قال منير لقطيب، باحث في علم النفس الاجتماعي ل"الصباح" إن الشخصيات التي تتعامل باستهزاء مع محيطها تعكس نوعا من الاضطراب النفسي. وأوضح لقطيب أن ظروف التنشئة الاجتماعية للشخص تلعب دورا كبيرا في تحديد نوعية شخصيته، مضيفا أنه كلما ترعرع على مبادئ سليمة منذ طفولته ابتعد عن الاستهزاء بالغير ونعته بصفات سلبية. "إن الأشخاص الذين يلجؤون إلى الاستهزاء بمن حولهم سواء أصدقاءهم أو أقاربهم، فهم يظهرون من خلال سلوكهم أنهم يعانون عدم الارتياح النفسي، وأيضا توتر علاقاتهم الاجتماعية"، يقول لقطيب، مضيفا أنهم غالبا ما يواجهون كثيرا من المشاكل مع محيطهم بشكل عام. وأوضح لقطيب أن الشخصية المستهزئة غير متوازنة نفسيا وغير متوافقة اجتماعيا، إذ لا تشعر بالارتياح والطمأنينة الداخلية، كما أن مشاعرها متقلبة مادامت تعيش توترا وقلقا مستمرا. ومن جهة أخرى، قال لقطيب إن الشخصيات من هذا النوع يكون إدراكها لقدراتها مشوها، إذ تفقد الثقة بنفسها بإمكانية القيام والنجاح في أمور أو مهام معينة، لذلك تلجأ إلى الاستهزاء من أجل إثبات ذاتها. ويعتبر الاستهزاء وسيلة من أجل جلب الانتباه لشخصيات فاشلة في حياتها، كما تفتقد لقيم احترام وتقدير الآخرين، وتغيب لديها كل السلوكات الإيجابية، حسب لقطيب، ما ينعكس سلبا على علاقاتها نتيجة اللجوء المستمر إلى تجريح الآخرين والتقليل من قيمتهم وشأنهم. وغالبا ما تحاول الشخصية المستهزئة تبخيس أعمال محيطها، فذلك يساعد على شعورها بنوع من اللذة والنشوة عند القيام بذلك، وأيضا عند إثارة غضب الآخرين، ما يشجعها على التمادي أكثر في السلوك ذاته. وأكد لقطيب أن الشخصية المستهزئة غالبا ما تلقى الرفض من محيطها، نتيجة سلوكاتها المرفوضة بسبب استعمالها عنفا لفظيا في حق من حولها. أ. ك