تسببت ظروف تنظيم المرحلة الرابعة لمخيم الحسيمة، وتداول تسجيل صوتي لمؤطر تربوي يعنف طفلا لفظيا، في شرخ كبير داخل الجمعية الوطنية للطفولة والشباب، بين مكتبها المركزي وفروعها بفاس، التي أعلنت انسحابها منها، احتجاجا على ما أسمته "استهتار الإدارة المعينة لهذا المخيم". وجمدت كل فروع الجمعية بفاس عضويتها، خاصة بأحياء المرينيين والنرجس وعين عمير والزهور "مونفلوري"، بمقاطعة المرينيين، كما تلك الموجودة في طور التأسيس. ووقعت الفروع بيانا مشتركا بررت فيه قرارها واحتجت على طرد أطر من المدينة من هذا المخيم لأسباب واهية وعدم تعويضها وحرمان فرق من المرافقة. وأعلن عضو بالمكتب المركزي استقالته من كل هياكلها لأسباب تنظيمية لم يدققها، عكس الفروع المتحدثة عن "انعدام برنامج هادف وتربوي" في المخيم، و"غياب التطبيب والمواد الأساسية واللوجستيكية رغم دفع تعريفة المخيم"، مؤكدة فرض تعريفة "خيالية" عن كل طفل وصلت إلى 100 درهم. وربطت المصادر بين هذه "الهزة" وتداعيات طرد أطر فروع الجمعية بفاس من المخيم، وتسريب تسجيلات صوتية تخص مؤطرا في الجمعية، عرض أطفالا مستفيدين للضرب والسب والشتم بكلام ناب، بعضه يحمل إيحاءات جنسية، مشبهة ذلك بفضيحة شريط الفيديو المصور بشاطئ الجديدة. ووضعت تلك التسجيلات على طاولة المصالح الأمنية بفاس، بعدما أخبر أطفال مشاركون في المخيم بالحسيمة، أولياء أمورهم بذلك، قبل تشكيهم، فتقدموا بطلب للتحقيق مع المؤطر الذي سمع يهدد طفلا بعقابه على "عدم احترام الإطار"، بداعي أن ذلك يدخل في مصلحة الطفل. وقالت المصادر إن هذا العضو المؤطر ينشط في فرع الجمعية بحي النرجس، مشيرة إلى ورود كلمات نابية وإيحاءات جنسية وتهديدات بالاغتصاب، في كلامه المسجل من قبل الأطفال، فيما اصطفت الفروع مع الضحايا وأولياء أمورهم، كما كشفت ذلك في توضيح حول سلوكه. حميد الأبيض (فاس)