شبهات بإقحام مسؤولين محليين شروطا ومعايير على المقاس لإزاحة المنافسين يفتحص مراقبون من وزارة الداخلية وثائق صفقات ثلاث جماعات قروية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بسبب شبهات بوجود اختلالات في طرق تمريرها. وأفادت مصادر "الصباح" أن مرشحين لطلب عروض أعلنت عنه الجماعات المعنية تقدموا بشكايات إلى مصالح وزارة الداخلية بسبب وجود بنود في دفتر التحملات أقحمت بغرض إقصاء أغلب المقاولات المتنافسة، إذ يشترط التوفر على خبرة تزيد عن عشر سنوات في إنجاز أوراش مماثلة، علما أن مقاولات أنشئت قبل سبع سنوات سبق لها أن أنجزت مشاريع شبيهة في جماعات أخرى، لكنها وجدت نفسها مقصية من التنافس على الصفقة، لأن عمرها لا يزيد عن سبعة أعوام، في حين أن الجهة المعلنة عن طلبات العروض تشترط عشر سنوات، كما يتم إقحام بعض المعايير المتعلقة بالموارد البشرية العاملة في المقاولات المترشحة للمنافسة. وتعتبر الجماعات المعنية بتحريات وزارة الداخلية هذه المعايير شرطا تقنيا لقبول الملف، ما يعني إزاحة العدد الأكبر من المتنافسين، قبل فتح باب الترشيحات. وأكدت المصادر ذاتها أن مقاولتين وحيدتين تتوفران على المعايير والشروط المطلوبة، ما دفع المقاولات المتضررة إلى تقديم شكايات إلى مصالح وزارة الداخلية المختصة، التي فتحت تحقيقا في الاتهامات بالتلاعب في صفقات عمومية. ويتعلق الأمر بمشاريع تهم إنجاز بنيات تحتية بجماعتين قرويتين بالشمال تم التلاعب فيها لإرسائها لفائدة شركة مقربة من أحد المسؤولين المحليين. وأفادت مصادر "الصباح" أن الصفقة الأولى بقيمة 12 مليون درهم (مليار و200 مليون سنتيم)، وتهم إنجاز مرافق عمومية وربط بعض المداشير بمسالك طرقية، في حين تصل قيمة الصفقة الثانية إلى 8 ملايين درهم (800 مليون سنتيم) وتهم بناء مستوصف ومدار طرقي بالمركز الذي يوجد به مقر الجماعة، إضافة إلى تهيئة قنوات الصرف الصحي بالمركز. وتقدم المشتكون بوثائق تدعم اتهاماتهم، تتم دراستها من قبل مفتشي الداخلية للتأكد منها واستدعاء المسؤولين للإنصات إلى ردهم حول الأفعال المنسوبة إليهم. وأكدت المصادر ذاتها أنه تم تعليق المشاريع المعنية بالشكايات إلى حين الفصل في الملف. وأخضع المراقبون وثائق مختلف الصفقات للافتحاص، من أجل التأكد من سلامتها القانونية، وتركز التحريات، حسب ما أفادت به مصادر "الصباح"، على الارتباطات الممكنة بين أرباب الشركات ومسؤولين إداريين. وأكدت المصادر ذاتها أن مسؤولين محليين أنشؤوا شركات بأسماء أقاربهم أو أصدقائهم ويمررون صفقات لهذه الشركات دون أي منافسة، إذ يبتكرون العديد من الأساليب والشروط، من أجل إزاحة أي مقاولة منافسة لترسو الصفقة على المقاولة التي يرغبون فيها. عبد الواحد كنفاوي