تفاصيل ليلة دامية بمراكش

الآلاف تجمعوا في ساحة جامع الفنا والمدينة القديمة بؤرة كانت ثوان معدودة كافية لبث الرعب والهلع في أوساط سكان مراكش وزوارها، جراء الهزة الأرضية التي ضربت المدينة، ليلة الجمعة الماضي، والتي خلفت إلى حدود ليلة أول أمس (السبت)، وفاة 15 شخصا بمراكش وإصابة العشرات بإصابات متفاوتة الخطورة. وتفاجأ سكان المدينة وزوارها، في الساعة الحادية عشرة ليلا وعشر دقائق، بتحرك الأرض تحت أجسادهم، ما خلف حالة ذعر جعلت الجميع يغادر مسكنه إلى الشارع، حيث تحولت الشوارع والساحات والمساحات الخضراء، في دقائق معدودة إلى ما يشبه مخيمات لاجئين، إذ غادر من كانوا في المقاهي والمتاجر وحتى الحمامات، وخرج من كانوا في المنازل، نحو الشارع مذهولين من هول ما شاهدوه. المدينة العتيقة... بؤرة مراكش خلفت الهزة الأرضية أضرارا كبيرة داخل المدينة العتيقة بمراكش، حيث سجلت النسبة الأكبر من الوفيات التي عرفتها المدينة، وكذا عدد كبير من الإصابات المتفاوتة الخطورة. وعرف حي الملاح وأحياء قديمة أخرى، داخل السور العتيق، سقوط العديد من المنازل، ما خلف ضحايا، في حين نجا بعض السكان بأعجوبة، وفق ما رووه ل"الصباح"، إذ تمكنوا من الإفلات، قبل أن تهوي منازلهم بمجرد أن غادروها، فيما حال القدر دون إفلات آخرين. وساهم تهالك المباني ووجود دور آيلة للسقوط داخل الأحياء العتيقة، في سقوط ضحايا، كما حال ضيق الأزقة دون إفلات العديد من السكان. هاتف يساهم في انتشال جثتين قاد نظام "ج.ب.إس" اتبعه أحد الأشخاص في البحث عن قريبه وزوجته، ليلة أول أمس (السبت)، إلى اكتشاف جثتيهما تحت الأنقاض بحي باب فتوح، قرب ساحة جامع الفنا، ما رفع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر بمراكش، إلى 15 قتيلا. وأفاد مصدر مطلع أن الشخص المشار إليه، أبلغ مصالح الأمن والسلطات أن قريبه في عداد المفقودين، وأن آخر موقع تكلم منه الضحية في الهاتف، كان سوق باب فتوح، ما دفع فرق الإنقاذ إلى مباشرة البحث تحت أنقاض الدكاكين المنهارة، ليجري العثور على جثة المختفي وزوجته. جامع الفنا...منفذ إغاثة شكلت ساحة جامع الفنا، منفذ إغاثة بالنسبة لسكان الأحياء المجاورة للساحة، إذ هرعوا إلى الأخيرة بعد أن غادروا منازلهم، مباشرة بعد الشعور بالهزة الأرضية. ولوحظ توافد عدد كبير من السياح الأجانب، على الساحة، خلال الدقائق التي تلت الزلزال، بعد أن غادروا "الرياضات" ودور الضيافة التي كانوا بداخلها. ورافق توافد السياح والزوار وسكان الأحياء المجاورة، على الساحة، حضور رجال الأمن الوطني والسلطة المحلية، من أجل توفير الحماية والحراسة، للوافدين على الساحة الذين قضوا الليلة هناك. تضرر مآثر تاريخية تسبب الزلزال الذي ضرب مراكش ونواحيها، على غرار مناطق أخرى من المملكة، في أضرار جسيمة بالعديد من المباني، من بينها مآثر تاريخية. وشهد السور التاريخي الذي يحيط بالمدينة العتيقة لمراكش، انهيارات العديد من أجزائه، إذ سقطت أكوام التراب جراء الهزة الأرضية، رغم كبر سمك السور. ورغم صمود صومعة الكتبية الشهيرة، غير أن الجدران الداخلية للمسجد، طالها الضرر، إذ تساقطت قطع من الإسمنت والتراب داخل المصلى. وسقط جزء كبير من صومعة "جامع خربوش" الموجود بساحة جامع الفنا، قرب مدخل "القنارية"، و"درب ضباشي"، كما تضرر مسجد تنمل التاريخي، ضواحي مراكش. بشكل كبير، إذ تهاوى جزء من صومعته وجداره، بسبب قوة الزلزال. دعوات مشبوهة لمغادرة المنازل ساد الارتباك واضطر العديد من سكان المدينة، إلى حمل الأفرشة والأغطية، والخروج إلى الساحات والمساحات الخضراء، طيلة أول أمس (السبت)، بعد أن تلقوا تنبيهات من طرف أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم أعوان سلطة، ويدعون المواطنين لضرورة مغادرة منازلهم، بدعوى مخافة وقوع هزات ارتدادية جديدة. ولم تتبن السلطات المحلية بمراكش، هذه الدعوات، إذ أكد مصدر مسؤول أن ولاية الجهة لم تعط أي تعليمات لإخبار المواطنين بمغادرة منازلهم، ما جعل العديدين يطرحون السؤال حول هوية من يطلق دعوات مغادرة المنازل، وما إذا كانت وراءها أغراض مشبوهة. عادل بلقاضي (مراكش)

تفاصيل ليلة دامية بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخبز مفقود

"إبادة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات