ملاذ عشاق البحر والتسوق

عاصمة البوغاز تتمتع بطبيعة ساحرة وشواطئ متميزة لكل مدينة سياحية خصائص معينة تتميز بها خلال العطل والمناسبات عن باقي المدن الأخرى، فهناك التي تجدها تشتهر بشواطئها ورمالها الساحرة، وهناك التي تشتهر بالثقافة والمهرجانات الموسيقية، وأخرى تركز على جمال طبيعتها أو معالمها التاريخية... إلا أن عاصمة البوغاز طنجة لها سحر خاص، فهي تتمتع بطبيعة ساحرة متفردة، لتوفرها على واجهتين بحريتين، الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وعدد من الغابات المكسوة بالخضرة والجمال، بالإضافة إلى مراكز للتسوق تباع فيها جميع الأغراض والسلع من الماركات العالمية والمحلية، ناهيك عن بنية تحتية فندقية متنوعة ومطاعم راقية وشعبية... إنجاز: المختار الرمشي (طنجة) تصوير: أيت الرموش منذ الإعلان عن انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2023، دخلت طنجة، في سباق مع الزمن استعدادا لاستقبال عشاقها المخلصين، وشرعت كل القطاعات المعنية بشكل مبكر في استعداداتها من أجل تنظيم موسم صيفي آمن وناجح، إذ شهدت ولاية طنجة ومقر الجماعة اجتماعات مكثفة حضرها مسؤولون عن قطاع السياحة والتجهيز والوقاية المدنية والأمن الوطني والهلال الأحمر وشركة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالمدينة، وذلك في أفق الرفع من التنسيق الميداني وتحسين الخدمات لضمان انطلاقة ناجحة تتماشى مع ما تعرفه المدينة من نهضة تنموية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. السلطات المحلية تتجند استعدادا لموسم الصيف، باشرت السلطات المحلية بالمدينة فتح أوراش ومشاريع هامة لإبراز رونق المدينة والترويج لها سياحيا، خاصة المدينة العتيقة، التي تم إدماجها أخيرا في المنتوج السياحي المحلي، لأنها تجسد الطابع التاريخي والعريق لهذه المدينة، وتغري عشاق السياحة الثقافية التي تعتبر في الوقت الراهن من أكبر عناصر الجذب السياحي. وركزت السلطات المحلية على المشاريع السياحية والثقافية بالدرجة الأولى، واهتمت بتأهيل البنيات التحتية وتحسين جمالية الفضاء العام والمساحات الخضراء، وكذا الواجهات العمرانية المصنفة ضمن التراث المادي للمدينة، بالإضافة إلى أعمال الرصف والصيانة وتجديد بعض أعمدة الإنارة وتثبيت كاميرات للمراقبة بأهم شوارع المدينة، ما أضفى على المدينة لمسات جمال تليق بتاريخ هذه المدينة الساحلية العريقة. عروض تنافسية انخرط مهنيو قطاع السياحة بالمدينة بدورهم في تعبئة شاملة من أجل إبراز المؤهلات السياحية والطبيعية والحضارية للمنطقة عبر حملات دعائية على منصات التواصل الاجتماعي، فقاموا بتخفيضات تشجيعية لتحفيز السياح على زيارة المدينة، وأطلقوا برامج تحتوي على مجموعة متنوعة من العروض الجذابة، بما في ذلك النقل والإقامة وجولة في المدينة، وحددوا لها أسعارا تتكيف مع سوق السياحة الدولية والوطنية، وهي مبادرة يسعى من ورائها المهنيون إلى تحفيز السياحة الداخلية، التي تشكل رافدا أساسيا وعاملا مؤثرا في دوران عجلة الاقتصاد المحلي. انتعاش قطاع سيارات الكراء أكد عدد من أصحاب وكالات كراء السيارات بالمدينة، أن القطاع شهد، خلال الأسابيع الأخيرة، إقبالا كبيرا وصار الطلب على كراء السيارات في ارتفاع متزايد، نتيجة قدوم عدد كبير من السياح المغاربة والأجانب إلى عاصمة البوغاز، كثير منهم لا يملكون سيارة ويلجؤون إلى اكتراء عربات من أجل التنقل لقضاء عطلتهم والتنزه رفقة أفراد العائلة أو الأصدقاء. وذكر أحد الوكلاء أنه من المتوقع أن تعرف فترة الصيف الحالية إقبالا كبيرا على كراء السيارات، مؤكدا أن كل الوكالات الموجودة بالمدينة عملت على تعزيز أسطولها بسيارات جديدة خدمة لزوار المدينة، مبرزا أن الأسعار لن تعرف أي زيادة باستثناء بعض أنواع السيارات، إذ سيتراوح سعر كراء سيارة نفعية لمدة يوم أو أكثر بين 250 درهما و500 حسب نوع السيارة والقدرة المالية لكل شخص. الشقق المفروشة... دعامة للإيواء السياحي دخل أصحاب الشقق المفروشة والفيلات الواقعة بوسط المدينة ونواحيها، في سباق مع الزمن استعدادا لموسم الصيف، الذي يتوقع أن يعرف هذه السنة إقبالا منقطع النظير، حيث بدأت طلبات الكراء تنهال على أصحاب الوكالات العقارية والوسطاء من قبل أسر مغربية وعدد من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج، الذين يرغبون في قضاء عطلتهم بمنتجعات شمال المملكة، ويلجؤون للشقق والفيلات السياحية لأسعارها المناسبة وما يجدون فيها من حرية و سكينة قد تنعدم في الفنادق، سواء الشعبية أو المصنفة. واستبشر ملاك الشقق المفروشة والوسطاء بطنجة، بالإقبال الكبير الذي عرفه هذا القطاع بعد فترة كورونا وما رافقها من قيود وإجراءات احترازية شلت كل الأنشطة السياحية بالمدينة، وتسببت في أزمة وكساد بالنسبة لمئات الأسر وشريحة عريضة من الشباب، الذين كان الصيف يمثل بالنسبة لهم مصدر رزق ينتظرونه طيلة السنة، قصد تجاوز الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها المنطقة خلال السنوات الماضية. "منصة المتوسط"... ريادة عالمية ثاني منطقة اقتصادية أكثر جذبا بعد دبي مكن الأداء المتميز للمنصة الصناعية والتجارية واللوجستية لطنجة المتوسط، من احتلال الرتبة الثانية في التصنيف العالمي للمناطق الصناعية الأكثر جذبا في العالم، بعدما كانت تحتل الرتبة الخامسة خلال 2019، وهو ما يدل على الصعود الهائل لشبكة مناطق الأنشطة التي طورها طنجة المتوسط. وبحسب مجلة "فايننشال تایمز"، المتخصصة في أخبار المال والأعمال، فإن الرتبة الأولى في هذا التصنيف، الذي يقارن حوالي 100 منطقة اقتصادية، حسب معايير التنافسية الدولية ومطابقة العروض مع متطلبات المستثمرين، عادت لمركز دبي للسلع المتعددة بالإمارات العربية المتحدة، فيما احتلت منصة "كاتوويتش سبيسيال ايكونوميك" ببولونيا الرتبة الثالثة، بينما جاءت منصة صينية في الرتبة الرابعة. وذكرت المجلة البريطانية العالمية، في تقريرها بأنها "المرة الأولى التي تحتل فيها منطقة إفريقية مكانة متقدمة جدا في هذا التصنيف العالمي، وهو ما يدل على الصعود الهائل لشبكة مناطق الأنشطة التي طورها "طنجة المتوسط"، أكبر مركب مينائي وصناعي في إفريقيا، المتموقع على ضفة جبل طارق". وأبرزت المجلة نفسها، أن المنطقة الصناعية لطنجة المتوسط حازت استحقاقات أخرى في هذا التصنيف العالمي، بعد حصولها على الرتبة الأولى عالميا في فئة المشاريع الاستثمارية الكبرى، وحازت كذلك على تنويه من المتخصص العالمي في قطاع السيارات " سبيسيال أوطوموبيل"، بفضل دينامية المنظومة القوية لصناعة السيارات، فضلا عن الجائزة الإفريقية الأولى للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، بفضل البنيات التحتية والفرص التجارية المتاحة لهذه الفئة من المقاولات. وتحتضن المنطقة الصناعية "طنجة المتوسط"، التي شيدت على مساحة تصل إلى 2000 هكتار، ست مناطق للأنشطة تضم أزيد من ألف مقاولة تعمل في مهن صناعة السيارات والطائرات واللوجستيك والنسيج والتجارة، وأحدثت إلى غاية (2023) 80 ألف منصب شغل، فيما بلغ حجم معاملاتها السنوي نحو التصدير حوالي 85 مليار درهم في 2019. وتتميز هذه المنصة التنافسية، المحاذية لأكبر مركب مينائي بإفريقيا والمتوسط، بموقع جغرافي فريد يوفر للمستثمرين جسرا بحريا على مسافة 14 كيلومترا نحو أوربا، وربط بحري دولي نحو 180 ميناء بـ 70 بلدا، بالإضافة إلى أنها تتوفر على مؤهلات ذات معايير دولية، وتتميز بجودة خدماتها المندمجة، التي تضمن عرضا للقيمة يلبي متطلبات الفاعلين العالميين. وجهة للمستثمرين تمكنت المنصة الصناعية والتجارية واللوجستية لطنجة المتوسط، التي تضم المنطقة الحرة لطنجة، ورونو طنجة المتوسط، وتطوان بارك، وتطوان شور، وأوطوموتيف سيتي، من تحقيق أداء مميز خلال 2022، وحققت ما يقرب 200 مليون دولار من الاستثمارات، و13 مليار دولار في حجم التداول، ما جعلها تصبح أهم منصة متعددة القطاعات في جنوب البحر الأبيض المتوسط. وحسب النشرة الإخبارية لمجموعة طنجة المتوسط، فإن منصة طنجة المتوسط، التي توفر للمستثمرين جسرا بحريا على مدى 14 كيلومترا نحو أوربا وربطا بحريا دوليا نحو 180 ميناء بـ 70 بلدا، تحولت، في السنوات الأخيرة، إلى وجهة أساسية للمستثمرين، خصوصا في قطاعات السيارات والطيران والمنسوجات، واستقطبت خلال 2022، 35 مشروعا صناعيا جديدا، بنمو يصل إلى 25 في المائة مقارنة بـ2021، مما ساهم في توفير 5 آلاف فرصة عمل جديدة. من بين المشاريع الجديدة، التي استقرت بمنصة طنجة المتوسط، نجد مورد السيارات التركي "مارتور فومباك أنترناسيونال" المتخصص في إنتاج المعدات الداخلية ومقاعد السيارات، وكذا المجموعة الألمانية (SCS) المتخصصة في صناعة أنظمة وأجهزة القفل الميكانيكية للسيارات، وشركة الورق الدولي (IP)، وشركة (CIF) المتخصصة في التعبئة والحلول القائمة على الألياف المتجددة، وشركة "تيكسمانيا" المختصة في تصنيع المنتجات الجاهزة للتصدير، تنضاف إليها وحدة "ماستير كونسيرفاتور كوماريكس" التي توفر حلولا غذائية للسوق الوطنية والدولية، بالإضافة إلى شركة "أندوس تيكنولوجي"، التي أقامت وحدة لتصنيع منتجات الرقمنة في قطاعات السيارات والطيران والمواد الكيماوية والأغذية والصحية والمعادن والنفط والغاز. أما بخصوص مجال اللوجستيك، بدأ 14 مشغلا جديدا أنشطتهم في المنطقة اللوجستية بميناء طنجة المتوسط، بما في ذلك شركة "أراميكس" للخدمات اللوجستية عبر مركز التوزيع الخاص بها نحو إفريقيا، وشركة النقل والخدمات اللوجستية "لوجيك أوفيرسياس"، بالإضافة إلى عدة شركات متعددة الجنسيات التي تعد من رواد العالم في مجال أجزاء السيارات. وتحتل المنطقة الصناعية طنجة المتوسط مكانة جد متقدمة في هذا التصنيف العالمي، إذ سبق لمجلة (FDI)، التابعة لفايننشال تايمز، أن صنفت المنطقة الصناعية طنجة المتوسط ثاني أهم منطقة اقتصادية بالعالم بعد مركز دبي للسلع المتعددة بالإمارات العربية المتحدة، وهو ما يدل على الصعود الهائل لشبكة مناطق الأنشطة التي طورها طنجة المتوسط، الذي يعتبر أكبر مركب مينائي وصناعي في إفريقيا المتموقع على ضفة جبل طارق.

ملاذ عشاق البحر والتسوق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ديون النزاعات تتخطى 24 مليارا

طنجة... عروس التنمية

مقالات ذات صلة