رئيس "الكنيست" الإسرائيلي قال إن إسرائيل تغلبت على مشكلة الماء ومستعدة لمشاركة الحلول مع المغاربة قال أمير أوحنا، رئيس برلمان دولة إسرائيل، في حوار مفصل أجراه مع يومية "ليكونوميست"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيتخذ قراره بشأن الصحراء المغربية في المستقبل القريب، مطالبا بلطف بقليل من الصبر. وأضاف أوحنا أنه، قبل عقود، كانت إسرائيل تعاني الجفاف، وواجهتها مشكلة حقيقية في ما يخص الماء، وبفضل التكنولوجيات العالية التي قام خبراؤها بتطويرها، أصبحت الأزمة اليوم من الماضي، مؤكدا أن هذه الاختراعات لن تبقى ملكية حصرية للشعب الإسرائيلي، بل يجب أن تتم مشاركتها مع الأصدقاء، وعلى رأسهم الشعب المغربي. كما تطرق الحوار إلى مواضيع أخرى، وفي ما يلي ترجمة لمضامينه: ترجمة: عصام الناصيري /عن "ليكونوميست" - تصوير: عبد المجيد بزيوات إنها الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، بعد التوقيع على اتفاق أبراهام. أي قراءة نستطيع منحها لهذه الزيارة غير المسبوقة؟ رغم وجود زيارات وزارية سابقة إلى المغرب، إلا أنها في الحقيقة الزيارة الأولى لأحد رموز دولة إسرائيل إلى المغرب بعد اتفاق أبراهام. إنها الزيارة الأولى الرسمية في التاريخ لرئيس "الكنيست"، إلى برلمان دولة مسلمة. الزيارة تاريخية في حد ذاتها. في غمرة زيارتنا، لدينا العزم والنية لتسليط الضوء أيضا، على مختلف عناصر هذه العلاقة البرلمانية، وتعزيز تبادل الوفود بين البرلمانات. أنتم من أصول مغربية. هل ستدفع نحو تقوية الروابط بين المغرب وإسرائيل؟ وبأي وسائل؟ الغنى الثقافي المغربي، اللغة، المزاح، النكهات والموسيقى، كل هذا يجري في عروقي. وهو جزء من كينونتي، ولهذا فهذه الزيارة أكثر أهمية بالنسبة إلي، زيارة عملنا وناضلنا من أجل إخراجها إلى الواقع منذ تقلدت مسؤولياتي. وأرى بالواضح أن المغرب بلد قيادي في إفريقيا. وهو أحد البلدان الرائدة بين الدول المسلمة. وأعتقد، من وجهة نظري، أنه ليست صدفة أن يكون لهذه الزيارة وقع ومذاق خاص. إنه في الواقع مثال للروح المغربية، وخصال التقبل، وحسن الضيافة، والانفتاح الفكري. كنت في السابق وزيرا للعدل والداخلية. أي نظرة أخذتم عن المغرب باعتباركم رئيسا للجهاز التشريعي في إسرائيل؟ كنت فعلا وزيرا للعدل ووزيرا للأمن الداخلي، في المرحلة التي كان لي فيها شرف أن أكون جزءا من الحكومة التي وقعت اتفاقات أبراهام. هذه الاتفاقات التي وقعناها في مرحلة وباء "كوفيد 19"، الأمر الذي منعنا من القيام بزيارات رسمية. وكان لي اتصال هاتفي مع نظيري المغربي، سعادة الوزير عبد الوافي لفتيت، وكان هناك من قال بابتسامة، إنني كنت أيضا نظيره المغربي. تم تصوير لقائنا الهاتفي، وانتشر في إسرائيل وفي المغرب بشكل كبير، لأننا تبادلنا عددا من الكلمات بالدارجة المغربية. المغرب أقرب صديق لنا كيف ستسير العلاقات المغربية الإسرائيلية؟ العلاقات بين المغرب وإسرائيل ستستمر في التعمق، وسأفعل كل ما في وسعي لتحقيق هذا المسعى. لم يكن لإسرائيل نصيب في أن تحظى بمجال ترابي واسع، ولا عدد كبير من السكان، لكن كان لها حظ امتلاك أشخاص مبدعين وكفاءات، اخترعت تكنولوجيات مبتكرة في مجالات، من قبيل العلوم والطب، التي يمكن أن يستفيد منها الشعب المغربي. المغرب أيضا منشغل بمكافحة الإرهاب، وهو مجال نحن فيه خبراء للأسف. المغرب مثل عدد كبير من الدول، يعمل على الاستجابة لحاجياته من الماء، وهو مورد نادر. عندما كنت طفلا، ترعرعت في إسرائيل ذابلة تعاني الجفاف، و"الشفقة على كل قطرة" كان شعارا يناسبنا. اليوم حمدا لله، هذه الأزمة صارت بعيدة، وتركناها خلفنا. لدينا اليوم ما يكفي من الماء من أجل الأجيال المقبلة، وهذا لم يتحقق بفضل الموارد الطبيعية، بل بفضل التكنولوجيات المتقدمة التي طورناها، إذ تمكنا من تحلية مياه البحر، والتدوير، وحتى إنتاج الماء انطلاقا من الهواء. كل هذه الإنجازات وأخرى، لا يمكنها أن تظل ملكية حصرية للشعب الإسرائلي، بل يجب أن يستفيد منها جميع أصدقائنا، والمملكة المغربية خصوصا، التي تعتبر أحد أهم وأقرب الأصدقاء. بروتوكول ما الهدف من تقارب "الكنيست" والبرلمان المغربي، هل هناك اتفاقيات في خضم التوقيع، وما الذي تهدف إليه؟ نحن عازمون على توقيع بروتوكول اتفاق، من شأنه تعزيز التعاون بين المؤسستين، وتبادل الوفود. البرلمانات تمثل الشعب، وتستوعب الآراء المختلفة الموجودة. السلام مع المغرب ليس فقط سلاما بين الحكومتين، بل سلام بين الشعبين أيضا، وبالتالي من الطبيعي الرفع من روابط بين البرلمانيين. شراكة كيف تخططون لتعزيز الشراكة بين إسرائيل والمغرب؟ لدي نية الاستثمار كثيرا في العلاقات بين البلدين والبرلمانيين، وهذا سينعكس على كل ما سبقت الإشارة إليه، وسيتم التعبير عنه بشكل رئيسي في الإجراءات التي ستتخذ من الآن فصاعدا. إصلاح القضاء هناك ورش تشريعي مهم يجري في إسرائيل، ما هي أهدافه، وفي أي جو تمر النقاشات داخل "الكنيست"؟ الهدف هو الإصلاح القضائي، وجعل إسرائيل أكثر ديمقراطية، مما سيجعل أكبر نسبة من القرارات تتخذ من قبل الشعب، عن طريق ممثليهم، وليس عن طريق النخب القضائية، التي اكتسبت أكثر فأكثر السلطة في العقود الماضية. من الطبيعي أنه عندما تأتي لتجديد فلسفة "مونتسكيو" في ما يخص فصل السلط، عن طريق ضبط التوازنات، تصطدم ببعض الاعتراضات، وهو ما أثار نقاشا حادا داخل المجتمع الإسرائيلي، بسبب تلك التغيرات. نحن الآن في غمرة المفاوضات، ونهدف إلى الوصول إلى توافقات واسعة، لكن ليس هناك أي شك، في ضرورة إصلاح أخطاء النظام القضائي. اتفاقات "أبراهام" هل يشجع "الكنيست" أعضاءه للتعاون في إطار الدبلوماسية الموازية والتعاون اللامركزي واجتماعات تبادل الأعمال؟ إلى حدود الساعة، كان لي حظ زيارة بلدين من أربعة بلدان تجمعنا بها اتفاقات أبراهام، ويتعلق الأمر بالإمارات العربية المتحدة والمغرب، الأولى كانت زيارة خاصة، لأنه كما سبقت الإشارة، أن زيارتي للمغرب هي الزيارة الأولى الرسمية. لكن يمكن القول إني أعجبت كثيرا بما رأيته في هذين البلدين. وأسست علاقات طيبة مع المسؤولين في البلدين، وأتمنى وأصلي من أجل أن نصل إلى الهدف الرئيسي لحكومتنا، في تمديد اتفاقات "أبراهام". وعندما أقول هذا، لا أقصد فقط من ناحية العدد، بل أعني الجودة أيضا، إذ لا يتعلق الأمر فقط بانضمام بلدان أكثر إلى التوقيع على الاتفاق، بل بتعميق وتقوية الروابط مع الشركاء الحاليين في إطار الاتفاق. وبالنسبة إلي طبعا، المغرب ليس فقط بلدا مركزيا ومهما، لكنه أيضا بلد قريب جدا إلى قلبي. شكرا جلالة الملك خلال مقامكم الرسمي الأول ستزورون الرباط، هل تشجع إسرائيليين آخرين لزيارة المغرب؟ خلال زياتي القصيرة، سأكون في الرباط التي تقام فيها الزيارات ولقاءات المؤسسات الحكومية وممثليها، وسأكون أيضا في البيضاء من أجل زيارة الطائفة اليهودية هناك. سبق أن زرت مراكش ووزان وطنجة وفاس وشفشاون والقنيطرة ووادي أوريكا في السابق، وكنت معجبا ببعض هذه الأماكن، لكن المدينة التي أرغب حقا في زيارتها، والتي لم تتسن لي بعد زيارتها، هي الصويرة، الأمر الذي يفتح الشهية للزيارة المقبلة. لا يمكنني إنهاء هذا الحوار، دون أن أشكر جلالة ملك المغرب محمد السادس، نصره الله، وحفظه هو وأسرته الكريمة، على رؤيته السديدة وقيادته الرشيدة، ويمكنني القول إن قيادته في نظري المتواضع، تعد بمستقبل أفضل، وأكثر أمانا وتقدما لشعبه، عن طريق سكة السلام والصداقة بين الأمم. الصحراء المغربية... نتنياهو سيعلنها قريبا جميع المؤشرات توحي بأن دولة إسرائيل ستتخذ قرارها في ملف الصحراء المغربية، هذا ما أكده أمير أوحنا، الذي قال إن " ملف الصحراء المغربية والاعتراف بها، والذي سبق لي أن عبرت عن دعمي له، هو موضوع نقاش داخل الحكومة الإسرائيلية". "أعتقد أن الوزير الأول نتنياهو، سيتخذ قرارا في هذا الموضوع في المستقبل القريب، وسأطالب بلطف قليلا من الصبر"، يضيف رئيس "الكنيست". وفي ما يتعلق بالعلاقة البين برلمانية، سطر أوحنا على أن "مجموعات الصداقة البرلمانية تم إحداثها من الجانبين"، وخلص إلى أن "نطمح ونؤمن أن تكون هذه الزيارة منطلقا للتعاون، وتقود إلى تبادل الوفود والأفكار ومبادرات أخرى".