أكاديميون يؤطرون الشباب لإعداد برامج التنمية في الجماعات الترابية تعاني الجماعات المحلية، خاصة الفقيرة منها، غياب رؤية إستراتيجية في إعداد برامجها التنموية، وهناك ضعف في مواكبة التحولات الجارية في المملكة بشكل عام، وعدم إيلاء أهمية للتحديات والفرص التي تواجه مجال عمل الجماعة، وهو ما تحاول بعض الطاقات الشابة تدارسه وتجويده. وتعتبر أكاديمية أخيام للشباب والمجتمع المدني، أحد الأصوات التي تحاول الاشتغال على هذه الإشكالية مع شباب المناطق الجبلية، إذ نظمت الجمعية في الأيام الاخيرة، وبدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية، وبتنسيق مع مركز إملشيل للأبحاث والتنمية، أياما تواصلية وتشاورية وتكوينية حول موقع الشباب والنوع الاجتماعي في برامج الجماعات الترابية لدائرة إملشيل. وامتدت تلك التكوينات لخمسة أيام، وقام بتأطيرها محمد جدري الخبير الاقتصادي، رئيس مرصد تتبع السياسات العمومية، ويوسف وعدجان خبير في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، وبحضور رئيس جماعة بوزمو ومنتخبين وأعضاء من الهيآت الاستشارية، بالإضافة إلى أعضاء من المجالس الاستشارية للشباب بالمنطقة، والوسيطات الجماعاتيات وممثلين لجمعية محلية. واستفاد من ذلك التكوين شباب سيحملون شعلة التدبير المحلي في السنوات المقبلة، إذ تعاني الجماعات الترابية ضعفا في التخطيط الإستراتيجي المجالي، ومنهجية بلورة برامج عمل الجماعات وبرامج التنمية للأقاليم والجهات، وهو ما تحاول هذه الفعاليات الشابة تجاوزه، وتكوين جيل جديد من السياسيين القادرين على تلبية حاجيات مجالاتهم الترابية. وتسعى هذه المبادرة الشابة إلى تعزيز النسيج المدني بالمنطقة، وتعبئة الفعاليات الشبابية ودعم الريادة النسوية لقيادة التغيير المجتمعي، إسهاما في تهييء المجتمعات المحلية لهذه المنطقة للتشبع بقيم الديمقراطية التشاركية، والتنشئة على المواطنة الإيجابية، وتحفيز انخراط مختلف الفاعلين المحليين في تكريس الحكامة الرشيدة في تدبير الشأن المحلي، حسب ما أعلنته الجهة المنظمة. وتوصل المشاركون في ذلك التكوين، بعد إخضاع برامج العمل المحلية للتمحيص والدراسة، إلى ضرورة اعتماد تمييز إيجابي في دعم وتنمية المناطق الجبلية بالأطلس الكبير الشرقي، باعتبارها منظومات بيئية هشة، ووجود محميات طبيعية تتطلب تضافر الجهود للمحافظة على تنوعها البيولوجي. ودعا المشاركون أيضا إلى مراعاة تمثيلية شباب ونساء المناطق الجبلية بدائرة إملشيل، في الهيآت الاستشارية الخاصة بالمجلس الإقليمي لميدلت، ومجلس جهة درعة تافيلالت، والترافع لدى الفاعلين في خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية، لتعميم تغطية الهاتف المحمول وخدمات الأنترنيت، وتقوية صبيبه على صعيد الجماعات الترابية لدائرة إملشيل، وغيرها من المقترحات والتوصيات. عصام الناصيري