نهاية أسبوع استثنائية وحضور كبير استنفر المنظمين اختتمت، مساء أمس (الأحد)، فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدورة 28، وهو "العرس" الذي صارت تحتفل به العاصمة للسنة الثانية على التوالي. فبعد أيام من فتح أبوابه، دخل المسؤولون عنه مرحلة التقييم، والتركيز على النقط الإيجابية والتي ستساعدهم على التأكيد أنها دورة ناجحة، منها عدد زوار المعرض والمبيعات المسجلة. في هذه الورقة نرصد ما ميز الأيام الأخيرة من فعاليات المعرض، في انتظار الأرقام الرسمية التي ستعلن عنها الوزارة. بوسريف يطلق النار على اللجان العلمية الأديب قال إن اشتغالها يجب أن يكون بتجرد وأن تنتصر للثقافة شدد الكاتب والشاعر صلاح بوسريف على ضرورة إعادة النظر في اللجان العلمية المكلفة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل في وضع البرمجة العامة واختيار المشاركين في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب. وفي تصريح ل"الصباح" قال بوسريف "عبرت عن ذلك في عدة دورات من المعرض، وسبق أن قلت وأكرر أنه تجب إعادة النظر في اللجان العلمية المشرفة على فعالياته، إذ ينبغي أن تكون موضوعية وتشتغل بتجرد وتنتصر لفكرة المعرض وللثقافة وللكتابة". وعبر بوسريف عن استيائه بقوله "إن اللجان العلمية يجب أن تكون على اطلاع على ما يجري في الساحة الثقافية وأيضا على مستوى النشر"، مضيفا أنها لا تتيح الفرصة لأصوات شابة في مجال الإبداع الأدبي، حتى تجد فرصة للتعبير عن كتاباتها في المعرض. وأكد بوسريف أن كتابات الشباب تكاد تكون منعدمة في الوقت الذي ارتأى أنه يجب أن يخصص لها حيز 30 في المائة على الأقل ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب. "يبدو أن حصة المبدعين الشباب شبه منعدمة وهذا ما يدفع كثيرا منهم للتعبير عن احتجاجهم"، يقول بوسريف، مشيرا إلى أن هذا لا يعني أن كل من يكتب ينبغي أن يشارك في معرض الكتاب والنشر، بل وجب التركيز على القيمة الفكرية والثقافية والإبداعية والفنية لشباب أظهروا كفاءات خلال لقاءات مختلفة ليجدوا أنفسهم مهمشين في النسخة الثامنة والعشرين من التظاهرة الدولية. واستنكر بوسريف ما أسماه "خلل اللجان العلمية" بتكرار الأسماء ذاتها في عدة أنشطة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، إذ تعرف الدورة الحالية على غرار نسخ سابقة مشاركة بعض الأسماء في أكثر من خمسة لقاءات وندوات. "هذا من أخطاء اللجان العلمية خلال النسخة الحالية، فالفرصة لابد أن تفتح أمام أسماء أخرى للمشاركة، كما أنه لا ينبغي تكرار الأسماء نفسها كل سنة، طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تهميش الأعمدة الثقافية فهي تعطي قيمة مضافة للتظاهرة". ودعا بوسريف اللجان العلمية خلال الدورة المقبلة من المعرض الدولي للنشر والكتاب إلى أن تأخذ بعين الاعتبار البرامج السابقة في اختيار المشاركين لاستدراك من تم نسيانه أو تجاهله. "أتصور من خلال هذه المنهجية سيكون تنوع في حضور المثقفين والمبدعين"، يقول بوسريف، إلى جانب تغيير طريقة تقديم العديد من اللقاءات وأن تعتمد على الحوار والنقاش وليس بالضرورة جلوس أزيد من مشارك في منصة لإلقاء الكلمة أو قراءة الأوراق. واقترح بوسريف أن يتم تنظيم مائدة مستديرة بعد نهاية كل دورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب لتسليط الضوء على الأعطاب، والعمل على تجاوزها في الدورات المقبلة. واسترسل بوسريف قائلا إنه مهما يسجل من مشاكل تنظيمية ومرتبطة بالبرمجة يبقى المعرض الدولي للنشر والكتاب "فرصة لابد أن ندافع عن استمرارها، مادامت مناسبة وحيدة وليست وطنية بل عالمية للاحتفال بالكتاب والمثقفين". واعتبر بوسريف أن المعرض فرصة ليجد المبدعون والطلبة والباحثون العديد من المنشورات التي لا توزع في المغرب بشكل منتظم، مؤكدا "هذا أمر أعانيه شخصيا باعتباري متابعا ومهتما بالكتاب، إذ أضطر إلى التواصل مع ناشرين في دول أخرى للحصول على نسخ من إصدارات، لكن المعرض يتيح هذه الإمكانية". وفي ما يخص حضور الشعر خلال الدورة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، قال بوسريف إن هناك إقبالا كبيرا على الدواوين الشعرية، مضيفا "إن الأنشطة المخصصة للشعر يجب أن يعاد النظر في طريقة تقديمها وألا يتحول اللقاء الشعري إلى موسيقى وطرب، وكأن الأمر يتعلق بالاستنجاد بالموسيقى لإنقاذ الشعر وجلب الجمهور". أمينة كندي