سوقوا منتجعات افتراضيا والإقبال ازداد عليها والرهان على استثمار شهرتها في إطلاق مشاريع تنموية حقيقية نجح شباب بتاونات في نفض الغبار عن منتجعات سياحية رائعة في مناطق متفرقة، سوقوها افتراضيا وجلبوا لزيارتها سياحا زاد توافدهم عليها منذ أسابيع. حققوا ما عجزت عنه برامج أغفلت استثمار نفائس تاونات الغنية بطبيعتها وتاريخها، مساهمين في انتعاش قطاع شبه مشلول بإقليم يزخر بمؤهلات طبيعية تؤهله للريادة في مجال السياحة الجبلية. المبادرة بدأت بسيطة في تدوينات ومقالات وتداول صور وأشرطة فيديو لمنتجعات مجهولة. لكنها سرعان ما كبرت ليس افتراضيا فقط، بل واقعا وبنسب متفاوتة أعلاها بمنطقة ظهر السوق/ مرنيسة، حيث المناظر الفاتنة في موقعي "غدير حامة" وسد أسفالو، لحد غطت شهرتهما على تلك لمنتجع بوعادل، حيث الجبال والمناظر الطبيعية الخلابة والماء المتدفق. بوادر الانطلاقة لم تتجاوز شهرة مواقع سياحية بتاونات، إلى حين، مجالها الترابي. عدم استثمار مؤهلات قل نظيرها في باقي المناطق المنتعشة سياحيا، سرب الغبن والحسرة لنفوس وأفئدة شباب غيور يحلم بمشاريع تجعل من السياحة قاطرة تنمية حقيقية بعدما تراجعت نسبيا أهمية فلاحة معاشية "قتلها" الجفاف في إقليم به 5 سدود ووديان بمنسوب متفاوت. بوادر كشف "الغيرة" انطلقت مع إطلاق شابة تاوناتية مشروعا لإيواء السياح بموقع غابوي، وإطلالة رائعة على سد الساهلة على مشارف تاونات. أحسنت تسويقه افتراضيا وواقعا، وتفننت في تنشيطه باستضافة فرق محلية ورواد الغيطة و"الهيت". ونجحت في استقطاب سياح مغاربة وأجانب، وفدوا عليه من مختلف المدن، للاستمتاع بجمالية الموقع. استثمرت الفتاة تجربتها في تنظيم الرحلات وخبرتها في تسويق المؤهلات السياحية. ونجحت وسار على منوالها شباب آخرون لم يطلقوا مشاريع استثمارية ضخمة، بل استثمروا خبرتهم الفردية والجماعية في الدعاية لنفائس مناطقهم، في التعريف بها افتراضيا، ليتوالى "إشهار" منتجعات "مغمورة" نفضوا عنها غبار الإهمال واللامبالاة الرسمية. مبادرات شبابية في موقع "الماء البارد" بوادي ورغة، على مشارف قرية بني وليد، من جهة دوار عين عبدون، جعل شباب من المستحيل ممكنا. بإمكانياتهم البسيطة وطرق تقليدية، حولوه، إلى منتجع يروحون فيه عن أنفسهم في ظل حرارة مفرطة. لم يحتاجوا غير تدوينات في صفحاتهم الخاصة والعامة، لجلب زوار جدد، مراهنين على ما حققه زملاؤه بمناطق أخرى. هناك يقضون اليوم ويبثون يومياتهم افتراضيا طمعا في استقطاب زاد تدريجيا، كما زملاؤهم في وادي أسرى على مشارف مدينة تاونات ساروا في الاتجاه نفسه مسوقين أمكنة مترامية على طول الوادي من بوهودة إلى ملتقاه مع ورغة. مناظر طبيعية خلابة تمتع الناظرين ممن يغريهم تفقدها وزيارتها، بعدما كانوا إلى حين يكتفون "بالإطلالة عليها من فوق". شباب بوهودة أيضا التفتوا لمنتزه بوراشد وسوقوه بطريقة ذكية افتراضيا وواقعا، ما زاد من زواره قدرهم الشاب "الرحالة" محمد الحمداوي ب320 زائرا في يوم واحد، ودليله توافد 80 سيارة عليه، ما يعتبر بنظره "مؤشرا على انتعاشة جديدة" في هذا الصيف سيما أمام الارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي رفعت من نسبة استقطاب النقط المائية للزوار. "غدير حامة" ما قام به شباب منطقة ظهر السوق، ربما الأهم بين مثل هذه المبادرات الشبابية. سوقوا جيدا لسد أسفالو و"غدير حامة" ونجحوا في التعريف بها بشكل رفع زوارها بشكل غير متوقع، حتى من طرف كفاءات الإقليم خارج ترابه نظمت رحلتين إليهما للاستماع بجمال طبيعة يكتشفونها بمنطقة حبلى بالماء والخضرة رغم صعوبة التضاريس وضعف البنيات. شاب من المنطقة أقام مأوى هناك لاستقبال الزوار، وأبناؤه يبدعون في الدعاية وحسن التعامل مع زوار منبهرين بطبيعة خلابة عذراء تطل مباشرة على بحيرة السد الواقع على الحدود مع جماعة تايناست بإقليم تازة، حتى أن صورا وأشرطة فيديو ملتقطة من المنطقة، غزت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جارف، جعل المنطقة محط أنظار الجميع. مبيت وسط الطبيعة في خيام مأوى، وإطعام بالطريقة التقليدية المحلية، وألعاب وترفيه وسباحة في المياه الباردة الصافية العذبة وأنشطة متنوعة وصيد الأسماك بالصنارة والتجول داخل البحيرة عبر قوارب "الكاياك"، سلاح يستعمله شباب المنطقة لمزيد من الاستقطاب بعدما تجاوزت شهرة المكان، حدود المتوقع حتى من قبل أبنائها الغيورين عليها. حميد الأبيض (فاس)