مبادرة شابة تخدم تلاميذ الجنوب الشرقي وترافع عن حقهم في المعاهد والمدارس العليا انطلقت منذ أسابيع امتحانات ولوج مجموعة من المدارس والمعاهد العليا، ذات الاستقطاب المحدود، والتي تتطلب المشاركة فيها مواكبة من قبل الأسر، من أجل تعريف التلاميذ الجدد الحاصلين على الباكلوريا، بالفرص المتاحة، وتمكينهم من السفر إلى مدن مختلفة لاجتياز مختلف المباريات. وإذا كانت الأسر تقوم بهذه الأدوار، في كل ما يتعلق بالتتبع والمواكبة لأبنائها، فإن مجموعة من الأقاليم الهامشية والبعيدة، لا يجد أبناؤها من يحدثهم عن تلك الفرص، وفي حال سمعوا بها أو التقطوا أخبارها من طلبة سابقين أو أساتذة، فإن مصاريف التنقل تقف حاجزا أمامهم، بسبب عدم توفر الإمكانيات الكافية لأسرهم. ومن هنا جاء دور المؤسسة المغربية لكفاءات الغد، وهي مبادرة يشرف عليها شباب من أقاليم الجنوب الشرقي، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعمالة تنغير والمجلس الإقليمي، التي قامت بانتقاء 100 تلميذ من النجباء، الذين تتوفر فيهم الكفاءة ولا يستطيعون توفير مصاريف التنقل إلى مختلف المدن لاجتياز الامتحانات. وقامت المؤسسة بتقسيم التلاميذ إلى 4 مجموعات، ونظمت لفائدتهم قافلة تجوب المدن، وتنقل التلاميذ إلى مقرات المدارس والمعاهد العليا، كما تساعدهم على التسجيل القبلي وإعداد الملفات، إضافة إلى العمل معهم على نماذج الامتحانات، ومحاولة جعلهم جاهزين لاجتياز المباريات التي يختارونها. وتجوب القافلة طيلة الأيام الماضية مجموعة من المدن، من قبيل القنيطرة وفاس وأكادير ومراكش وغيرها، من أجل منح الفرصة للتلاميذ لاجتياز أكبر عدد ممكن من الامتحانات، لتعزيز فرصهم في دخول إحداها، بسبب المعدلات التي حصلوا عليها، والتي تؤهلهم لولوج تلك المؤسسة وتحقيق أحلامهم المستقبلية. وهناك من التلاميذ المشاركين في القافلة، من تم انتشالهم من القرى وأماكن بعيدة، من أجل الاستفادة من هذه التجربة الفريدة، التي ستمكنهم من أفضل الفرص الدراسية، كما ستنمي شخصيتهم، إذ هناك من لم يسبق له زيارة المدن الداخلية للمغرب، وهو ما مكنتهم منه هذه المبادرة، ذات الأبعاد الإيجابية المختلفة والمتنوعة. ويمكن القول إن ما توفره هذه المؤسسة المدعومة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للتلاميذ المستفيدين، يفوق ما كانوا يحلمون به وتحلم به أسرهم أيضا، ففي الوقت الذي يسجل فيه أب ابنه في حصص الدعم التربوي بأسعار تصل إلى 4 آلاف درهم، في مدن مثل البيضاء، فإن شباب الجنوب الشرقي استفادوا منها مجانا، إضافة إلى التنقل الذي يكلف أموالا كثيرة، ناهيك عن الإقامة ومصاريف الأكل والشرب. عصام الناصيري