وباء الفساد… المتحور المتجدد

يأخذ خاصيات فيروس قاتل ينخر بنيات المجتمع والاقتصاد والإدارة والأسرة والصحة والعدل يتأقلم الفساد ويتحور ويتطور وينمو وينتعش، آخذا في التشكل على هيأة فيروس "كوروني" متوحش ينخر بنيات المجتمع والاقتصاد والإدارة والتربية والأسرة ومنظومات الصحة والعدل. ولا يحتاج المغاربة إلى مؤشرات ونسب ومنحنيات لتطور الفساد، صادرة عن منظمات ومؤسسات دولية ووطنية، ليتأكدوا من وجود آفة يتعايشون معها على مدار الساعة، في المنزل والمدرسة والجامعة والمصنع والمكتب، وفي الشارع والإدارة، حتى يبدو تافها وغير مواكب للعصر ومتخلف عن الركب، من يدعي الطهرانية من الفساد، أو محاربة مظاهره. وانتقل الفساد من مجرد حالة اجتماعية تتعلق بعدد محدود من المواطنين في مواقع مختلفة، إلى نموذج حياة، أو نمط للعيش، إذ يصبح الفاسد ذكيا ونابغة ويعرف من أين يؤكل الكتف والمخ، وينظر إليه مثل بطل مغوار، بينما يصبح المواطن "النظيف" غبيا يسري عليه قانون التخلف، وينظر إليه كائنا وضيعا، وعالة على نفسه وأسرته والمجتمع. وفق هذه النظرية ينمو الفساد ويترعرع في عدد من المجالات، ويتسابق المفسدون في ابتكار طرق جديدة للفوز بـ"المليون" الأول، دون أي مجهود، ويصبح المليون الأول ملايين في رمشة تحايل على القانون والأخلاق، ثم يصبح ملايير في سنوات قليلة، ويتحول صاحبها إلى قدوة من وجهة نظر مجتمع يؤيد بصمته وتواطئه هذا التوجه. لهذا السبب بالضبط، تضع التقارير الدولية والمحلية المغرب في رتب متأخرة عالميا في مجال تفشي الفساد المالي، إذ لم تنجح الحكومات المتعاقبة في إحراز أي تقدم في هذا المجال، باعتراف محمد بشير الراشدي، رئيس الهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، نفسه. وكشف الراشدي، في لحظة بوح أمام لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، أن المغرب لم يحسن ترتيبه في مؤشرات مدركات الفساد على مدى العقدين الماضيين، مشيرا إلى أن "تطور وضعية الفساد بالمغرب يؤكد استمرار الوضع غير المرضي ذاته". الملف التالي، يعود إلى تعقب هذا الأخطبوط في قطاعات التعليم والصحة والإدارة والصفقات العمومية وفي الفن والثقافة والرياضة. ي.س

وباء الفساد… المتحور المتجدد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بودراجة تلتحق بـ"أحلام بنات"

جامعة صيفية حول المرأة الأمازيغية في السينما

مقالات ذات صلة