قال الكوتش عزالدين بوشراوي إن التربية هي أساس المشاكل النفسية، وإليها ترجع طبيعة الفرد وقدرته على التعامل مع ذاته ومن حوله. وأوضح بوشراوي في حديث مع "الصباح" أنه إذا كانت التربية صحية وسليمة، سنجد أشخاصا أسوياء يتمتعون بقبول أنفسهم وقبول من حولهم، ويحققون نجاحات في الحياة، ويستطيعون مواجهة الإخفاقات دون الوقوع في الإحباط أو الاستسلام وجلد الذات. وأضاف انه إذا كانت التربية سلبية غير داعمة للطفل، سنجد في المقابل شخصا غير واثق من نفسه، يحتقر ذاته مهما حقق من إنجازات، إذ يشعر بالفشل وإن كان ناجحا، سهل الكسر، يجلد ذاته على الدوام . وأوضح المتحدث ذاته أنه من أشهر أساليب التربية الخاطئة ما يطلق عليه في علم النفس "التربية بالهيليكوبتر"، هو مصطلح يشير إلى الآباء الذين يحاصرون أبناءهم وكأنهم يتبعونهم بطائرات الهيلوكبتر لمراقبة كل شيء يقومون به، ومنعهم من أي خطأ، وحمايتهم من أي مشكل. وتابع الكوتش حديثه بالقول إنها طريقة تقوم على الحماية الزائدة، مشيرا إلى أن "أثرها مدمر على نفسية الطفل ، فهي تفقده ثقته بنفسه، وتمنعه من تحمل المسؤولية، وتجعله محتاجا دائما إلى توجيه خارجي حتى في أبسط المواقف، لا يستطيع أن يتخذ قرارا ، مما يسبب له هشاشة نفسية". وأكد أن هناك فرقا كبيرا بين معرفة الطفل للصواب والخطأ ومحاولة تجنب الأخطاء، وبين رفض احتمالية وقوع الخطأ تماما، "فمع استمرار الضغط على الطفل وتوبيخه يتحول الأمر من رفض الخطأ إلى رفض النفس وكره الذات". إ.ر