“المصرانة الزايدة”… خطر الانفجار

تحذيرات من الإغفال عن أعراضها لدى الأطفال تجنبا لمضاعفات انتشار البكتيريا قد يصعب الكشف عن التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال لتشابه أعراضها مع أعراض التهابات وأمراض أخرى، وهو ما يمكن أن يؤخر العلاج، وبالتالي الوصول إلى مرحلة الخطر وانفجارها داخل الجسم. في هذه الورقة نقدم مجموعة من التوضيحات حول التهاب "المصرانة الزايدة"، وهي الالتهاب الذي يصيب الكثير من الأطفال، منها أعراض المرض ومضاعفاته. ونقدم أيضا نصائح بعد إجراء عملية استئصال الزائدة الدودية، والاحتياطات التي من المهم أخذها بعين الاعتبار. في ما يلي التفاصيل: الالتزام بالتعليمات بعد الاستئصال ينصح بتشجيع الأطفال على اتباع نظام غذائي صحي وتجنب الأنشطة المتعبة يصعب على الطفل، تحمل آلام التهاب الزائدة الدودية، علما أن تأخر استئصالها يمكن أن تترتب عنه مشاكل صحية كثيرة، وقد يكون السبب في انفجارها وانتشار البكتيريا في الجسم. وتعتبر عملية استئصال الزائدة بسيطة إلى حد ما وآمنة، وتتطلب الإقامة في المستشفى يومين إلى ثلاثة بالنسبة إلى الأطفال الذين ليس لديهم أي مضاعفات، مثل تمزق الزائدة، لكن إذا تمزقت، يقوم الطبيب باستئصالها، وغسل البطن بسائل، وإعطاء الطفل المضادات الحيوية لعدة أيام، ومراقبة المضاعفات مثل انسداد الأمعاء والالتهاب. وغالبا ما يحتاج الأطفال الذين أصيبوا بتمزق في الزائدة إلى البقاء لفترة أطول في المستشفى. ومن المهم، بعد العملية، الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، واتباع نصائحه بدقة، مع الإبلاغ عن أي مشكل أو آثار جانبية تظهر خلال فترة ما بعد العملية. ويعتبر الاختصاصيون أنه يمكن أن تستغرق فترة شفاء الطفل بعد عملية استئصال الزائدة الدودية، بشكل كامل، أسبوعين أو أربعة، علما أنه خلال هذه الفترة، من المهم الالتزام بنظام غذائي صحي وتجنب الأنشطة المتعبة. وتشمل الرعاية اللازمة بعد جراحة استئصال الزائدة الدودية، العديد من الخطوات التي يجب الالتزام بها، منها الاستفادة من الراحة الكافية، إذ يجب على الطفل أن ينال قسطا من الراحة، مع ضرورة الاستلقاء على الظهر لبضعة أيام حتى يتم الشفاء الكامل، وتوصف له الأدوية المناسبة لتخفيف الألم والتورم والتهابات الجروح. ومن النصائح أيضا، الالتزام بنظام غذائي صحي وخفيف بعد العملية، إذ ينصح بتناول السوائل بشكل جيد وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والثقيلة، ويمكن البدء في تناول الأطعمة الخفيفة والسلسة بعد 24 ساعة من العملية. ويضع الاختصاصيون قائمة تضمن الأشياء الممنوعة على المرضى، بعد استئصال الزائدة الدودية، منها الإجهاد الزائد والرياضة "الثقيلة"، إذ يجب تجنب أي نشاط شديد لمدة أسبوعين أو شهر بعد العملية، حتى لا يحدث أي تمزق في موقع الجرح، والشيء ذاته بالنسبة إلى الحمامات الساخنة، إذ يجب تجنب الاستحمام بالماء الساخن والسباحة في المسابح والأنهار لمدة أسبوعين أو شهر بعد العملية. وينصح أيضا بتجنب ركوب الدراجات، لمدة أسبوعين إلى شهر بعد العملية، حتى لا يحدث أي ضغط على موقع الجرح، إلى جانب تجنب الإفراط في تناول الطعام، مع الحرص على الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة والحارة والثقيلة، حتى لا يحدث أي تهيج في المعدة أو