“كان 25” ينقذ ملاعب البيضاء

اتفاقية بـ9 ملايير تبعث الروح في معلاب الطاس وتيسيما وروش نوار والألفة وسطاد فيليب مدت استعدادات المغرب لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا في كرة القدم (دورة 2025) خراطيم أوكسجين جديدة، لملاعب البيضاء، التابعة لأملاك الجماعة، لتنقذ عددا منها من موت محقق، بسبب ما تعرضت له، على مدى سنوات، من إهمال وسوء تدبير واستغلال بشع لمشاريع البناء وصفقات الإصلاح والهيكلة، في غياب تام لآليات حقيقية للمراقبة. وتوقع الجماعة، في غضون الأيام المقبلة، اتفاقية شراكة وتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وشركة «سونارجيس» وجهة البيضاء-سطات لبعث الحياة في ثمانية ملاعب، لإعدادها للأنشطة الموازية لفعاليات «كان 2025»، لكن، أيضا، لتوفير فضاءات ممارسة رياضية حقيقية بعد انتهاء هذه التظاهرة، تفتح آفاقا أمام شباب ومواهب مقاطعات الصخور السوداء وعين السبع والحي المحمدي والوازيس والألفة وسيدي بليوط وسيدي عثمان ومولاي رشيد. إعداد: يوسف الساكت تتسلم الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، ابتداء من نهاية أكتوبر المقبل، ثمانية ملاعب بالبيضاء، هي ملعب العربي الزاولي بمقاطعة عين السبع، ومعلب العربي بن مبارك بمقاطعة سيدي بليوط، وملعب الألفة بمقاطعة الحي الحسني، ومعلب الصخور السوداء، وملعب "تيسيما" بمقاطعة سيدي عثمان، وملعب مولاي رشيد، إضافة إلى ملعبي التداريب الخاصين بالوداد والرجاء. 9 ملايير وعبأت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الوصية على القطاع، 30 مليون درهم، لمواكبة تأهيل هذه الملاعب الثمانية، كما تساهم جهة البيضاء-سطات بـ30 مليون درهم، ومثل هذه القيمة تساهم بها جماعة البيضاء التي ستضع هذه المنشآت الرياضية رهن إشارة "سونارجيس" ومنظمي نهائيات كان 2025، لتنظيم جميع الأنشطة الموازية، وتنتهي الاتفاقية في أبريل من السنة نفسها. وحسب مقتضيات دفاتر التحملات الموقعة مع الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يوفر المغرب ملعبا خاصا لكل فريق من الفرق 24 المشاركة في النهائيات، من أجل التداريب، إذ تساهم جماعة البيضاء بثمانية ملاعب، إضافة إلى ملعب كبير للمباريات (المركب الرياضي محمد الخامس). وفي هذا الإطار، تتكلف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالمساهمة في عملية التهيئة وصيانة العشب الطبيعي وتجهيز الملاعب المستهدفة بالمعدات والتجهيزات الضرورية، كما تتكلف بإصلاح الإنارة، فيما تعد "سونارجيس" برنامجا للتأهيل وفق المعايير والمواصفات المطلوبة وعرضها على المصادقة في لجنة التتبع. إخلاء فوري وابتداء من نهاية أكتوبر المقبل، ينسحب جميع الأطر والمسؤولين المحليين والجمعيات المسيرة من هذه الملاعب، إذ تشترط شركة "سونارجيس" أن تشرع في تنفيذ البرنامج دون مشاكل، كما وقع في المركب الرياضي محمد الخامس، حين احتجت الشركة، لدى العمدة، بعد منعها من دخول مرافق الملعب من قبل مسؤولين في شركة البيضاء للتنشيط والتظاهرات. وبدأت الاستعداد في عدد من المقاطعات لتهييء أجواء دخول الشركة المنقذة، بعد أن وصلت هذه الملاعب إلى مستويات متفاوتة من التدهور، بسبب الإهمال وانعدام الصيانة. ملعب "الطاس" بعد محاولة أولى لإدماج معلب العربي الزاولي في الاتفاقية الأولى الخاصة بتسليم المركب الرياضي محمد الخامس، نجحت المحاولة الثانية، إذ تصدر هذا الملعب الشهير بقلب الحي المحمدي وارتبط اسمه بفريق الاتحاد الرياضي البيضاوي (الطاس)، قائمة الملاعب التي وضعت عليها شركة "سونارجيس" العين، وخططت لضمها إلى برنامج التأهيل. ويتخوف مسؤولو مقاطعة عين السبع من هذه الخطوة، إذ يعتبرون هذا الملعب خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه إلا في حالات معينة جدا، بل روج البعض عددا من المعطيات التي تفيد أن هذا الفضاء الرياضي لا يصلح للمباريات الكبرى. ويمتد مركب العربي الزاولي، الواقع في قلب مثلث للرعب، على مساحة قدرها 15 ألف متر مربع، ويضم مسبحين وفضاءات متعددة الرياضات وقاعات للحفلات وملاعب في كرة القدم المصغرة. ويعتبر الملعب واحدا من أهم المنشآت الرياضية بالبيضاء، إذ اختارته فرق عربية كبرى مثل الأهلي والزمالك لإجراء تداريب قبل مباريات حاسمة مع الوداد والرجاء البيضاويين. وتستمد المعلمة اسمها من العربي الزاولي، اللاعب والمدرب الشهير السابق للاتحاد البيضاوي، وسبق لهذا الملعب، الذي يعد ثاني أكبر ملعب بالمدينة، أن احتضن العديد من المنافسات المهمة مثل المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي في 1999 وغيرها من المباريات الكبرى في القسمين الأول والثاني من البطولة. وفي وقت سابق، تكلفت شركة البيضاء للتنشيط والتظاهرات بوضع برنامج لتأهيل هذا الملعب وصيانته وتدبيره، ومن أجل الحفاظ على استمراريته وتمكين السكان من الاستفادة من مرافقه، قبل أن يتعرض هذا المشروع إلى اعتراض من مسؤولين محليين. ويخضع الملعب، الواقع بين خط السكك الحديدية وشركة للمحروقات ومنطقة للتيار الكهربائي العالي الضغط، لعدد من الإصلاحات، إذ تخطط المقاطعة للاستفادة من مرافقه وملحقه لإنشاء ملاعب للقرب ومسابح نصف أولمبية، ما قد يكون معرقلا جديدا لتنفيذ "مشروع كان 2025". "سطاد فيليب" منشأة رياضية تحولت إلى عالة على المدينة في السنوات الأخيرة، بسبب موقعه الواقع وسط مجمعات الفنادق والإقامات والإدارات الحيوية وسط البيضاء، وأيضا بسبب هندسته المشوهة ومدرجاته الإسمنتية الفرعونية التي لا تصلح للفرجة، وتصيب بالدوار. وانتقل الملعب، في السنوات الأخيرة، إلى لائحة الملاعب التي يدبرها الوداد البيضاوي، إذ تخوض الفئات الصغرى والمتوسطة تداريبها ومبارياتها به، كما يضم مقر المدرسة الخاصة بالنادي الأحمر. ومع مرور الأيام، تحول الملعب من فضاء رياضي، إلى مجمع للمحلات التجارية ومقرات جمعيات ومنظمات ونقابات وممولي حفلات، ما اثار انتباه قضاة المجلس الجهوي للحسابات الذين أنجزوا تقريرا ضم عدد من الملاحظات. وشيد الملعب في 1920 بطاقة استيعابية تصل إلى 20 ألف متفرج، ويؤرخ لبدايات إنشاء ملاعب بهذا الحجم بالبيضاء في تزامن مع صعود عدد من الأندية الأسطورية، أمثال نادي الاتحاد المغربي، ونادي الأولمبيك المغربي وغيرهما، فضلا عن العديد من اللاعبين الموهوبين المغاربة أمثال العربي بن مبارك وجاست فونتين وعبد الرحمن بلمحجوب والعربي الزاولي. تيسيما المغبون لم يترك الرجاء البيضاوي، بعد انسحابه، من ملعب "تيسيما" بحي السالمية بسيدي عثمان، غير الفراغ، الذي حاول بعض الغيورين ملأه بمجهودات خاصة، بتعاون مع مسؤولين محليين وجمعيات. وسمي الملعب في 1988 ، بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني لمناسبة الدورة 16 لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في المغرب، باسم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم آنذاك إيدتكاتشو تيسيما. وبعد سنوات محدودة من الازدهار يعيش الملعب وضعية مزرية على جميع المستويات (الملعب الرئيسي، ملاعب تداريب، ومرافق متضررة)، وهي صور تمكن ملاحظتها بمجرد ولوج إلى الملعب، الذي شهد ميلاد نجوم في كرة القدم الوطنية، رفقة مدربين تاريخيين، صنعوا مجد فرق بيضاوية في مقدمتها الرجاء الرياضي. غادر الرجاء الملعب منذ سنوات، وترك فراغا مهولا، أثر على مرافق الملعب، إذ لا يملك نادي وفاء وداد الإمكانيات اللازمة من أجل صيانته وتطوير مرافقه، كما يلجأ إلى مجهودات فردية، في بعض الأحيان، من أجل الحفاظ على هذه المعلمة، في انتظار تدخل شركة "سونارجيس" التي وضعت برنامجا خاصا، أقله تحسين العشب الطبيعي وإصلاح المدرجات والتجهيزات والمعدات الأساسية. "دونور" وملاعب أخرى إضافة إلى الملاعب الكبرى، تخضع خمسة ملاعب بمولاي رشيد والصخور السوداء والحي الحسني والوازيس إلى برنامج إصلاح وهيكلة ينتهي قبل موعد انطلاق نهائيات "كان 25"، ضمنها ملعبان للتداريب خاصان بالوداد والرجاء. بالموازاة، سيغلق المركب الرياضي محمد الخامس لفترة جديدة (ابتداء من 8 نونبر 2023) لفسح المجال لسلسلة من الإصلاحات ضمن مشروع تشرف عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتنفذه الوكالة الوطنية للتجهيزات والمشاريع، في إطار الاستعداد للتظاهرة الإفريقية، قبل تسليم الملعب إلى شركة "سونارجيس" في الشق المتعلق بإدارة المرافق وتنظيم الدخول والتذاكر والصيانة الاعتيادية. وتعبئ وزارة التربية الوطنية استثمارا بقيمة 25 مليار سنتيم لإعادة هيكلة هذا المركب، فيما تتكلف "سونارجيس"، وفق بنود الاتفاقية، بتنفيذ برنامج تأهيل الملعب والمرافق التابعة له وفق المعايير والمواصفات المطلوبة بعد المصادقة على مضامينه من قبل لجنة القيادة والتتبع، كما تلتزم بتدبير وتسيير وصيانة المركب طيلة مدة العقد. وتلتزم الشركة بوضع برامج لصيانة المباني والمعدات مع تجديدها، والاستغلال والتسويق والإدارة الفنية الجيدة للأنشطة والفعاليات الرياضية، مع الحرص على إقامتها في ظروف آمنة وبمستوى مشرف ولائق، إلى جانب الإشراف على تدبير تذاكر مختلف التظاهرات والفعاليات الرياضية التي يحتضنها المركب والمرافق التابعة له. كما تلتزم "سونارجيس"، وفق الاتفاقية المصادق عليها في دورة يوليوز الماضي، بتحمل مسؤولية الحراسة والنظافة بالمركب الرياضي محمد الخامس، ومصاريف التدبير والتسيير والصيانة الاعتيادية.

“كان 25” ينقذ ملاعب البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفرقة الوطنية تحقق مع أساتذة ومحامين

الحبس لسائق شاحنة متهم بالتهجير السري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات