مغاربة يهاجرون جماعيا إلى مدن الجنوب الإسباني للتسوق والسياحة قبل انطلاق موسم التخفيضات الكبرى أو "الريباخا" المنتظر شهر يناير، كانت مدن الجنوب الإسباني على موعد مع ما يعرف بـ "البلاك فرايداي" أو "الجمعة الأسود" الذي شد من أجله الكثير من "عشاق التسوق" المغاربة الرحال صوب هذه المناطق بحثا عن عينات من ماركات الملابس العالمية بأثمنة مخفضة.. لهذه المناسبة زارت "الصباح" بعض مدن الجنوب الإسباني وأنجزت الربورتاج التالي... إنجاز: يوسف الجوهري (موفد "الصباح" إلى جنوب إسبانيا)/ تصوير: (تطوان ميديا) ينتظر الكثير من المغاربة فرصة "الجمعة الأسود" التي تنخرط فيها العديد من الفضاءات التجارية الكبرى الواقعة بمدن الجنوب الإسباني من أجل السفر واغتنام هذه الفرصة، التي تتميز بالإعلان عن تخفيضات مهمة في أسعار ما تعرضه من ملابس لماركات عالمية تحظى بإقبال محبي الموضة، وكذلك الماركات المحلية التي تنتجها الشركات الإسبانية ذات الصيت الدولي. من أجل الاستفادة من المناسبة الأولى للتخفيضات أو ما يعرف ب "البلاك فرايداي" انتعشت حركة السفر عبر المعبر الحدودي باب سبتة أو انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط نهاية الأسبوع الماضي، بتزامن مع عروض "الجمعة الأسود". وحسب ما عاينت "الصباح" فإن متسوقي هذه المناسبة لم يكونوا بالضرورة من مدن مناطق الشمال فقط مثل المضيق وطنجة وتطوان وغيرها، وإنما صارت هذه المناسبة تستأثر كذلك بمتسوقين قادمين من الرباط وفاس و البيضاء ومدن مغربية عديدة، ممن يحرصون على الاستعداد لهذه المناسبة عبر تهييء الوثائق مسبقا، والحصول على التأشيرة التي تكون طويلة الأمد أحيانا، إذ يسعى أصحاب هذه المبادرات إلى عدم تفويت هذه الفرصة، المناسبة للتسوق واقتناء ما يحتاجونه من ملابس ذات جودة بأثمان منخفضة. تخفيضات "حقيقية" يرى متسوقو موسم "البلاك فرايداي" ،الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام فقط، حيث انطلقت الجمعة الماضي لتتواصل يومي السبت والأحد، فيما تختار بعض الفضاءات التجارية تمديد فترتها لأيام إضافية حسب حجم البضاعة والرواج، أن "التخفيضات المعلن عنها بهذه المناسبة تخفيضات حقيقية، تنطلق من نسبة خصم تبلغ 20 في المائة، وتصل في بعض البضائع إلى نسبة 50 في المائة، ذلك أن نسبة الخصم تكون أحيانا نصف السعر الأصلي"، لذلك "نثق في هذه التخفيضات ونسافر من أجلها" يقول "عبد المالك" الذي التقته "الصباح" عندما كان يحرص على اختيار ثياب لأطفاله ذات جودة بأسعار مخفضة. وقال هذا الأب الذي يتحدر من فاس، إنه "بات يغتنم هذه الفرصة لكي يزور بعض مدن الجنوب الإسباني، ويقتني ما يلزمه ويلزم أفراد أسرته من حاجيات لا تقتصر فقط على الثياب، بل إن حاجيات منزلية أخرى تعرف أسعارها انخفاضا بهذه المناسبة"، وعن تفضيله لهذه المناسبة بالذات قال "عبد المالك" إنها "الفترة الأولى من التخفيضات التي تسبق عمليات الاستغناء الشاملة أو "ليكيداسيون" ما يعني أن فرص الاختيار تكون كبيرة ومتنوعة سواء على مستوى الأحجام أو الأعمار، وكذا المقاسات والأشكال"، معتبرا أنه "خلال مرحلة التخفيضات الكبرى التي تكون شهر يناير من كل سنة تقل فرص الاختيار المذكورة". مبادرات تشجيعية في رحلتها لمواكبة أيام التخفيضات السنوية الأولى في الأسعار، أو "الجمعة الأسود" التي تكون في أواخر نونبر من كل عام، وقفت "الصباح" على أن عملية تخفيض الأسعار لا تقتصر على تخفيض أثمان البضائع المختلفة من أجل الرفع من الرواج، في أفق فسح المجال أمام عينات جديدة من أشكال الموضة أو الجديد في الآليات والإكسسوارات، وإنما تواكب هذه العملية مبادرات موازية تشجع بدورها المتسوقين على السفر واغتنام هذه الفرصة. ومن أجل إنجاح هذه المناسبة والرفع من أعداد المقبلين عليها، عملت شركات الملاحة التي تستغل البواخر الرابطة بين شمال المغرب والجنوب الإسباني بدورها على تخفيض أثمنة تذاكر الإركاب التي وصل حجم الخصم فيها إلى 400 أو 500 درهم لكل مسافر واحد على السيارة التي يتم نقلها عبر الباخرة. وفي هذا السياق صرح بعض أرباب الأسر ممن اعتادوا السفر إلى الجنوب الإسباني عبر هذه الوسيلة، صيفا، رفقة أبنائهم انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط، أن "أسعار التذاكر الخاصة بهم عرفت انخفاضا خلال هذه الفترة فاق 1000 درهم"، وهو ما جعل البعض يعمل على الحجز المسبق مستفيدا من عملية "كسر" الأسعار خلال هذه الفترة، التي تسبق موسم التخفيضات الكبرى التي تعرف في إسبانيا ب "الريباخا"، حتى يتسنى لهم استغلالها في فترات لاحقة. سياحة وتسوق ساهمت العروض المخفضة، نهاية الأسبوع الماضي، في رفع وتيرة العمليات التجارية بالواجهات الكبرى المعروفة بمدن جنوب إسبانيا و"المولات" العديدة المنتشرة في هذه المناطق. وللمشاركة في عيش أجواء تخفيض الأسعار في "البلاك فرايداي" والاستفادة مما تعرضه هذه المحلات من بضائع عملت الأسواق الكبرى على منح زبائنها من المتسوقين هدايا متعددة، عبارة عن قسيمات شراء تختلف قيمتها باختلاف مقتنيات كل متسوق. وانخراطا من هذه المتاجر الكبرى في عمليات "كسر" الأسعار كانت تمنح متسوقين قسيمات شراء تشجيعية وصلت قيمة بعضها أحيانا إلى 100 أورو، بعد تحديد البضائع المعنية بعمليات الاقتناء، اعتمادا على هذه القسيمات، التي كانت قيمتها ترتفع بارتفاع حجم السلع التي يقتنيها كل متسوق خلال هذه الفترة. وعاينت "الصباح" أن مناسبة "البلاك فرايداي" جعلت مواقف السيارات الخاصة بالعديد من المتاجر الكبرى، على اتساعها، عاجزة عن استقبال أعداد السيارات الوافدة عليها، نافست السيارات ذات الترقيم المغربي مثيلتها الإسبانية، الأمر الذي يكشف ارتفاع حجم إقبال المغاربة على استغلال هذه الفرصة للتسوق بهذه المدن الإسبانية. وحسب ما صرح به بعض المغاربة ممن التقتهم "الصباح" خلال جولتها، فإن "البلاك فرايداي" بالجنوب الإسباني بات يستهويهم من أجل "التسوق والسياحة كذلك"، إذ أكدوا أنهم "يحرصون على استغلال هذه الفترة من أجل البحث عن الأسعار المخفضة في الماركات العالمية، وكذا السفر إلى الجنوب الإسباني والتمتع بما توفره البنيات السياحية والمطاعم خلال هذه الفترة، ذلك أن هذه المناطق تعرف ازدحاما شديدا خلال الصيف يعيق حرية تنقلهم"، لذلك فإن هذه الفترة تكون مناسبة في ظل الأجواء المواتية للفسحة والتسوق في مدن تستهوي الزوار من مختلف بقاع العالم.