أوراق من ذاكرة رويشة : رويـشـة يغـنـي لأطـفـال الـحـجـارة

ما لا يعرفه الناس عن محمد رويشة، انه في نهاية الثمانينات، زاره بمنزله بحي للا زينب، عبد النبي الشراط، مدير جريدة "منار الشمال" الجهوية بفاس.. رفقة ممثلين عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.ولم تكن هذه الزيارة تفقدية، ولكن كانت بدعوة من التنظيم الطلابي إلى الفنان محمد رويشة لإحياء سهرة بالحرم الجامعي.. ولم يفاجأ المنظمون للمستوى العالي الذي كان يتحدث به الفنان محمد رويشة.فقد رحب بالمنظمين وهو يقول:"شرف لي أن اغني للجماهير الطلابية.. والأمر واضح عندي: سأغني بمفردي ورفيقي في إحياء هذه السهرة هو "لوتار"، لا احتاج إلى كورال أو راقصات..فلكل مقام مقال".وفي اليوم المتفق عليه، كان الفنان محمد رويشة على منصة الحرم الجامعي، وغنى أغاني لم تكن معلومة لدى الناس انه يتعاطى مع مضامين من ذلك النوع.. من ذلك انه غنى لأطفال الحجارة، وهي القطعة التي أعطيناه كلماتها : احنا جيل المسيرةجيناكم يا صبيان الحجارة جيناكم بالبشرىنرسموها لكم شارةشارة مخضبى بالدموبارواح دوك الابرار وبجهاد دوك الاخيارفجر الحق لابد يبانونهللو الله اكبركما غنى للعراق وتوقع الهجوم الغربي عليه، وغنى لإفريقيا التي التي يتم تجويعها ضدا عن إرادتها.. وغنى ل : "الشرق ناعس عكزان // والغرب فايق ساير يعلي فالبنيان.." لقد اعتبر رحمه الله هذه التجربة قيمة مضافة في مساره، لأنه كان يدرك انه من الصعوبة بما كان إرضاء ذوق الجماهير الطلابية، خاصة طلاب الثمانينات.لم يترك محمد رويشة موضوعا إلا وغناه .. سواء تعلق الأمر بالأمازيغية أو العربية.. فقد غنى بلا حدود للحب كقيمة إنسانية.. وغنى للطبيعة وعرج على مواضيع اجتماعية ووطنية وعربية وقارية .. فقد كانت له رحمه الله قابلية تلحين أي قطعة شرط أن تعجبه.وكنا مرارا نرى كيف أن بعض الزجالين يحضرون له نصوصا زجلية لغنائها بعد تلحينها.. فكان رحمه الله، يطلب من صاحب القصيدة الزجلية أن يسمعه إياه بداية.. وفي عملية سماعه لها، يقبل أو يرفض التعامل معها..ويرفض محمد أي نص فيه تعصب أو تحريض على فعل يراه مشينا.. وتعود بنا الذاكرة إلى ذلك اللقاء الذي جمعنا بإدارة الجريدة الجهوية اكسبريس مكناس، فقد كان من بين الأسئلة التي وجهها مدير الجريدة المذكورة إلى محمد رويشة: أين أغانيك من الالتزام؟ وهو ما اعتبره رحمه الله استفزازا لمسيرته الحافلة بالعطاء.. وكان كل رده: "الأستاذ" واش سمعتي مزيان : الحبيبة بيني وبينك داروا الحدود؟ - مدير الجريدة: هذه الأغنية موضوعها الحب - آش من حب االاخ اسمع: الحبيبة بيني وبينك دارو الحدود ارماوا علي القيود فين نصيبك راهم علاو بيني وبينك السورحتى وصلنا: راهم علقوني فلحيوط على ظهري ينزل السوط - مدير الجريدة : بغيرك ماني مربوط - محمد رويشة : انت فهمتيها هكذاك.. وأنا قصدت الخنشة ديال فرينة كيتغزل بها مواطن بسيط.لقد أكد رويشة بفطرته، وجوابه هذا، أن الالتزام هو التغني بهموم الجماهير الشعبية بعد الانسجام الكلي في تضاريس القهر اليومي واجترار الإحباط جراء الانتظارات المتناسلة.ولعل المحك الحقيقي الالتزام، كان تلك الأمسية التي أحياها في الحرم الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر لمهراز بفاس، حيث غنى للبنان في محنته الكامنة في الحرب الأهلية، كما غنى لمآسي إفريقيا والعراق.. وغنى للشرق: "الناعس عكزان والغرب بالعلم ساير يعلي بنيان". إعداد: أحمد هيبة

أوراق من ذاكرة رويشة : رويـشـة يغـنـي لأطـفـال الـحـجـارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من الملاعب إلى كراسي المسؤولية : بنسليمان فاز ببطولة فرنسا للشباب في القفز العلوي

جرائم هزت البيضاء : ليـــلـــة الملــثـــمـــين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات