضحية قتل رميا بالرصاص، قبل نقل جثمانه وحفر حفرة وسط الأشجار لإخفاء جثته تحت التراب. حنكة الأمن المغربي رغم نهج أفراد العصابة الضالعين في قتل وتصفية زوج الفنانة، واعتمادهم أساليب التمويه ومحو الآثار، فإن مصالح الشرطة القضائية بولاية الأمن، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أفلحت في فك لغز الجريمة في ظرف قياسي، واعتقلت المتورطين، كما حددت هوية الهاربين، الذين غادروا أرض الوطن، ليجري التنسيق مع السلطات الأوربية من أجل إلقاء القبض عليهم. وأعاد التدخل الأمني السريع إلى الأذهان، تجارب أظهرت فيها الشرطة القضائية المغربية قدرتها على اقتفاء آثار المجرمين مهما حاولوا تنفيذ الجريمة الكاملة، ضمنها جريمة لاكريم بمراكش، دون إغفال الجريمة الإرهابية المروعة التي ذهب ضحيتها رجل أمن بمدارة عين الكديد بالرحمة، وغيرها من التدخلات التي فضحت هويات مجرمين مصنفين في خانة خطر. كرونولوجيا وبصمات مافيوزية نهج أفراد العصابة الذين تورطوا في تصفية زوج الفنانة، الأسلوب نفسه الذي اعتمد في تصفية إبراهيم حجاجي بفرنسا في 2007، بل حتى إخفاء الجثة تشابه بين دفن الضحية إبراهيم بغابة، وتقطيع أشلاء ضحية البيضاء ورميها في نهر أبي رقراق، فإخفاء الجثة قاسم مشترك بين الأسلوبين. واختطف المتهمون الضحية بطريقة هوليودية في ثامن فبراير، بعد الاعتداء عليه وشل حركته ثم نقله في سيارة رباعية، وعمدوا إلى إغلاق جميع الهواتف لعدم رصدهم، قبل أن يتوجهوا إلى فيلا بالمنصورية، تعود إلى أحد شركائهم، وهناك وضعوا الضحية في حاوية، وتكلف بارون مخدرات يطلق عليه سعيد، وله خلاف شخصي مع الضحية، بتنفيذ مخطط التصفية والإشراف على التعذيب. غرفة التعذيب أعادت الحاوية المخصصة للتعذيب مشاهد غرف التعذيب والقتل التي اكتشفها الأمن الإسباني في 2022، استخدمتها مافيا مغربية تنشط بين هولندا وبلجيكا وإسبانيا، لتصفية الحسابات والتعذيب والقتل مع الخصوم والمنافسين في تجارة المخدرات. وتوجد الغرف وهي عبارة عن حاويات في فيلات فاخرة بكوسطا ديل صول، المنطقة التي توجد في ساحل المتوسط بالجنوب الإسباني، وهي غرف عازلة، لا يسمع الصوت خارجها بسبب تركيب تقنيات كاتمة، وتحتوي على جميع أدوات ومعدات التعذيب والقتل، كما توفر كرسيا خاصا بربط الهدف، للتحكم فيه. ووفق ما رشح من معلومات فإن بارون المخدرات المشرف على العملية، استعان بمنفذين مأجورين، يحملان الجنسية الفرنسية وهما من أصول دولة إفريقية، تكلفا بمهمة التعذيب والقتل بصورة بشعة وتقطيع الجثة ثم وضعها في أكياس وتنظيف المكان وإحراق الملابس وباقي الأدلة، قبل نقل الضحية إلى مجرى نهر أبي رقراق بضواحي الرباط، حيث تم التخلص من الأشلاء برميها فيه. عطب بعد التخلص من الأشلاء بعد أن وصل المتهمون إلى ضفاف النهر ليلا، وتوغلوا بجنباته، شرعوا في رمي الأشلاء بعد إخراجها من السيارة، وعندما أنهوا المهمة حاولوا التحرك بسيارتهم للفرار والابتعاد عن المكان، إلا أن عجلاتها وجدت صعوبة في المغادرة بعد أن انغمست في الوحل، ولم تفلح محاولات إخراجها بالاعتماد على الضغط على دواس السرعة، ليضطروا إلى مهاتفة شريكهم وطلب المساعدة، قبل أن تحضر سيارة أخرى، ليعمدوا إلى جر الأولى بواسطتها إلى أن تمكنوا من إخراجها من الوحل، ليغادروا المكان. شجار سبق الجريمة المعلومات التي استجمعتها المصالح الأمنية منذ الإبلاغ عن جريمة الاختطاف، كشفت وقوع شجار بين الضحية وخصمه المتورط في التخطيط للجريمة، بحضور المدعو «التيربو»، واحتضن ملهى ليلي فصول شجار عنيف استعملت فيه قنينة «لاكريموجين»، ونشب الخلاف بسبب أموال في ذمة أحد الخصمين، ليتطور إلى تهديد انتهى بالشجار في الملهي الليلي، وكان حينها الملقب ب»التيربو» حاضرا، بل أصيب بالغاز المسيل للدموع، قبل أن يفر الضحية ويغادر الملهى. فكان الحادث إيذانا بالتخطيط لاختطافه وتصفيته، ما تطلب الترتيب لذلك واستدعاء قاتلين مأجورين من فرنسا، حلا قبل التنفيذ وغادرا مباشرة بعده، ليفلتا من الاعتقال، ويهربا إلى أوربا. اعتماد المتهمين على قاتلين مأجورين، يشير أيضا إلى تشابه طرق التصفية المعتمدة من قبل المافيا الأوربية، وهي طريقة تكررت في العديد من الاغتيالات والتصفيات، إذ يظل البارون بعيدا عن الأحداث ومسارح الجريمة ويكلف أطرافا أخرى بالتنفيذ المادي، تماما كما وقع في جريمة مقهى لاكريم التي استأجرت فيها عصابة «ملائكة الموت» قاتلين هولنديين لإطلاق الرصاص على صاحب المقهى، وتصفيته، وهو ما انتهى بإخطاء الهدف، وحتى لا يتكرر الخطأ فكرت عصابة «التيربو» في الاختطاف واستعمال وسائل التعذيب والقتل وإخفاء الجثة، بدلا من الرصاص، خصوصا أن البارون مازال مطلوبا لغرفة الجنايات الاستئنافية في قضية قتل إبراهيم في فرنسا.

قاتلان مأجوران لتصفية زوج فنانة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسرار أكثر شخصية محبوبة

شبح تفرقة بين الفرق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات