محمد السادس يعتبر الثقافة مرآة للحضارات وضرورة أساسية في حياتنا اليومية يدعم العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الفن والفنانين، سواء من خلال تشجيعهم المباشر، أو من خلال رعايته لعدة فعاليات. فدعم الملك للمجال الثقافي والفني متواصل، على عدة أصعدة متنوعة، وهو ما يلمسه الفنانون والمثقفون طيلة السنوات الماضية، ومنذ توليه العرش، إذ شهدت المملكة تنظيم نشاطات ثقافية مكثفة تنم عن إيلاء الملك محمد السادس اهتماما خاصا للمجالات الثقافية، بشتى تعبيراتها، باعتبارها رأسمالا لا ماديا لا غنى عنه في مسيرة النهوض والرقي. وتبرهن هذه الجهود الملكية السامية، بجلاء عن اعتبار جلالته الثقافة، بمفهومها الواسع، لبنة أساسية في التنمية الشاملة التي ما فتئ يعمل على إرساء قواعدها وتمتين أسسها منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين. وقال الملك في خطاب العرش بتاريخ 30 يوليوز 2013 "واعتبارا لما تقتضيه التنمية البشرية، من تكامل بين مقوماتها المادية والمعنوية، فإننا حريصون على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية واهتمام، إيمانا منا بأنها قوام التلاحم بين أبناء الأمة، ومرآة هويتها وأصالتها". إن الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة لتعزيز دور الثقافة في التنمية الشاملة تمثلت في تخصيصها حيزا مهما ضمن مقتضيات دستور المملكة المغربية لسنة 2011، وإدراجها محورا أساسيا ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة، والتنصيص عليها ضمن الاختيارات الكبرى لبرنامج الحكومة الذي يجري حاليا تنفيذه. ويشمل برنامج المملكة المتعلق بالنهوض بالثقافة، تغطية التراب الوطني ببنيات القرب الثقافي، وإرساء صناعات ثقافية خلاقة، وحماية وتثمين التراث الثقافي الوطني، فضلا عن تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية وتمكين الفنانين والمبدعين من الاستفادة منه، وتجويد وتنويع العرض الثقافي الرقمي. ولا يعتبر الملك الثقافة، حسب ما أكده في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، تعبيرا عن الإبداع فقط، وإنما هي كذلك مرآة للحضارات، وضرورة أساسية في حياتنا اليومية، فهي غذاء للروح والفكر، وربط الماضي بالحاضر، كما تشكل صلة وصل بين الفرد ومجتمعه. وأوضح الملك أن التراث الثقافي شهد تطورا كبيرا، فهو لم يعد مجرد مآثر تاريخية أو قطع آثار، بل يشمل العادات والتقاليد، والتعبيرات الحية الموروثة عن أسلافنا، والمنقولة للأجيال المقبلة، مثل التقاليد الشفهية، والعروض الفنية، وحتى الممارسات المجتمعية، وهنا تكمن قيمة المحافظة عليه، وتثمينه وصونه ليبقى مرجعا للأجيال المقبلة. إيمان رضيف