شباب مغاربة يتميزون في إملاء الأمازيغية واحتفاء بالمتفوقين في وقت ما تزال فيه بعض النخب السياسية و"الفكرية"، تعارض الأمازيغية، وتحاول أن تنزع عنها قيمتها العلمية والفنية، واعتبارها مجرد لهجات، ذهبت الوزارة الوصية في مسار مغاير، بتنظيم مسابقات لتشجيع التلاميذ على التميز في لغة المغرب الأصيلة، أهمها أولمبياد "تيفيناغ"، التي اختتمت قبل أيام فقط. ويتعلق الأمر بمسابقة في إملاء اللغة الأمازيغية بالحرف المعتمد "تيفيناغ"، والتي شارك فيها التلاميذ من مختلف الأكاديميات الجهوية، إلا أن المراكز الثلاثة الأولى آلت إلى تلاميذ يتحدرون من مجالات تتكلم الأمازيغية، باعتبارها اللغة الأم، ما يجعل تعلم اللغة أمرا سهلا وطبيعيا، ينسجم مع منطق الطفل، عكس اللغات الأخرى التي يتعرف عليها ويمارسها داخل الصف فقط. وفازت التلميذة هبة الهيلالي من مديرية زاكورة، التابعة لأكاديمية جهة درعة تافيلالت بالرتبة الأولى في المسابقة الوطنية للإملاء بالأمازيغية "أولمبياد تيفيناغ"، في ختام فعاليات الدورة 15 لمهرجان "تيفاوين"، الذي نظم على مدى يومين بصيغة تضامنية مع ضحايا زلزال الأطلس الكبير، بجماعة أملن التابعة لدائرة تافروات إقليم تيزنيت. وحازت التلميذة، مريم أصواب، من مديرية إنزكان التابعة لجهة سوس ماسة على الرتبة الثانية، والتلميذ مهدي بولعيش من مديرية تيزنيت التابع للجهة ذاتها على الرتبة الثالثة، وشارك إلى جانبهم ممثلون للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في مختلف ربوع المملكة، وتلاميذ المناطق المتضررة بتارودانت والحوز تحديدا. وشهد برنامج هذه التظاهرة التربوية، تنظيم مجموعة من الأنشطة الهادفة لفائدة التلامذة المشاركين، من قبيل ورشة المراقبة الفلكية، وزيارة المعالم التراثية لمنطقة تافراوت وفقرات ترفيهية أخرى، كما تم الاحتفاء بالفائزين سواء من قبل المنظمين، أو داخل المدارس الأصلية، إذ استقبلوا بشكل يليق بما حققوه من إنجازات. وتساهم هذه المسابقة التي نظمت على مدار السنوات الماضية، في تنمية وعي التلاميذ بلغتهم الأم، وإزالة اللبس الذي ينتاب الأطفال المتحدرين من المناطق الناطقة بالأمازيغية، عندما يذهبون للمدرسة، ويصدمون باستعمال الأساتذة والإدارة لغة غير تلك التي ألفوها في محيطهم الأسري. ورغم أن الأمازيغية لم تعمم بعد أفقيا وعموديا، إلا أنها أصبحت تأخذ سنة بعد أخرى مكانتها تدريجيا، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بالأمازيغية باعتبارها لغة، لكن بالهوية والتاريخ المغربي، الذي ينطق بالأمازيغية، ويصعب استيعابه ودراسته دون التوفر على مفتاح اللغة، التي تعمق الفهم عند دارس الهوية المغربية وتاريخها. عصام الناصيري