الأمعاء. إيمان رضيف لمعلوماتك < التهاب الزائدة الدودية، هو التهاب وتورم في العضو الصغير المتصل بالأمعاء الغليظة في الجانب الأيمن السفلي من البطن، ويؤثر في الغالب على الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و20 سنة وهو نادر عند الرضع. < يحدث المرض بسبب انسداد الزائدة الدودية، إذ يمكن أن ينمو الكثير من البكتيريا وتسبب العدوى. ومن الأسباب التي قد تسبب انسدادها الزائدة، براز صلب يشبه الصخور، وتورم الغدد الليمفاوية في الأمعاء، ووجود الطفيليات والالتهابات الأخرى. < إذا لم تستأصل الزائدة المصابة، فمن المحتمل أن تنفجر بعد حوالي 72 ساعة، بعد ظهور الأعراض لأول مرة، ما يسبب في انتشار البكتيريا داخل الجسم، وقد تشكل العدوى مجموعة كبيرة من القيح (خراج)، أو تنتشر في جميع أنحاء البطن. < يكون العلاج عن طريق الجراحة وتستأصل الزائدة الدودية، أما الأطفال المصابون بانفجار ها فيحتاجون إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول، بعد استئصال الزائدة الدودية، وتوصف لهم المضادات الحيوية للتخلص من بكتيريا تنتشر في الجسم. رقــــــــم 4 مضاعفات للجراحة يعتبر الاختصاصيون أنه في بعض الحالات، يمكن أن تحدث بعض المضاعفات بعد الجراحة، من بينها التهاب في المنطقة المجاورة للجرح، ويمكن تجنب هذه المضاعفة عن طريق الحرص على نظافة المنطقة المجاورة للجرح وتغيير الضمادات بانتظام. ومن المضاعفات تجمع السوائل في المنطقة المجاورة للجرح، وقد يحتاج المريض إلى استخدام أنابيب التصريف لإزالة السوائل الزائدة. كما يكون المريض بعد الجراحة، أمام خطر تشكل جلطات الدم، ويحدث هذا بشكل نادر، ويتم علاجها عن طريق تناول الأدوية المضادة للجلطات. ومن المخاطر أيضا التهاب البطن الحاد، والذي يمكن أن يحدث في حالات نادرة ويتطلب عملية جراحية عاجلة. ولتجنب حدوث هذه المضاعفات، يجب على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والتواصل معه في حال حدوث أي مشاكل والالتزام بالإرشادات اللازمة للعناية بالجرح والنظام الغذائي الصحي. إ.ر نــصــيـــحــة التشخيص المبكر يمكن أن يشكل تشخيص التهاب الزائدة عند الأطفال، تحديا للطبيب لأسباب عديدة، إذ أن العديد من الاضطرابات تسبب أعراضا مشابهة، منها التهاب المعدة والأمعاء. في كثير من الأحيان، لا تظهر على الأطفال، خاصة الأطفال الصغار، الأعراض أو العلامات السريرية النمطية لالتهاب الزائدة، خاصة عندما لا تكون الزائدة متوضعة في موقعها المعتاد في الجزء السفلي الأيمن من البطن، إذ يمكن لهذا النقص في الأعراض النموذجية أن يكون خادعا. وإذا تأخرت معالجة الأطفال حتى تتمزق الزائدة، وهو ما يحدث بشكل أكثر شيوعا عند الأطفال دون سن سنتين، فإن المَآل يكون أسوأ، علما أن حوالي 15 في المائة من الأطفال الذين خضعوا لجراحة استئصال الزائدة المتمزقة يعانون العديد من المضاعفات. إ.ر تـؤدي إلـى الوفـاة الدكتورة شادي قالت إن علاجها يتطلب الخضوع لعملية جراحية حذرت الدكتورة أمل شادي، طبيبة عامة من خطورة إهمال علاج الزائدة الدودية عند الأطفال، مؤكدة أن التهابها وتعفنها يؤديان إلى الموت. وأكدت الدكتورة شادي أن العملية الجراحية هي الوسيلة الوحيدة لعلاج الزائدة الدودية. عن أعراضها وأسبابها ومضاعفاتها، ومحاور أخرى، تتحدث الدكتورة شادي لـ"الصباح" في الحوار التالي: ما هي أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال؟ > تختلف أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال مقارنة مع البالغين، إذ لا تظهر مؤشرات كثيرة عنها وتعد صامتة وهذا ما يكون وراء انفجارها كثيرا لديهم، إذ لا يتم اكتشافها إلا خلال وصولها مرحلة متأخرة. ولهذا فهي تعرض حياة الطفل إلى الخطر. وعند البالغين تتجلى أعراض الزائدة الدودية في الشعور بالألم أسفل البطن من الجهة اليمنى وتحديدا فوق جذر الفخذ مباشرة، بينما عند الطفل يمكن أن يشعر بالقيء وألم في الرجل، التي لا يستطيع وضعها على الأرض أثناء المشي لأنه حين يقوم بذلك يشعر بألم كثير لأن الزائدة المصابة بالتهاب تكون مباشرة فوق المفصل، وبالتالي تشكل عائقا أثناء القيام بأي حركة. ومن أعراض الزائدة الدودية شعور الطفل بألم شديد في كافة أنحاء البطن مصاحب بالقيء. ومع تطور التهاب الزائدة الدودية تؤدي إلى ارتفاع طفيف في درجة الحرارة. وفي المرحلة المتطورة جدا من الالتهاب يصبح بطن الطفل صلبا جدا أو ما يعرف ب"بطن الخشب" نتيجة تقيح الزائدة الدودية. ما هي أسبابها؟ > يصاب الطفل بالزائدة الدودية بسبب التهاب الغدد اللمفاوية المحيطة بها، ما ينتج عنه تعفن وتكون قيح بها. أين تتجلى خطورة الإصابة بها؟ > حين تمتلئ الزائدة الدودية بالقيح فإنها تنفجر ويؤدي وجود الميكروبات بداخلها إلى تعفن الدهون المحيطة بالأمعاء، وبالتالي فهي تعتبر حالة خطيرة تكون سببا مباشرا في الموت، إذا لم يتم اتخاذ التدابير الطبية اللازمة والمستعجلة. هل كل الحالات تتطلب الخضوع لعملية جراحية؟ > الزائدة الدودية تحتاج إلى عملية جراحية، إذ تعد الطريقة الوحيدة من أجل استئصالها لحماية الطفل من مضاعفات خطيرة، بينما في حالات التهاب الغدد اللمفاوية للأمعاء فيتم وصف أدوية لعلاجها. كيف يمكن التمييز بين الزائدة الدودية والتهاب الغدد اللمفاوية؟ > إذا لاحظنا استمرار شعور الطفل بألم شديد في البطن رغم استعمال مسكنات مثل "البراسيتامول" أو مضاد للتشنج وكذلك ارتفاع نسبته بشكل تدريجي لعدة أيام مع الشعور بصعوبة كبيرة في المشي والقيء وارتفاع درجة الحرارة، فإنه لابد من الكشف الطبي بسرعة للخضوع إلى فحص الكريات البيضاء في الدم والفحص بالصدى، الذي يحدد درجة انتفاخها. وللأسف كثير من الآباء يعتقدون أن شعور الطفل بالألم في البطن يعتبر مشكلا عابرا وأنه بسبب تناول مواد معينة، لكن الأمر في بعض الحالات يكون عكس ذلك ويشكل خطورة على صحة الطفل، كما قد يؤدي إلى وفاته نتيجة الإهمال. وفي الوقت الذي يمكن أن تكون فيه الجراحة الخاصة بالزائدة الدودية صغيرة جدا، عند اكتشاف إصابة الطفل بها مبكرا وتتم بواسطة وضع ثلاثة ثقوب ولا تتجاوز أربعة سنتمترات، فإن إهمالها يتطلب جراحة أصعب لأن انتشار القيح بعد انفجارها يتطلب عدة تدابير طبية لإزالته وتنظيف الأماكن المنتشر بها داخل البطن. أجرت الحوار: أمينة كندي في سطور: - طبيبة عامة - مختصة في العلاج بالحجامة - حاصلة على دبلومات وشهادات من معاهد أجنبية - شاركت في عدة مؤتمرات طبية داخل المغرب وخارجه

“المصرانة الزايدة”… خطر الانفجار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تلاميذ الحوز في ضيافة متحف محمد السادس

تشغيل مركب هيدرومائي بالدروة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات