ظروف اجتماعية صعبة

يأتي بعد التزامات عيد الأضحى والعطلة الصيفية وغلاء الخضر والفواكه يطل الدخول المدرسي هذه السنة في ظروف اجتماعية صعبة، بالنظر إلى "الامتحانات" الكثيرة التي واجهت الأسر المغربية، منها التزامات عيد الأضحى والعطلة الصيفية والسفر وغلاء أسعار المواد الأولية، خاصة الخضر والفواكه، التي لم يعد اقتناؤها في متناول العديد منها. انطلق الموسم الدراسي في أجواء تنذر بالمزيد من الانتكاسات المادية، ارتباطا بارتفاع أسعار التمدرس بالمؤسسات الخصوصية، التي تسلط سيوفها وسكاكينها على أسر التلاميذ دون رحمة أو رأفة، في غياب تدابير وإجراءات إدارية صارمة من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي يبدو أن أمر مراقبة ومتابعة هذا القطاع، لم يعد بيدها، بل تجاوزها بكثير. نزلت "الصباح" إلى الشارع واستقصت عددا من الآراء المختلفة لآباء وأولياء أمور، إضافة إلى تجار اللوازم المدرسية وأصحاب مؤسسات خصوصية، فاحتارت للأجوبة المختلفة، إذ خرجت بنتيجة متناقضة، مفادها أن كل واحد يشكي بشكواه ويبث لواعجه وينفث همومه ويلقي باللائمة على الغير. السعدية امرأة مطلقة بطفلين، أكدت في تصريح ل"الصباح"، أنها تجد صعوبة بالغة في تدبير مصاريف تمدرس طفليها بالتعليم الأساسي بإحدى المؤسسات الخاصة، رغم أنها تخلت عن النقل المدرسي. وأضافت أن ارتفاع أسعار الكتب واللوازم المدرسية والألبسة والمحافظ وغيرها، يزيد من العبء الملقى على كاهلها، منهية كلامها بأنها رغم المجهود الكبير الذي تبذله في سبيل ضمان دراسة نوعية لطفليها، تحس بعجزها عن المواصلة بهذه الطريقة. وغير بعيد عن وسط المدينة، استمعت "الصباح" لأحد الكتبيين حول ارتفاع أسعار اللوازم، فأجاب أنه لا دخل للكتبيين في ذلك، إذ في ظل ارتفاع سعر البنزين والورق، اضطرت المطابع إلى رفع سعر الكتب والكراسات والأقلام وغيرها، وبالتالي فهامش الربح لديهم ضئيل جدا، إضافة إلى المنافسة الشرسة بين المنتوج المحلي والمنتوج المستورد، الذي يتوفر نسبيا على جودة ملموسة. وعند الاستماع إلى صاحب مؤسسة تعليمية خصوصية معروفة بالجديدة، أكد أنه يواجه بدوره صعوبات بالغة، نافيا أي زيادة هذه السنة في الوجيبة الشهرية أو في سعر النقل أو التأمين المدرسي. وأوضح أن التعليم الخصوصي، منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، واجه عدة صعوبات ومشاكل في تدبير القطاع، إذ تخلى العديد من الآباء عن التزاماتهم اتجاه المؤسسات التعليمية، بل منهم من سحب أبناءه ومنهم من توقف عن أداء ما بذمته، رغم اللجوء إلى سلك طرق حبية أو حتى اللجوء إلى القضاء. مقاولات خاصة اتصلت "الصباح" بالمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة، رشيد شرويط، لاستجلاء رأيه حول ظروف الدخول المدرسي ودور المديرية في المراقبة والتتبع، فأكد أن دور المديرية ينحصر في مراقبة الجانب الإداري والبيداغوجي، إذ تحرص على تنظيم زيارات متتالية لمختلف المؤسسات الخصوصية، للوقوف على مدى احترامها لشروط التمدرس، من حيث البنية التحتية المرتبطة بفضاء المؤسسات وحجرات الدرس، وكذا من حيث التأطير التربوي من قبل المفتشين التربويين، كما يتم تتبع ومواكبة البرامج والمناهج والمراجع المعتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية. وأوضح شرويط أن المديرية لا دخل لها في الجانب المادي والأسعار، التي تفرضها كل مؤسسة على حدة، لأن هذه المؤسسات الخصوصية هي مقاولات خاصة تعرض منتوجها للزبناء (الآباء والأمهات)، هم الذين لهم الحق في الإقبال عليها أو الانسحاب منها. وأكد أن المديرية تتدخل من حين إلى آخر في ملف النزاعات التربوية، إذ تلجأ بعض هذه المؤسسات إلى الامتناع عن تسليم شهادات المغادرة للآباء أو الأمهات، الذين لهم معها نزاعات مالية، إذ تفرض المديرية على هذه المؤسسات تمكين الأسر من حق التلاميذ في الحصول على شهادات الانتقال، وعليها أن تلجأ إلى القضاء لاسترجاع مستحقاتها المادية. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

ظروف اجتماعية صعبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعليـم الخـاص سـوق فوضويـة

زيادة الرسوم تنمي جشع المدارس

مقالات ذات صلة