جمعية «شباب الأطلس» قررت تتويج مبادراتها لفائدة ضحايا الزلزال ببناء مساكن تتضمن مطابخ ومراحيض لا يختلف اثنان على أن بناء الأوطان والنهوض بها، لا يمكن أن يتحقق دون الاعتماد على سواعد الشباب الذين يمتلكون مهارات خاصة وكفاءات ينبغي استغلالها، بتشجيعهم على الانخراط في مبادرات إنسانية أو فكرية أو ثقافية أو رياضية، يبرزون فيها ذواتهم، وتتم بواسطتها تنمية الإحساس بالمسؤولية وتعزيز المواطنة. ولأنه لا يمكن نكران الدور الكبير للشباب المغربي رغم محاولات البعض تبخيسه وسط المجتمع، بالتركيز على حالات معزولة لفئات اختارت البقاء أسيرة للماديات والموضة والمظاهر الخداعة عوض الاهتمام بالشأن المحلي والوطني، تعتبر جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت، نموذجا لسواعد الوطن التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها ضمن زاوية "قافزين" لتشجيعها على مواصلة مبادراتها وفي الوقت نفسه لتكون مثالا يحتدى لباقي الشباب. مشروع مهم أطلقت جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت مبادرة إنسانية لمواكبة ضحايا الزلزال المدمر، ببناء قرية نموذجية لفائدة المتضررين بجماعة أيت إكاس. وحملت مبادرة القرية النموذجية التي تأتي بعد عمليات التبرع بالمواد الغذائية والأغطية على المتضررين من الزلزال التي شملت مجموعة من القرى والمداشر بعدد من الجماعات القروية، (حملت) تطبيق فكرة غير مسبوقة في المنطقة والمدينة، وهذه المرة من خلال بناء قرية نموذجية بدوار زاوية المعدر بجماعة أيت إكاس. وتضمن الشطر الأول من المشروع الذي تجندت له سواعد الجمعية الشابة، تركيب 39 خيمة منها سكنيات ومطابخ ومراحيض لكل مخيم، وهو ما يشكل فرصة لوضع حد لمعاناة المتضررين مع سوء أحوال الطقس، ومنحهم بيتا يشعرون فيه الأمان والدفء الأسري المفقود جراء كارثة طبيعية أتت على الأخضر واليابس. مبادرات متفردة أضحى اسم جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت مرتبطا بالمبادرات المتفردة، إذ سبق أن حظي إطلاقها احتفالية الدراجة الهوائية بتفاعل الرأي العام لوطني الذي رأى فيها مبادرة تعيد الاعتبار للدراجة الهوائية بالاحتفال بأدوارها المتعددة في إطار عائلي في المدينة والقرى، وبالمدارس ومقرات العمل، بين الأصدقاء وأفراد العائلة. وتجاوبت بنات وأبناء تارودانت مع المبادرة التي أطلقها المنظمون بمشاركة مكثفة في اليوم الاحتفالي بالدراجة الهوائية الرودانية، الذي كان موعدا حافلا بالأنشطة الترفيهية والتحسيسية ومعرض للدراجات الهوائية وجولة بالمدينة، ومسابقات وجوائز. واختارت جمعية "شباب الأطلس" وشركاؤها تخصيص يوم للاحتفال بالدراجة الهوائية، باعتبار تارودانت مدينة الدراجات الهوائية بامتياز، وأن "البيكالة" رمز من رموز المدينة، وأسلوب حياة متجذر من جيل إلى جيل، مشددة على أن الدراجة الهوائية وسيلة نقل تجمع بين المتعة والبساطة وعنصر من عناصر البيئة الصحية. ولأنها مبادرة مهمة تجاوز صيتها تارودانت لتنال الاعتراف والإشادة على المستوى الجهوي والوطني عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، التي تفاعل روادها ونشطاؤها مع "هاشتاغ" "عيد الدراجة الهوائية" و"بيكالا رمز من رموز مدينة تارودانت". ثقافة التطوع من خلال مبادراتها المتعددة التي تشمل مختلف القطاعات التي تهم المجتمع المغربي، تحرص جمعية شباب الأطلس بتارودانت، على أن تتجاوز مبادراتها التكوين العلمي والمشاريع الخيرية، لتشمل ترسيخ ثقافة التطوع وتزيين واجهات المدينة. ولم تقتصر خدمات الجمعية الشبابية على إقليم تارودانت، بل امتدت إلى مختلف قرى ومداشر المغرب، للقيام بمبادرات إنسانية همت توزيع مواد غذائية وأغطية وملابس لفائدة الفئات الاجتماعية المهمشة والمعوزة في العديد من مناطق المغرب، وهي الأنشطة التي أبرزت قيم التضامن والتآزر، بفضل انخراط العديد من الشركاء داخل المغرب وخارجه. واستطاعت جمعية "شباب الأطلس" الظفر بجوائز كبرى، بعد أن تمكنت من البروز في ساحة العمل الجمعوي بفضل أنشطتها التعليمية والترفيهية والثقافية، لكن بوجه خاص بفضل تنظيم دورات التدريب واللقاءات لفائدة الشباب والأطفال، من أجل تنمية مهاراتهم في مجال التطوع والعمل الجمعوي وإعدادهم ليكونوا جيلا نافعا لمحيطهم المحلي والإقليمي والجهوي والوطني. محمد بها