“باب ريان” تدمج شبابا ضمنهم يتامى في سوق الشغل
سابقة من نوعها تلك التي احتفت بها، الأسبوع الماضي، جمعية باب ريان بالبيضاء، وكللتها بحفل تقديم الدبلومات لشباب في وضعية صعبة، بعد أن أشرفت على تكوينهم وتدريبهم في فنون الطبخ، وهو الحفل الذي أقيم بمقر الجمعية بالمعاريف، وحضرته عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والفنانة ماريا نديم، بالإضافة إلى ضيوف آخرين، ضمنهم أرباب مؤسسات خاصة معروفة.
وكانت المفاجأة التي أعلن عنها في الحفل من قبل عبد المولى رتيب الرئيس الشرفي للجمعية، أن كل الذين وزعت عليهم شهادة استكمال التكوين في فنون الطبخ، عينوا للاشتغال في وحدات فندقية مصنفة ومطاعم فاخرة، إذ أكد في تصريح ل”الصباح” أن نسبة الإدماج بلغت 100 في المائة.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن الهاجس اليوم، لم يعد هو الاعتناء فقط بالأطفال اليتامي والموجودين في وضعية صعبة إلى حين بلوغهم سن الرشد، وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول بعد مغادرتهم المؤسسة الاجتماعية التي أقاموا فيها، بل هو تكوين هذه الفئات ودمجها في الشغل لتمكينها من الاعتماد على النفس، ولم لا تكوين أسرة.
ووزعت الدبلومات في حفل احتضنه مقر الجمعية وانطلق بشريط قصير للمخرج أمير الرواني، من تشخيص بعض المستفيدين، يبين مراحل التكوين وأهميته وشعورهم باكتساب مهنة.
وأشرفت جمعية باب ريان على تكوين الدفعة المتخرجة، داخل أروقة الجمعية، التي تحتضن مركزا متكاملا لتعليم فنون الطبخ، وتشرف عليه أطر متخصصة. وهو المركز الذي أنشئ خصيصا لدعم الشباب في وضعية صعبة، وتكوينهم في مجال الطبخ، من خلال الشراكات الإستراتيجية للجمعية، لتمكينهم من التدريب الكافي والتكامل الناجح.
وأفادت فاطمة الزهراء حمرودي، رئيسة الجمعية أن إدماج الشباب بعد تأهيله مهنيا يعد في حد ذاته انتصارا، سيما أن الأهداف المثلى لكل جمعية لرعاية الأيتام والأطفال في وضعية صعبة، تتجلى أساسا في ضمان حرف لهم تؤهلهم للإندماج في المجتمع، وتشعرهم أنهم فاعلون في مجتمع متحرك، وهذا هو بيت القصيد بالنسبة لجمعية باب ريان. كما شكرت كل الشركاء الذين ساهموا في هذا النجاح.
وتحدث الوزيرة عواطف في كلمة مطولة، واختارت اللغة العربية لإيصال كلماتها، مشيدة بما تحقق من إنجاز، وتمكين فئة المتخرجين من ولوج الشغل بعد تكوينهم، معتبرة أن النموذج الذي تقدمه مؤسسة باب ريان هو مساهمة ملموسة في “الدولة الاجتماعية التي يرغب فيها جلالة الملك، والتي يبني أسسها والتي نحن جميعا معنيون بها”. كما شكرت الشركاء والداعمين، “الذين نساعد بفضلهم الآن هؤلاء الشباب ليصبحوا فاعلين في المجتمع وبالتالي يعزز اندماجهم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي المغربي “.
وتعتبر جمعية باب ريان التي تأسست قبل 10 سنوات، نموذجا للتسيير الأمثل للجمعيات التي تعنى بالأطفال في وضعية صعبة، بالإشراف على التمدرس ومختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والرياضية التي تقدمها، كما تطور الجمعية آلياتها بشكل متواصل، من أجل تكوين نشء قادر على أن يكون فاعلا في المجتمع.
المصطفى صفر