المغرب يجدد انخراطه في محاربة العنف الأصولي

أكد المغرب رفضه العنف الأصولي، معتبرا أن أي توظيف للدين في الحث على الحقد والكراهية هو أمر لا يمكن قبوله أو التسليم به، لأنه يؤدي حتما إلى التطرف وتسويغ الإرهاب، وهو ما يتعارض مع القيم الدينية والكونية. وقال المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، في حديث مع "الصباح"، أول أمس(الاثنين)، على هامش مشاركته في نشاط مواز حول العدالة الانتقالية بالمغرب، في إطار دورة مجلس حقوق الإنسان بجنيف،(قال) إن من بين التحديات الخطيرة التي تواجهها بلدان المنطقة العربية العنف المتدثر بالدين ومواجهة التفسيرات الخاطئة للدين والعادات والتقاليد.وأكد عزم المغرب على مواجهة توظيف كل أشكال الكراهية والعنف، وانخراطه في مواجهة كل هذه الظواهر التي تتعارض مع القيم الكونية لحقوق الإنسان ومع تجارب العدالة الانتقالية. وكان المغرب عرض تجربته في مجال العدالة الانتقالية أمام مجلس حقوق، إذ أكد المحجوب الهيبة، أن التجربة المغربية في هذا المجال أصبحت مطلوبة من قبل دول الربيع العربي، التي دخلت تجربة الانتقال الديمقراطي.ووصف الهيبة التجربة المغربية في هذا المجال بأنها رائدة في المنطقة العربية والإسلامية، مُبرزا أنها تنفرد بخاصية التغيير في إطار النظام السياسي القائم، وهو ما تم بفضل تلاقي الإرادة العليا للبلاد والأطراف الأخرى المعنية بماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأوضح الهيبة أن مصالحة المغرب مع ماضي الانتهاكات لا تعني فقط مصالحة مجوعة مع مجموعة أخرى، بل إن هذه المصالحة تكتسي أبعادا أعمق تتجلى بالخصوص في تأهيل القانون واستعادة الثقة في حكم القانون والمؤسسات. وشدد على أهمية تتبع وتنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، التي عهدت مهمتها إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وكشف الهيبة أن عددا من دول الربيع العربي أبدت اهتمامها للاستفادة من التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، ومنها تونس، إذ سبق أن قامت لجنة الكرامة والحقيقة التونسية بزيارة إلى المغرب قبل أسبوعين وكانت في ضيافة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وزاد قائلا إن من بين الدول التي تسعى إلى الاستفادة من التجربة المغربية، ليبيا والعراق واليمن، وقبلها لبنان.وأشار،كذلك، إلى وجود عدد من البلدان الإفريقية التي ترغب في نقل التجربة المغربية إليها، ومنها الطوغو والكامرون وكوت ديفوار. وأوضح أن العدالة الانتقالية تفرض تحديات، منها التوثيق والأرشفة وحفظ الذاكرة،وهي قضايا جديدة بالنسبة إلى تقاليدنا،خاصة بالنسبة إلى حفظ الذاكرة، إذ يشهد العالم حاليا نقاشا كبيرا بالنسبة إلى التاريخ والذاكرة.وأبرز الهيبة أن المغرب حطم العديد من الطابوهات، وأنه اليوم تحققت أشياء ملموسة، في مقدمتها المتاحف التي تُنشأ، والوثائقيات والمواضيع المختلف التي تُنشر اليوم من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومؤسسة الأرشيف، التي جاءت بناء على توصية هيأة الإنصاف والمصالحة.وفي السياق ذاته، أكد الهيبة ضرورة اعتماد إستراتيجيات أكثر نجاعة، لمناهضة التعذيب، مبرزا أنه لا توجد أي دولة تناهض التعذيب لوحدها.وقال الهيبة، في هذا السياق إنه "لا يمكن لأي أحد الادعاء بأنه ليس لدينا التزامات، عندما يتعلق الأمر بتنفيذ الاتفاقية المتعلقة بمناهضة التعذيب"، مذكرا بالمبادرة التي أطلقها المغرب في مارس الماضي مع الدانمارك على المستوى الوزاري، في أفق التصديق العالمي على هذه المعاهدة، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي على المدى البعيد.ج. ب (موفد الصباح إلى جنيف)

المغرب يجدد انخراطه في محاربة العنف الأصولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكتبات في الهواء الطلق

الصبار: التقرير الأممي حول الاعتقال التعسفي فيه تهويل

مقالات ذات صلة