الروداني قال إن الاعتراف الإسرائيلي سيقوي موقع المغرب إقليميا وداخل المنظمات الدولية اعتبر الروداني الشرقاوي، الخبير في الأمن القومي والإستراتيجي الدولي، أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء سيكرس توجها نحو إقامة نظام دولي جديد يربط بين الشرق الأوسط بقيادة إسرائيل والدول العربية التي لها علاقة متطورة اقتصاديا وسياسيا معها، والمغرب وإفريقيا وضفة المتوسط ويتجه نحو تطوير المبادلات التجارية والمعاملات المالية في منطقة تشهد نشاطا متطورا لدول خرجت من التخلف وبدأت تحقق نموا سنويا، بفضل سياستها الاقتصادية الجديدة. وسجل المتحدث في تصريح لـ "الصباح" أن المبادرة الإسرائيلية تأتي في سياق دينامية تشهدها الدبلوماسية المغربية عموما، ويعرفها ملف الصحراء على المستوى الدولي، وتزامنا مع احتفال المغاربة بعيد العرش المجيد، لذلك فهو يكتسي أهمية قصوى على المستوى الدولي ويدخل في نطاق دينامية جديدة للدبلوماسية المغربية بتوجيهات من قبل جلالة الملك، بعد عام من اعتراف اسبانيا بمغربية الصحراء، عبر دعم مقترح الحكم الذاتي، وثلاث سنوات على اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء بمرسوم رئاسي، وبعد إقرار دول إفريقية، ودول الكرايبي وأوربا بأهمية الحكم الذاتي، باعتباره حلا وحيدا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ويشدد الروداني على أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء سيقوي موقع المغرب جيو إستراتجيا على المستوى الدولي، بحكم قوة دولة إسرائيل في المنظمات الدولية التي تدبر الملفات التي يتم التحضير لها في أوربا، إضافة إلى إسهامه في توطيد العلاقة الإستراتيجية بين الرباط وتل أبيب في الجانب العسكري والاقتصادي والزراعي والبحث العلمي، ونقل التكنولوجيا وتنويع الاستثمار في المنطقة، خاصة بالأقاليم الجنوبية في مجال الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر، ما يجعل المغرب يتملك قوة رسم سياسات خارجية لدول أوربية وأمريكو لاتنية وآسيوية في علاقتها بإفريقيا بربط أواصر التعاون، موضحا أن إسرائيل والمغرب يتجهان صوب إقامة منطقة التبادل الحر بين البلدين لتتوسع التجارة من الشرق الأوسط إلى الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي، والتي تعد أيضا مصدر أمن قومي أمريكي، باعتبار أن هذا البلد قوة عظمى له وظيفة في تأمين التجارة العالمية ومحاربة الإرهاب، وأن ذلك سيدعم الاستقرار وقوى مواجهة المنظمات الإرهابية للربط بين واشنطن ولندن وتل أبيب والرباط، في محور متحرك يستقطب دولا تبحث عن طرق آمنة لتطوير اقتصادها وخدمة مصالح شعوبها، بل ستتوسع أكثر لأجل إعادة ترتيب أوراق نظام دولي جديد يركز على "عقائد جيو سياسية"، تتمثل في تعاون جنوب إفريقيا، وشمالها، والمحيط الهندي والبحر الهادئ، والشرق الأوسط الجديد. وتوقع الخبير في الأمن القومي والإستراتيجي الدولي أن يتقوى مركز المغرب بقرارات جديدة ستصدر عن مجلس الأمن لدعم القرارات السابقة، التي اعتبرت الحكم الذاتي سقفا أعلى للتفاوض، وأن هذا التحول الدبلوماسي سيكرس عزل نظام العسكر الجزائري وسيجعله يغرد لوحده رفقة بضع دول لا حول ولا قوة لها على مستوى صناعة القرار الدولي. أحمد الأرقام