عمل روائي جديد يستعيد أحداثا من مغرب العصر الوسيط صدر حديثا للكاتب والروائي المغربي، شعيب حليفي، عمل روائي جديد اختار له عنوان "خط الزناتي" عن منشورات السرديات. وتتوقف الرواية الموزعة على عشرة فصول، عند يوم واحد من حياة موسى الزناتي وباقي الشخصيات التي ينبه المؤلف في الصفحات الأولى للعمل إلى أن "الأحداث بكل تفاصيلها.. حقائق وقعت بالفعل. ويشهد .. أنه نقل كل ما جرى بأقصى ما يمكن من الأمانة والمسؤولية، وحينما أطلع كائنات هذه الرواية على ما كتبه.. أذهلهم لمعان التطابق، فقرروا الخروج من الواقع، بشكل جماعي، والهروب إلى الرواية لمواصلة العيش فيها". وحسب ورقة تقديمية للرواية، فإن هذا العمل "ينهض على ذاكرة مركزية بوصفها إرثا جريحا تحكي عن حياة يوم واحد، من أيام الحصاد، نهارا وليلا، يحضرهما موسى الزناتي الذي أقنع نفسه أنه سليل الشيخ الزناتي (من مغرب القرن الثالث عشر الميلادي) صاحب كتاب الرمل والخط الزناتي، فخاض مغامرة ملامسة الغيوب مع كائنات مفارقة وإشكالية، فقدت حاضرها المعلوم أو كادت، وتتطلع للقبض على المجهول". وتسرد الرواية، في فصول النهار، الحياة تحت الشمس وما يجري، بعيدا عن عالم المدن، من تفاصيل لا تقصي تفاعل الشخصيات مع الحيوانات والطيور والحشرات والطبيعة. أما الجزء الثاني، والذي تجري فصوله بالليل، فيروي لوحة من البهجة المنسية في حياة موسى الزناتي وباقي أصدقائه احتفالا بنهاية موسم الحصاد. وانطلاقا من ذاكرة وفضاء اليوم الواحد، يضيف المصدر ذاته، تولد عوالم متعددة من الخيال الجذري نهرا تسبح فيه كافـــة كائنـــات الروايــة ومنه ترتوي. يشار إلى أن شعيب أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببنمسيك بالدار البيضاء. وصدرت له عدة روايات منها "مساء الشوق"(1992)، و"زمن الشاوية" (1994)، و"رائحة الجنة" (1996) و"مجازفات البيزنطي" (2006)، و"أنا أيضا" (2009)، و"لا أحد يستطيع القفز فوق ظله" (2010)، و"كتاب الأيام – أسفار لا تخشى الخيال" (2012). وفاز حليفي بجائزة المغرب للكتاب في صنف السرد سنة 2020 عن عمل "لا تنس ما تقول". وإلى جانب أعماله الروائية، صدرت لحليفي في النقد "شعرية الرواية الفانتاستيكية" (1997)، و"الرحلة في الأدب العربي: التجنس، اليات الكتابة، خطاب المتخيل" (2002)، و"هوية العلامات: في العتبات وبناء التأويل" (2004)، و"مرايا التأويل: تفكير في كيفيات تجاور الضوء والعتمة" (2009). عزيز المجدوب