التعليـم الخـاص سـوق فوضويـة

النحيلي قال إن عدم إخراج إطار قانوني يؤكد التواطؤ مع "لوبي" القطاع شدد محمد النحيلي، رئيس اتحاد آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب على ضرورة إخراج إطار قانوني للحد من الفوضى التي يعرفها قطاع التعليم الخاص في ظل مواجهة الآباء واجبات الدخول مع كل موسم زيادات. عن هذا الموضوع ومحاور أخرى، يتحدث النحيلي ل"الصباح" في الحوار التالي: أجرت الحوار: أمينة كندي تفاجأ العديد من الآباء بفرض العديد من المدارس الخاصة زيادات في واجبات الدخول المدرسي، فما تعليقكم؟ > صحيح، يواجه الآباء زيادات في واجبات الدخول خلال الموسم الدراسي الحالي. وعرف ارتفاع الأسعار تباينا، إذ في الوقت الذي فرضت مدارس خاصة زيادات مبالغا فيها، حافظت أخرى على الأسعار السابقة. ولهذا فقطاع التعليم الخاص يعيش على إيقاع فوضى كبيرة وبات يعد بمثابة "سوق" يشتغل في غياب إطار قانوني ينظمه. ألم يتم فتح نقاش مع الجهات المسؤولة؟ > رغم وعود وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإخراج مراسيم تطبيقية، إلا أنه إلى حدود الآن، لا يوجد قانون إطار للتربية والتكوين، ما يفتح الباب على مصراعيه لتقوم كل مؤسسة تعليمية في القطاع الخاص باتخاذ ما تراه مناسبا لها من قرارات وزيادات. ما هو سبب تأخر إخراج إطار قانوني لتنظيم القطاع؟ > أمام الفوضى التي يعرفها التعليم الخاص وعدم القيام بأية مبادرة للحد منها، فذلك لا يعني سوى غض الطرف والتواطؤ مع أرباب المؤسسات التعليمية والدفاع عن مصالح "اللوبي"، الذي يعتبر جزءا من الحكومة باعتبار أن ضمنه مستثمرين في القطاع ومسؤولين حزبيين إلى غير ذلك، الأمر الذي يتم معه الحفاظ على مصالحهم وحمايتها. ورغم وعود والتزامات الحكومة أمام الرأي العام في لقاءات منها اجتماع في البرلمان للجنة التربية التعليم والتكوين لمناقشة رسوم التسجيل خلال فترة الجائحة وإصدار مجلس المنافسة تقريرا يتضمن توصياته، مازال القطاع يعرف فوضى عارمة. ولابد من الإشارة إلى أن بنود التعليم الخاص مازالت جامدة والقانون المنظم له لم تتم مراجعة نصوصه منذ 23 سنة. ولهذا حان الوقت للقيام بخطوات مهمة لتنظيم القطاع. ما هي التدابير المتخذة من قبلكم لمواجهة الأمر؟ > تخوض مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب حربا ضروسا ضد جمعيات الآباء، إذ تعتبرها بمثابة نقابة كلما تعلق الأمر بفتحها نقاشا حول ضرورة حماية حقوق المستهلك. ورغم توصل مؤسسات التعليم الخاص بمذكرات من الوزارة المعنية بشأن تأسيس جمعيات للآباء، إلا أن التعامل يختلف من مؤسسة لأخرى، فمنها التي تتغاضى عن ذلك، ومنها التي تؤسس جمعيات آباء متحكما فيها، ومنها التي تفضل أن تكون الجمعية حبرا على ورق من باب الإعلان عنها للأكاديميات وليس للآباء. ولهذا أغلب المدارس الخاصة ترفض تأسيس جمعية للآباء وتتعامل بمنطق استثماري ومنطق "السوق". بات أغلب المدارس الخاصة يفرض زيادات مع كل موسم دراسي جديد، هل هناك خطوات تم اتخاذها؟ > يفترض أن تكون واجبات تمدرس التلاميذ في القطاع الخاص معلنا عنها عبر الموقع الإلكتروني لكل مؤسسة وتحديدها تبعا لكل سلك (ابتدائي، إعدادي، ثانوي). لكن ما يلاحظ أن هناك مؤسسات تفرض زيادات سنوية على الآباء وتتعامل بمنطق المزاجية دون احترام الواجب الذي دفعه الآباء عند ولوج أبنائهم للمؤسسة لمتابعة دراستهم في سلك معين الذي ليس لهم القدرة على تحمل مصاريف أكثر منه. ويحتاج الموضوع إلى تضافر عدة جهود من أجل إيجاد حل له. هل عقد الاتحاد لقاءات مع الوزارة لمناقشة الموضوع؟ > للأسف لم توجه الوزارة الوصية للاتحاد أي دعوة لعقد لقاء، رغم توجيه العديد من الطلبات للقاء بها من أجل تقديم وجهة نظرنا إليها بشأن مجموعة من الملفات التي تزيد من استفحال الفوضى. وللأسف نحن أمام سياسة الهروب إلى الأمام وصم الآذان. "مالين الشكارة" يعاني الآباء كذلك غلاء أسعار الكتب، ما تعليقكم؟ > بما أننا نخضع لمنطق السوق السوداء، فلا يمكن استثناء الدخول المدرسي منه على غرار مواسم أخرى مثل عيد الأضحى وعاشوراء ورمضان وغيرها. وبالتالي فالدخول المدرسي يعتبر موسما لاستفادة "مالين الشكارة" بشكل استثنائي غير مكترثين بالمشاكل المالية التي يواجهها الآباء، خاصة ذوي الدخل المحدود الذين يقبلون على اقتناء أدوات مدرسية أغلبها مستورد من الصين بجودة ضعيفة. وللأسف يمكن أن يكتب أبناء الفئات الفقيرة "حتى على ورق كلينكس" ارتباطا بما يعرض في السوق من دفاتر تفتقر للجودة، لأن الهدف الأساسي استغلال موسم الدخول لتحقيق أرباح كثيرة، وليس مراعاة تقديم منتوج جيد وبسعر في المتناول. وفي كل موسم دراسي يعلو صوت المستهلك في غياب سياسة ذات رؤية إستراتيجية لتخفيف العبء عن الآباء في مواجهتهم لذئاب تنهش قدرتهم الشرائية وفي مواجهة "لوبيات" للاغتناء غير المشروع. في سطور - رئيس اتحاد آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب - شارك في عدة مؤتمرات داخل المغرب وخارجه.

التعليـم الخـاص سـوق فوضويـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"طريق الماء"... أول الغيث

ظروف اجتماعية صعبة

مقالات ذات صلة