أعلن عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن إنهاء عهد "السيبة" في الأحياء الجامعية، بعد اطلاعه على التقرير الأسود للمهمة الاستطلاعية لمجلس النواب، التي ترأسها رشيد الحموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، ومقررها النائب العياشي الفرفار، من الفريق الاستقلالي. وقال ميراوي "سأطبق الصرامة في مراقبة أشغال بناء الأحياء الجامعية، حتى تنجز بمواصفات دولية ووطنية، تحترم وضعية تكوين الموارد البشرية"، مضيفا، في حديثه المقتضب، في اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، مساء أول أمس (الثلاثاء)، أنه لن يسمح للبعض بالتلاعب، ويرفض تحكم بعض الطلبة في تدبير الغرف، عبر رفع العدد من أربعة طلبة إلى سبعة، بكراء أمكنة داخل الغرفة الواحدة، ومحاربة الاكتظاظ والعنف. وأكد الوزير إنهاء سياسة "شد لخواطر"، التي استمرت بسبب تراكم المشاكل على مر عقود، مشيرا إلى أنه لو تم بناء أحياء جامعية إضافية توفر، على الأقل 20 ألف سرير سنويا، لتم توفير قرابة 400 ألف سرير لمليون و300 ألف طالب، مضيفا أنه سيلغي إرث الماضي بتشجيع بناء الأحياء الجامعية بشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأضاف الوزير أن الحكومة مستمرة في دعم الإطعام، والإقامة، إذ لم يقع أي تغيير في سعر بيع تذكرة تناول الوجبات الغذائية على مر عقود من الزمن (درهم و40 سنتيما)، رغم أن كلفتها تساوي 30 درهما، وكراء الغرفة بـ 40 درهما، لأجل تشجيع الطلبة على الدراسة والتعلم، علما أن الوزارة رصدت 3.5 ملايير درهم سنويا للسكن الجامعي والإطعام. وكشف تقرير لجنة المهمة الاستطلاعية عن اختلالات في تسعة أحياء جامعية بعدد من المدن، ما أثر نفسيا على وضعية الطلبة. وحسب المعطيات المقدمة، تم رصد اكتظاظ ونقص في المرافق والبنيات التحتية، وعدم سد الخصاص في السكن، ونقص في خدمة الإطعام كما وكيفا، وضعف التخطيط، والتنظيم، ونقص الشفافية والمشاركة، وضعف التكوين والكفاءة الإدارية والرقابة والمتابعة، وقلة الأمن والحماية، ونقص الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية. وسجل تقرير المهمة الاستطلاعية قلة المراكز الصحية وضعف تجهيزها بالأطر الطبية، ونقص التواصل والتوجيه الأكاديمي، وتقادم التجهيزات والبنية التحتية العامة ونقص الاستدامة البيئية، ونقص في البنية التحتية المحيطة بالأحياء الجامعية، مثل الطرق ووسائل النقل العام، ما أثر على سهولة الوصول إلى الأحياء الجامعية وتنقل الطلبة القاطنين بسهولة. وسجل التقرير أن بعض الأحياء الجامعية تواجه تحديات في مجال الأمن والحماية، ما أثر على سلامة الطلبة وزاد من حالات السرقة أو التحرش، وغياب الأنشطة الترفيهية داخل الأحياء الجامعية لغياب المراكز الثقافية والنوادي الرياضية، ما نتج عنه الشعور بالملل أو العزلة عند الطلبة القاطنين، والافتقار للعديد من المستلزمات الطبية، والأدوية والإرشاد والتوجيه النفسي، لافتا الانتباه إلى أن العديد من الطلبة في بعض الأحياء الجامعية يعانون نقصا في التواصل مع الهيأة الإدارية، والإرشاد الأكاديمي، وهو ما أثر سلبيا على المستقبل الدراسي للطلبة. أ. أ