المجموعة تؤمن تزويدا منتظما للسوق الوطنية رغم تقلبات الزراعات شكلت مشاركة «كوسومار» في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس مناسبة لاستعراض مساهمة المجموعة في السيادة الغذائية، وإبراز مرونة وتأقلم المجموعة وكافة فروعها خلال السنوات الأخيرة، والكشف عن التطورات المحرزة في مجال الابتكار والبحث والتنمية والفلاحة 4.0، من قبيل المبادرات في المجال الرقمي، واستعمال المسيرات (الدرون)، وتحسين العلاقة مع الفلاحين الشركاء وتجويد سلسلة الإنتاج. إعداد: برحو بوزياني أكدت شركة «كوسومار» تبنيها ممارسات مثالية، وانخراطها في مشاريع عصرنة مواقعها الصناعية، وتحويل منشآتها نحو استعمال أنواع جديدة من الوقود والحد من ضياع الطاقة. واستثمرت المجموعة 10 ملايير درهم في أداتها الصناعية، بهدف التخفيف من الوقع البيئي لأنشطتها، الشيء الذي ترتب عنه تخفيض استهلاك الماء بنسبة 90 في المائة منذ 2005، وتخفيض استهلاك الطاقة في مسلسل معالجة الشمندر السكري بنسبة 39.4 في المائة. وبفضل هذه الاستثمارات الضخمة، تمكنت «كوسومار» من تخفيض البصمة الكربونية للسلسلة السكرية، مع تخفيض بنسبة 46 في المائة للبصمة الكربونية للسكر الأبيض، ما بين 2016 و2022. "كوسومار" والابتكار انخرطت «كوسومار» بنشاط في الابتكار من أجل تحسين أدائها وإيجاد حلول لضمان استمرارية السلسلة السكرية المغربية. كما استثمرت المجموعة في مجال البحث والتنمية والتكنولوجيا والتعاون مع الشركاء والسلطات لتطوير حلول مستدامة وتنافسية في قطاع السكر. ووعيا منها بالتحديات التي يطرحها البحث المتواصل من أجل تحسين مردودية وأداء ودخل الفلاحين الشركاء، استثمرت المجموعة في البحث عن أصناف جديدة من البذور، وتقوم كل عام بسلسلة من التجارب والاختبارات حول الأصناف في مراكز أبحاث مختلف الجهات الفلاحية لإنتاج السكر. الرقمنة في خدمة الفلاحة انخرطت المجموعة الرائدة في سلسلة إنتاج السكر بالمغرب، في مقاربة تعتمد الابتكار المتواصل من أجل دعم شركائها الفلاحين. ويتيح حل «التيسير» الذي طورته المجموعة، الرقمنة الكاملة لسلسلة القيمة للشق المتعلق بالنشاط الفلاحي للقطاع السكري المغربي. وبفضل هذا النظام، يستفيد 40 ألف فلاح شريك للمجموعة من تأطير تقني وزراعي رقمي وعالي الجودة، متيحا تتبع إنتاجهم في الزمن الحقيقي من قبل النظام. ويمكن «التيسير» من تتبع كامل لمختلف مراحل الإنتاج، وتخطيط ومتابعة مثاليين لجني المحاصيل. إضافة إلى ذلك، جهزت المجموعة أكثر من 2000 آلية زراعية بمستشعرات من أجل تحديد مواقعها الجغرافية، الشيء الذي يتيح تتبع جميع المراحل واقتفاء المسار التقني. وتعد هذه المقاربة المبتكرة شاهدا على مدى التزام المجموعة من أجل علاقات مثلى مع شركائها، على أساس المرونة والشفافية والأداء. ويمكن برنامج «التيسير» الفلاحين ومزودي الخدمات من الاستفادة من تدبير أكثر فعالية ودقة لمختلف العمليات باستعمال خرائط إلكترونية فردية مرتبطة مع «خادوم» معلوماتي مركزي. وخلال 2020، تميز التطبيق بتصنيفه من قبل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» كأفضل مبادرة لحماية الفلاحين ضد «كوفيد 19» في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. حصيلة عقد البرنامج أظهرت الإنجازات التي حققها مخطط العمل لعقد البرنامج 2013 – 2020، والذي يعد إطار العمل المرجعي المشترك بين الحكومة والهيآت البيمهنية لتأهيل القطاع السكري، مدى الالتزام والمجهودات المبذولة من أجل تحسين السلسلة السكرية بالمغرب. وبلغت مردودية السكر 10.9 أطنان للهكتار، بالنسبة إلى الشمندر السكري (101 في المائة من الهدف)، و7.2 أطنان للهكتار بالنسبة إلى قصب السكر (75 في المائة من الهدف). كما عرفت مكننة عمليات البذر والقلع والمعالجة بدورها تحسنا ملحوظا. وتتدخل «كوسومار» في ثلاثة مجالات رئيسية لإنتاج السكر، موفرة بذلك عرضا متنوعا وجودة مثالية لتلبية احتياجات السوق المغربية. وتهم المهن الثلاث، إنتاج السكر من الشمندر السكري، إذ تعمل بتعاون وثيق مع الفلاحين من أجل النهوض بزراعة هذه المادة. كما توفر المجموعة المواكبة للفلاحين قصد تحسين تقنياتهم في الزراعة والحصاد، وتتكفل باستخراج السكر من الشمندر في معامل السكر الخمسة التابعة للمجموعة. أما المهمة الثانية، فتهم إنتاج السكر من قصب السكر، الذي يزرع في منطقتي اللوكوس والغرب. ويعد المغرب من بين الدول القليلة التي يمكن أن تمارس فيها الزراعتان معا، الشمندر وقصب السكر. وتتولى المصانع المتخصصة للمجموعة تحويل محاصيل قصب السكر إلى سكر ذي جودة، مع التحسين المتواصل لأساليب استخراج السكر. واستكمالا لإنتاج السكر، انطلاقا من النباتات السكرية، وبهدف ضمان تزويد منتظم للسوق الوطنية، رغم تقلبات محاصيل الزراعات السكرية المحلية، تستورد «كوسومار» السكر الخام، الذي تقوم بتكريره في مصنعها بالبيضاء، قبل تعبئته وتسويقه تحت أشكال مختلفة. مواجهة الجفاف خلال العامين الأخيرين، وضعت مرونة «كوسومار» على المحك، في مواجهة العديد من التحديات، انطلاقا من الجفاف وصولا إلى الأزمات الصحية والجيو – سياسية، التي عرفتها العديد من البلدان. ورغم هذه العراقيل، عرفت الشركة كيف تحافظ على استمرار إنتاج السكر بدون توقف، بالارتكاز على تنوع مهنها والمطابقة لمعايير الجودة الأكثر صرامة. وبفضل قدرتها على التأقلم، نجحت «كوسومار» في مواجهة التقلبات المناخية، التي أثرت على إنتاج قصب السكر في بعض المناطق، وتغلبت على الإكراهات اللوجستية لتموين السوق الوطنية بالسكر، والتفاعل مع تقلبات الطلب. وساهمت المرونة الاستثنائية في صون السيادة والأمن الغذائيين للمغرب، طبقا لالتزام المجموعة لصالح التنمية المستدامة. اقتصاد الماء تقود «كوسومار» العديد من المبادرات الرامية إلى التشجيع على الاستعمال الرشيد والمستدام للماء في مختلف أنشطتها ولدى الشركاء الفلاحيين، من خلال نشر الممارسات الفضلى، في مجال تبني أنظمة الري الدقيقة من أجل اقتصاد الماء وتجويد الإنتاجية، مع الحرص على حماية الموارد الطبيعية. ولتحسين استعمال الماء والرفع من الإنتاجية، اتخذت المجموعة تدابير تجهيز 11760 هكتارا من الزراعات السكرية بالري الموضعي في السنة الماضية، مقابل 8335 هكتارا في 2021، أي بزيادة 41 في المائة، كما مكن تعميم استعمال البذور المفعلة للشمندر السكري من الإنبات السريع، وهو ما مكن من تحقيق اقتصاد الماء الضروري لعملية الإنبات. كما تعتزم الشركة اعتماد نظام لقيادة ري الزراعات السكرية، بمساعدة شبكة تضم 29 محطة لقياس الطقس، والتي ستمكن من اقتصاد الماء بنسبة 10 في المائة. كما تولي الشركة أهمية خاصة لتحسيس وتوعية شركائها الفلاحيين بأهمية التدبير الدائم للماء واعتماد سلوكات محترِمة للبيئة، وتنظيم ورشات عمل ودورات تكوينية وحملات تواصلية لتقاسم المعارف والممارسات الفضلى لتدبير الماء وحماية الموارد الطبيعية. من خلال تنفيذ هذه المبادرات، تساهم «كوسومار» في تعزيز مرونة وصمود السلسلة المغربية لإنتاج السكر في مواجهة التحديات البيئية والنهوض باستدامة وتنافسية القطاع السكري المغربي. "الدرونات"... أداة جديدة للتدبير أدخلت «كوسومار» استعمال المسيرات المجهزة (الدرونات) بكاميرات بغرض تدبير زراعة الشمندر السكري، وذلك في إطار مشروعها «الفلاحة 4.0». وتتيح هذه الطريقة لمراقبة الضيعات إمكانية الرصد المبكر للأعشاب الضارة والأمراض والحشرات والآفات الزراعية، إضافة إلى التحديد الدقيق للأنواع الضارة. كما تتيح هذه التقنية لفرق المجموعة التقدير السريع لحجم الإنتاج في كل بقعة، من أجل تشخيص مبكر وتدبير أكثر فعالية. ويمكن استعمال المسيرات (الدرون) من تجويد المعالجة باستعمال مبيدات الأعشاب تبعا لوجود أو غياب بعض الأعشاب الضارة، الشيء الذي يقلص التكلفة بالنسبة للفلاح إضافة إلى حماية البيئية بفضل تخفيض استعمال المدخلات. وستتيح هذه المبادرة للفلاحين تحسين إنتاجياتهم ومردوديتهم مع الحد من الوقع البيئي لنشاطهم. تخصيب الزراعات السكرية في إطار إستراتيجية الزراعة الدقيقة، الهادفة إلى تجويد عملية تخصيب الزراعات السكرية، أدخلت «كوسومار» جهاز «الخلاط الذكي، الذي يسمح بإعداد تركيبات أسمدة ملائمة لكل ضيعة. وخلال موسم 2021 – 2022، تمت إضافة 24 خلاطا ذكيا لحظيرة الآليات الفلاحية، الشيء الذي مكن من تعميم التسميد المعقم للضيعات. وتم تمديد تحليل التربة ليشمل النطاق بكامله بفضل استعمال المختبر المركزي للمجموعة بجهة تادلة. ويمكن المختبر من معالجة 200 عينة من التربة في اليوم، ملبيا بذلك الحاجة إلى إعداد تركيبات سماد ملائمة لكل ضيعة. واستبقت «كوسومار» ارتفاع أسعار الأسمدة والمخصبات الزراعية عبر تجويد تموينها بأفضل الشروط الاقتصادية لفائدة الفلاحين المُجَمَّعين. "كوسومار" في أرقام منذ إنشائها في 1929، اكتسبت مجموعة «كوسومار» خبرة كبيرة في مجال إنتاج السكر، انطلاقا من النباتات السكرية أو عبر تكرير السكر الخام. وباعتبارها المنتج الرئيسي للسكر في البلاد، بفضل مصانعها الموزعة على خمس جهات، إضافة إلى معمل التكرير التاريخي بالبيضاء، تضمن المجموعة تزويد السوق الوطنية بانتظام بمادة السكر، موفرة الشغل بشكل مباشر لأكثر من 1300 شخص وبشكل غير مباشر لأزيد من 5000 شخص، كما تساهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جهات وجودها. ولعبت المجموعة دورا رياديا في مجال الأعمال الزراعية بالمغرب، بفضل توقيع عقود تجميع مع شركائها الفلاحيين. ومكنت هذه العلاقة المؤسسة على المنفعة المتبادلة بين المجمع والفلاحين من تجويد الإنتاج كما وكيفا على مستوى الفعالية الفلاحية. وتساهم هذه العلاقة أيضا في تحسين عيش أزيد من 40 ألف فلاح شريك وأسرهم في الجهات الخمس، التي توجد فيها منشآت المجموعة وأنشطتها. كما يوفر نموذج التجميع الخاص بـ»كوسومار»، مواكبة مالية وتقنية واجتماعية لجميع الشركاء الفلاحيين، ساعيا من خلال ذلك إلى إرساء قطاع سكري عالي التنافسية والأداء. وتتوفر المجموعة على طاقة معالجة صناعية إجمالية تناهز 5 ملايين طن من النباتات السكرية وطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ مليوني طن من السكر الأبيض. ومن خلال تنفيذ برنامج استثماري يفوق 10 ملايير درهم، تمت عصرنة المجموعة، إضافة إلى إحراز تقدم كبير في مجال الابتكار والبحث والتطوير. وخلال السنة الماضية، صدرت المجموعة أكثر من 752 ألف طن من السكر الأبيض نحو 40 بلدا.