السياسة الخارجية… حنكة دبلوماسية

الشرقاوي: الحكم الذاتي فكرة ملكية رائدة وحل سياسي لإنهاء وهم الانفصال حققت السياسة الخارجية المغربية، بفضل حنكة جلالة الملك محمد السادس، ورؤيته المتبصرة إنجازات تاريخية، جعلت المغرب يحظى بمكانة معتبرة على المستوين الإقليمي والدولي، ويصبح رقما في معادلة السياسة الدولية. وأكد خالد الشرقاوي السموني، الباحث في العلوم السياسية، ومدير مركز الرباط للدراسات السياسية، أن الحنكة السياسية والدبلوماسية للملك تجلت في قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والذي شكل تحولا مهما في التوجه الجيو-إستراتيجي والاقتصادي للمملكة على المستوى الإفريقي، ومكن المغرب من الدفاع عن حقوقه المشروعة، وتصحيح المغالطات التي يروج لها خصومه داخل المنظمة الإفريقية. ويرى الباحث الشرقاوي أنه بفضل هذه العودة أقنع المغرب العديد من الدول الإفريقية بتغيير موقفها حيال قضية الصحراء لفائدة المغرب، فضلا عن تعزيز حضوره الوازن بالقارة الإفريقية والعلاقات القوية التي أصبحت تربطه مع العديد من دول القارة. واستدل الشرقاوي على أهمية العودة إلى الاتحاد الإفريقي بالزيارات التي قام بها جلالة الملك لعدد من الدول، مثل رواندا وتنزانيا، والغابون، والسنغال، وإثيوبيا، ومدغشقر، ونيجيريا وجنوب السودان، والتي أكدت على ارتباط المملكة بجذورها وهويتها الإفريقية، كما توجت بإبرام العديد من الاتفاقيات شملت مختلف مجالات وقطاعات حيوية ساعدت المغرب من توسيع نفوذه الاقتصادي والمالي في القارة. وبعد عشر سنوات من العودة، استعاد المغرب موضعه الطبيعي بالاتحاد الإفريقي، وأصبح ثاني مستثمر بالقارة بعد جنوب إفريقيا، كما استطاع ولوج عدد من الأسواق وتسريع وتيرة الانتشار الاقتصادي والمالي، في إطار سياسة جنوب-جنوب، بعد أن ظل يشتغل لعقود بمنطق النظرية الأحادية المرتكزة على السوق الأوربية. كما عمل المغرب بجانب باقي الدول الأعضاء، من أجل استتباب السلم والأمن بإفريقيا ومحاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، من خلال الاستفادة من تجربته الأمنية الرائدة والمساهمة في حل المشاكل الداخلية لبعض الدول أو النزاعات الإقليمية بين الدول. ونجح المغرب في استعادة مكانته ودوره الرائد في الاتحاد الإفريقي بحضوره ومشاركته في أجهزة الاتحاد واللجان المتخصصة المنبثقة عنه، وانتخابه عضوا في مجلس السلم والأمن، حيث استثمر عضويته في المجلس من خلال التصدي لأعداء الوحدة الترابية، ولعب دورا بارزا في الدفع من أجل إصدار القرار 693 الصادر عن القمة الإفريقية التي انعقدت في يوليوز 2018 في نواكشوط ، والذي كرس حصرية الأمم المتحدة إطارا للبحث عن حل للنزاع الإقليمي في شأن الصحراء المغربية. وتوقف الشرقاوي عند مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب في 2007، مؤكدا أن الملك خطط له، حلا سياسيا للنزاع الدائر حول الصحراء المغربية، يجد له أصداء إيجابية لدى المجتمع الدولي، الذي يرى فيه الحل الأنسب والأمثل، من شأنه أن يغلق الباب أمام الدعوات الانفصالية لبوليساريو، ومن يقف وراءهم، المطالبة بحق تقرير المصير، الذي تم تجاوزه من قبل مجلس الأمن،عندما أكد في قراراته على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي. وأوضح الشرقاوي في مقال خص به "الصباح"، أنه بفضل التوجيهات الملكية، رسخ المغرب أسس مغربية الصحراء داخل مختلف هيآت الأمم المتحدة، تجلى ذلك في قرارات مجلس الأمن، التي أكدت أن حل نزاع الصحراء لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما وقائما على التوافق. وجاءت المبادرة المغربية للحكم الذاتي حلا سياسيا لتكريس حقيقة استحالة تطبيق مبدأ تقرير المصير بالشكل الذي ترغب فيه الجزائر وجبهة "بوليساريو"، تلك المبادرة التي أيدها أعضاء مجلس الأمن الدولي، عندما أكدوا دعمهم الكامل للمسلسل السياسي، الذي يجري تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة منذ 2007. ويرى الباحث الشرقاوي أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول من أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، سواء بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه أو بجدية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، يشكل تتويجا للعمل الجاد لدبلوماسية فاعلة واستباقية وطموحة تعمل وفقا للرؤية الحكيمة لجلالة الملك في مجال السياسة الخارجية. وخلص الشرقاوي إلى اعتبار الاعتراف يمثل منعطفا تاريخيا سيكون له أثر إيجابي على الإجراءات والأنشطة المستقبلية للدبلوماسية المغربية في معالجة القضية الوطنية، تعزز أيضا بافتتاح قنصليات في العيون والداخلة، وترسيم الحدود البحرية، بما في ذلك أقاليمنا الجنوبية بمقتضى القانون المغربي. برحو بوزياني

السياسة الخارجية… حنكة دبلوماسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلالات بمصلحة التوليد بمستشفى تازة

قنابلنا الذاتية المصنوعة من "الكاربون"

مقالات ذات صلة