حجرات دراسية داخل خيام بالحوز ومراكش تستقبل ستة آلاف تلميذ عاد تلاميذ المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب مراكش ونواحيها ومناطق أخرى من المملكة، يوم 8 شتنبر الجاري، إلى حجرات الدراسة، إذ جرى نصب خيام من أجل تمكين التلاميذ المتحدرين من جماعات إقليم الحوز، من استئناف الدراسة بقرب ذويهم، فيما جرى ترحيل آخرين إلى مراكش وإلحاقهم بمؤسسات تعليمية بالمدينة الحمراء. وتمت إحالة حوالي ستة آلاف تلميذ، مسجلين في ست مؤسسات تعليمية تقع في الجماعات الأكثر تضررا من الزلزال، وهي ثلاث نيعقوب وإيغيل وويرغان وأنوغال وأزغور، على مؤسسات تعليمية بمراكش، ضمانا لسير العملية التعليمية، وتوفير الإيواء والتغذية، إلى جانب أنشطة الدعم النفسي، بعد أن مكنت الزيارات الميدانية من إحصاء 242 مؤسسة تعليمية متضررة من الزلزال، ضمنها 33 مؤسسة دمرت بالكامل. خيام دراسية أفاد مسؤول بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز، أن المديرية تحرص على تمكين جميع التلاميذ داخل المناطق المنكوبة، من متابعة دراستهم بشكل عاد، إذ جرى نصب حوالي 200 خيمة نموذجية، على شكل حجرات دراسية، تتوفر على التجهيزات الضرورية واللوازم المدرسية، بعدد من المناطق المتضررة. وجرى تحويل ملعب للقرب بجماعة أسني، إلى ثانوية إعدادية مؤقتة، من خلال نصب 32 خيمة خصصت لاستقبال تلاميذ ثانوية الأطلس الكبير الإعدادية، منهم 1686 تلميذا من المستوى الإعدادي، و1200 من المستوى الثانوي. واستأنف تلاميذ الثانوية الإعدادية الفارابي، بجماعة أمزميز التابعة لإقليم الحوز، على غرار باقي المناطق المتضررة بفعل الزلزال، الدراسة داخل الخيام التي نصبتها القوات المسلحة الملكية بالقرب من الثانوية، والمجهزة بجميع المعدات التعليمية والتكوينية اللازمة بالإضافة إلى ألواح شمسية. من تنمل إلى ابن يوسف التحق تلاميذ وتلميذات الثانوية الإعدادية تنمل بإقليم الحوز، صباح الاثنين الماضي، بالثانوية التأهيلية ابن يوسف بمراكش، من أجل إتمام دراستهم، بعد استحالة تتمتها بمؤسستهم التي أتى عليها الزلزال. وأكد مسؤول بالأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجهة مراكش آسفي، أن 385 تلميذا من الثانوية التأهيلية تينمل، انتقلوا للدراسة داخل أقسام الثانوية التأهيلية ابن يوسف، بحكم أن المؤسستين مخصصتان للتعليم الأصيل، مع استفادة التلاميذ من الإقامة بالداخلية. والي مراكش يتفقد قام كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش آسفي الاثنين الماضي، بزيارة تفقدية للمرافق الداخلية المخصصة للتلاميذ الوافدين على ثانوية محمد السادس التقنية، من المناطق المتضررة من الزلزال، إذ أعطى تعليماته بإيلاء الأهمية الكبيرة لهذه الفئة الهشة المتضررة من الزلزال. وتستقبل هذه المؤسسة التي زارها الوالي، 789 تلميذا يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية لويرغان والذين جرى نقلهم لمراكش، في حين سيتم إدماج 347 تلميذا من الثانوية الإعدادية إغيل، بمعهد القاضي عياض للتعليم العتيق، على أن يؤطر هؤلاء التلاميذ، أساتذة وأطر تربوية وإدارية، إلى جانب متخصصين في المساعدة الاجتماعية والمواكبة النفسية. قاعة وداخليات لإيواء التلاميذ تم تجهيز القاعة المغطاة العزوزية والعديد من الداخليات بمؤسسات مراكش، بغية إيواء التلاميذ الذين التحقوا بالمؤسسات التعليمية بالمدينة الحمراء، قادمين من المناطق المنكوبة، من أجل متابعة دراستهم. وجرى تجهيز قاعة العزوزية بالأفرشة والأغطية، مع استفادة التلاميذ من الوجبات الغذائية، داخل القاعة، فيما خصصت مستودعات الملابس بالقاعة، كحمامات للاستحمام. فرحة الأبناء وتأثر الآباء بدا آباء وأمهات تلميذات وتلاميذ المناطق المتضررة من الزلزال، المنتقلين إلى مراكش من أجل إتمام دراستهم، في غاية التأثر، إذ اختلط في دواخلهم، شعور الحزن على بعد فلذات أكبادهم، بشعور الفرحة لاطمئنانهم على المستقبل الدراسي لأبنائهم. وقال أحد الآباء ل"الصباح"، "إن السكان رغم الضرر الذي لحقهم من الزلزال، سعداء لأن أبناءنا سيكملون دراستهم في ظروف جيدة"، مضيفا "سكان الحوز ممتنون للاهتمام الذي لقوه من جلالة الملك"، مؤكدا "نعاماسي حنا فرحانين حيت ولادنا غادي يكملو قرايتهم أو الله يحفظ الملك ديالنا ويشافيه يا ربي". وبدا التلاميذ مشدوهين للنقلة التي حدثت في حياتهم، إذ أكد مجموعة منهم في دردشة مع "الصباح"، أنهم متعطشون لاكتشاف المدارس الجديدة، وسعداء لحصولهم على فرصة إتمام الدراسة، دون أن ينسوا التأكيد على إحساسهم بالامتنان لحجم التضامن مع مناطقهم، "تنشكرو كاع المغاربة على داكشي لي داروا معانا، أو الله ينصر الملك ديالنا"، يقول أحد التلاميذ. عادل بلقاضي (مراكش)