السنتيسي: جرعة أوكسجين حقيقية

الفاعل في قطاع السياحة أكد أن الصيف فرصة لإعادة الحيوية للنشاط السياحي تمثل عملية «مرحبا» حلقة وصل بين المغاربة المقيمين بالخارج ووطنهم الأم، ومحفزا حقيقيا للنشاط السياحي بالمغرب، بعد الإعداد لها بشكل محكم على المستويين اللوجيستي والبشري. ولتسليط الضوء على مردودية عملية «مرحبا» على القطاع السياحي عموما وعلى مستوى جهة فاس - مكناس خصوصا، أجرت «الصباح» حوارا مع أحمد السنتيسي أحد المنعشين السياحيين والفاعلين الجمعويين في القطاع السياحي بجهة فاس – مكناس. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: حميد بن التهامي(مكناس) كيف ترون وضعية القطاع السياحي بعد جائحة كورونا بجهة فاس - مكناس والمدينة الإسماعيلية بالخصوص؟ > رغم أن فترة كورونا تسببت في نكسة سياحية غير مسبوقة لعدد من الفاعلين في القطاع، إلا أنه يمكن القول بأنه بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك عرف القطاع السياحي بعد الجائحة انتعاشة وقفزة نوعية، كان لها وقع إيجابي على المهنيين والقطاع السياحي بشكل عام. كما ترتبت عن «البلوكاج» الذي عرفه القطاع لمدة سنتين رغبة جامحة لدى المهنيين من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يلعب دورا محوريا في إنعاش الاقتصاد الوطني . ما هي التدابير التي تم الاعتماد عليها من قبل المهنيين لتجاوز مرحلة الركود بالمنطقة ؟ > لقد كان للمهنيين دور مهم بعد عودة الأجواء الصحية العالمية في اقتحام الأسواق الدولية، بهدف تحريك العجلة السياحية عن طريق الاستقطاب وتوفير عروض مغرية لجلب أكبر عدد من السياح، وقد كان لذلك وقع جد إيجابي جدا، حيث تمكنت بلادنا من أخذ نصيبها في كعكة السياحة العالمية ، وكان لمدن جهة فاس - مكناس أيضا حقها في ذلك، رغم أن عدد الرحلات الدولية في اتجاه مطار فاس سايس تعتبر هزيلة مقارنة مع باقي المطارات الأخرى. ما دور الوزارة الوصية في معالجة أوضاع القطاع السياحي بالمنطقة ؟ > بالفعل كان هناك اهتمام كبير بالقطاع السياحي من قبل الوزارة الوصية، إذ لا يمكن أن ننكر دور الوزيرة فاطمة الزهراء عمور، التي تفهمت الأوضاع الصعبة، التي عاناها المهنيون في القطاع، بسبب جائحة كورونا، والتي تسببت لهم في مشاكل كبيرة وصلت إلى حد إفلاس بعض المؤسسات. وكانت الوزيرة حكيمة من خلال الإصغاء إلى المهنيين، والاستماع إلى مقترحاتهم في ما يخص التسويق السياحي . ما هي الأسباب التي تحول دون تمكين الجهة من الظفر بحقها في الرواج السياحي؟ > لا شك أن المنطقة تعاني كثيرا من عملية التسويق ، إذ أنها لم تأخذ حقها في المجال مقارنة مع باقي المدن السياحية، فخلال الفترة التي يكون فيها الرواج السياحي على المستوى الوطني، تبقى المنطقة معزولة ولا يصلها سوى الفتات، في الوقت الذي كان مطار فاس - سايس يحتل الرتبة الثالثة، وتراجع اليوم إلى الرتبة الخامسة بسبب التهميش وعدم فتح خطوط مباشرة في اتجاهه لأسباب مجهولة. وتبقى بعض الخطوط التي اعتمدتها، أخيرا إحدى شركات الطيران ناجمة عن مجهودات ذاتية لبعض الفاعلين في القطاع السياحي بالمنطقة . ما هي الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام تقدم القطاع، علما أن مكناس تزخر بمؤهلات سياحية مهمة؟ > في الحقيقة لا يمكن بأن ننكر الدور الفعال ومجهودات والي الجهة وسلطات الوصاية وباقي الفاعلين والشركاء في ما يخص تحسين أوضاع القطاع السياحي، لكن في غياب مجلس جهوي شرعي يمثل القطاع السياحي والمهنيين، فإن كل تلك المجهودات تذهب سدى، لأن هذا المجلس يعتبر بمثابة شرايين القطاع ومحركه الرئيسي، في الوقت الذي تعتبر جهة فاس- مكناس المنطقة الوحيدة على المستوى الوطني التي لا تمتلك المجلس الجهوي للسياحة. ما رأيكم في عملية «مرحبا» وما تأثيرها على القطاع السياحي؟ > فبعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب أزمة صحية غير مسبوقة، تعود «عملية مرحبا» هذا العام بحزمة جديدة من التدابير التي تروم ضمان تنقل سلس للمغاربة المقيمين بالخارج نحو الوطن الأم. ومع اقتراب الموسم الصيفي، الذي تبدو بوادره جيدة، تدل كل المؤشرات على أن توافد المغاربة المقيمين بالخارج سيحطم أرقاما قياسية هذا العام، فاتحا بذلك المجال أمام انتعاش حقيقي للقطاع السياحي الوطني. وبالنسبة إلى مهنيي السياحة، فإن التدفق الكثيف للمغاربة المقيمين بالخارج خلال الفترة الصيفية يمثل جرعة أوكسجين حقيقية، وفرصة لإعادة الحيوية للنشاط السياحي بعد فترة صعبة. فعلاوة على لقاء العائلة والأصدقاء، عادة ما يستغل مغاربة العالم مقامهم بالمملكة لاستكشاف غنى وتنوع المؤهلات التي تزخر بها بلادهم، والاستفادة من عدة تجارب مثيرة وفريدة في أرقى الأماكن السياحية الوطنية. الجالية رافعة للتنمية تقدم الجالية المغربية، التي تعد رافعة مهمة للتنمية السوسيو- اقتصادية، مساهمة وازنة لعدد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية. وعلى المستوى السياحي، فإن دورها أضحى حاسما أكثر من أي وقت مضى من أجل المساهمة في نجاح الموسم الصيفي، وبالتالي دعم دينامية الانتعاش. أوجه ندائي إلى جميع الزملاء في القطاع من أجل التلاحم وتجاوز الخلافات والعمل على توحيد الصفوف قصد إحداث مجلس جهوي قانوني مكون من تمثيلية لجميع المهن، ولنستفيد من الالتفاتة الملكية في ما يخص تأهيل المدن العتيقة، وهي تعد هدية للقطاع السياحي، ولا يفوتني بأن أتقدم بالشكر لوالي الجهة والوزيرة الوصية عن القطاع ومسؤولي المكتب الوطني للسياحة وباقي الشركاء من المنتخبين والمؤسسات المعنية، ونحن على أمل أن تتظافر جهودهم لدعم المبادرات الحسنة، التي تهدف إلى جمع شمل القطاع الحيوي الهام بالجهة. في سطور - رئيس الجمعية الجهوية للمطاعم المصنفة السياحية بجهة فاس مكناس، - الرئيس المنتدب لفدرالية المطاعم المصنفة وطنيا - فاعل جمعوي في القطاع السياحي بجهة فاس - مكناس والرئيس المنتدب للمجلس الجهوي فاس بولمان سابقا .

السنتيسي: جرعة أوكسجين حقيقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"محامية الشيطان" على "نتفليكس"

مراكش تواصل جلب السياح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات