رواية أدريوشي تغوص في العوالم السفلى لآسفي صدرت حديثا للكاتب المغربي النيني عبد الرحيم أدريوشي رواية بعنوان "بهيجة وأخواتها" الصادرة عن دار النشر الأردنية " فضاءات للنشر والتوزيع". وتأتي "بهيجة وأخواتها" لأدريوشي بعد روايته "نهاية بحار" التي صدرت عن منشورات سليكي أخوين. الرواية الجديدة والتي تبلغ صفحاتها 321 تشيد عالمها الروائي من أحداث مرتبطة بواقع معاش بطلها السيد صالح الذي يعود إلى مسقط رأسه مدينة آسفي بعد غياب طويل لتسلم ميراث أبيه وهنا تطلق أحداث الرواية الشيقة المرتبطة بفضاء أسفي: أزقتها ... حاناتها وشوارعها وأسواقها في صراع بين شخوصها. وتتوزع الرواية على 12 فصلا تحيل على عوالم مدينة أسفي كما يظهر ذلك من خلال عناوين الفصول "المحطة الطرقية" و"نزل إشبيلية"وعلى بعض أحيائها كما في فصول "السوق الخانز" / "سانية الجمرة" و"حي الكورس" و"قرية الذهب" و"تراب الصيني" و"طريق الجرف" و"مغارة الأدهم"، ويوم الاثنين يحيل على السوق الأسبوعي الذي ينظم كل يوم اثنين" أو بعض الشخصيات التي تفاعل معها البطل في الرواية (بهيجة وزينب/ أبو الشتاء)، هذه هي عناوين فصول الرواية. لكن السارد كان حريصا أشد ما يكون الحرص على ذكر عدد كبير من الأزقة والدروب والعائلات والرجالات من أهل آسفي في مختلف تخصصات الحياة يعرفها أهل المدينة بالاسم والكنية ومنهم من لا زال على قيد الحياة. واعتبر الناقد عبد الكبير الداديسي أن رواية "بهيجة وأخواتها"، ومثل العديد من الروايات التي تطرقت إلى مدينة أسفي، تلامس "قضايا متعددة منها التعايش بين المسلمين واليهود والنصارى بالمدينة، وما يرتبط بالثقافة والعمران، والحكايات الشعبية والعادات والتقاليد في الطبخ والمناسبات والحفلات والأعراس وتفاعل أهل المدينة مع السينما، وعلاقة المدينة بالبحر وكرم أهلها، مع النوستالجيا والحنين إلى ماض مشرق، وبكاء على واقع مأساوي حالي للمدينة، وما يخلقه مرور كهل خمسيني بالأماكن التي عاش فيها طفولته من كتاتيب ومدارس وأزقة والتقائه بأصدقاء الطفولة... في سرد أقرب للتأريخ المحلي والحكي السيري... لكن ما يهمنا من كل ذلك هو تلك الصورة التي تتكون لدى القارئ عن مدينة آسفي بعد انتهائه من قراءة رواية (بهيجة وأخواتها)، وإبراز جماليات القبح في تقديم المدينة". عزيز المجدوب