مــؤثــرون… لـقـطـــــة الـ”هـمــــزة”

يتـاجــرون بمــعـاناة ومشاعر متابعيهـم لـرفع نسـب المشاهدات والبحث عن "الـــــبوز" تشكل الأزمات ومختلف الأحداث التي يعيشها المجتمع المغربي، وما تثيره من نقاش وجدل، محور اهتمام أغلب المؤثرين الذين ينظرون إليها باعتبارها "همزة" حقيقية، لتحقيق المزيد من نسب المشاهدة وضخ مبالغ أكبر في أرصدتهم البنكية. ورغم اختلاف طرق تناول المؤثرين لمواضيع مثيرة للجدل، أو انخراطهم في إظهار قناع التعاطف والمشاعر المزيفة تجاه مغاربة يمرون من أزمات أو يواجهونها، فالهدف، بالنسبة إلى الكثير منهم، يبقى واحدا ويتجلى في السعي وراء "البوز" وتحقيق الأرباح. ولا يفوت هؤلاء المؤثرون فرصة الدخول على خط الأزمات والضحك على الذقون، سيما أن الكثير من "السذج" يقعون في شباكهم ويساهمون في استمرار انتشار المحتوى التافه لقنواتهم. ويعتبر زلزال الحوز، نموذجا حيا لبعض المؤثرين الذين أظهروا طمعهم والهدف الحقيقي من مشاركة بعض تفاصيل حياتهم وروتينهم اليومي مع أشخاص آخرين، على مدار السنة، وأثبتوا أنهم، بالفعل، من "تجار الأزمات"، الذين لا يترددون في القيام بأي شيء، حتى لو كان ذلك على حساب أزمات الآخرين ومعاناتهم، من أجل "اللايكات» ورفع عدد متابعي صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي كان فيه بعض المؤثرين المغاربة، يحرصون على التقاسم مع متابعيهم الأخبار الرسمية والصحيحة دون مغالطات، كان البعض الآخر يروج لإشاعات تزيد من مخاوف وذعر المواطنين، ويطالبون متابعيهم «يبرطاجو» محتواهم ليصل إلى أكبر عدد من نشطاء المواقع، بهدف رفع نسب مشاهدات فيديوهاتهم "المستفزة"، والأكثر من ذلك، ذهب البعض الآخر إلى التأكيد أنهم يجمعون التبرعات، ويمكن لمتابعيهم إرسال المال لهم، ليتكلفوا باقتناء ما قد يحتاج إليه، الذين نجوا من الزلزال وايصالها إليهم. فقد ركب الكثير من "المؤثرين" على الفاجعة، وسارعوا إلى التقاط الصور، كأنهم في جلسة تصوير، ونشر "الستوريات»، مستغلين براءة بعض المتضررين منهم الأطفال والنساء للترويج لمغالطات ولإثارة الجدل، وكسب تعاطف المغاربة والأجانب ورفع نسب الأرباح من عائدات تجارة المأساة، دون احترام لأعراف المنطقة ولا لخصوصية الأفراد، خاصة الأطفال والنساء. وقبل حادث الزلزال، كان هؤلاء المؤثرون، يمارسون "تجارتهم" أيضا، مستغلين الذين يتابعونهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يتردد بعضهم في الترويج لمنتوجات لا علاقة لها بالجودة، مقابل مبالغ مالية يتوصلون بها تضاعف أرصدتهم البنكية، وآخرون "يبيعون الوهم" للمتابعين، ويتاجرون في مشاعرهم، ويستغلون تعاطفهم، لزيادة عدد المشاهدات. إيمان رضيف

مــؤثــرون… لـقـطـــــة الـ”هـمــــزة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مصاصو دماء" وسط الدمار

اختفاء حواسيب يورط موظفين بمديرية للتعليم

مقالات ذات صلة