المدير الجهوي للفلاحة بجهة البيضاء سطات قال إن محطة المهارزة الساحل ستوفر 300 مليون متر مكعب تستأثر السياسة المائية، في ظل الأوضاع المناخية الصعبة، باهتمام المسؤولين والفلاحين والمواطنين، وفي حوار مع «الصباح»، أكد حساين الرحاوي، مدير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة البيضاء سطات، أن هناك مجهودات جبارة من قبل وزارة الفلاحة، ترمي إلى الحفاظ على المياه بالبحث عن صيغ ومصادر جديدة، منها تحلية مياه البحر واستغلال المياه العادمة لتخفيف العبء عن حوض أم الربيع. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: أحمد ذو الرشاد ( الجديدة) ما هي الوضعية الراهنة للماء بالجديدة وسيدي بنور على الخصوص؟ > في ظل تراجع التساقطات المطرية نتيجة التغيرات المناخية، شهد سد المسيرة والحنصالي، اللذان يغذيان منطقة دكالة عبدة، انخفاضا كبيرا على مستوى حقينتيهما، ما جعل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة وتادلة، بتنسيق مع وكالة حوض الماء لأم الربيع، يتوقف منذ ثلاث سنوات عن مد الفلاحين بالحصص، التي اعتادوا التوصل بها لسقي أراضيهم الفلاحية. ولا تتجاوز حقينة سد الحنصالي حاليا 6 في المائة، في حين أن سد المسيرة يتوفر في الوقت ذاته على 4.5 في المائة فقط. كيف تدبرون هذا الوضع الصعب للمياه؟ > ندبر الوضع بكثير من الحكمة، إذ توقفنا عن الري بتاتا، وخصصنا ما تبقى بحقينتي السدين للماء الصالح للشرب بأقاليم الجديدة وسيدي بنور وأسفي والبيضاء. وتم الاتفاق مع الفلاحين المنتجين للشمندر، على الاعتماد على المياه الجوفية، باستعمال التقنيات العصرية للسقي، وهي السقي بواسطة التنقيط، التي تقتصد كثيرا على المياه. وتمكنا، بتنسيق مع الفلاحين المنتجين من زراعة أكثر من 11.500 هكتار بالشمندر السكري، وننتظر نتيجة جيدة، إذ تم التأكيد خلال الاجتماع الأخير مع عامل إقليم سيدي بنور، على أن المردودية ستكون أفضل من الموسم الماضي، وقد تتجاوز 70 طنا في الهكتار، وتحقيق أكثر من 800 ألف طن. ما هي الحلول الكفيلة بالحفاظ على المياه مستقبلا؟ > هناك عدة حلول ومقترحات ترمي إلى الحفاظ على المياه الجوفية والبحث عن مصادر أخرى، بالاعتماد على المياه غير التقليدية، منها تعبئة المياه، عبر تحلية ماء البحر من جهة واللجوء إلى استغلال وإعادة تدوير المياه العادمة في مجال سقي المساحات الخضراء من جهة أخرى، كما حدث في البيضاء والرباط وأكادير. وتعتزم الوزارة تقنين استعمال المياه، بتوفير حوالي 425 مليون متر مكعب سنويا، تستعمل في أغراض غير فلاحية، في المجال الصناعي والسياحي وسقي المساحات الخضراء. هل هناك حلول مستقبلية أخرى؟ > فعلا هناك حلول أخرى على المدى القريب والبعيد، ترتبط بتحلية المياه، إذ عرفت محطة الجديدة وأسفي انتهاء الأشغال التي قام بها المجمع الشريف للفوسفاط، إذ ستغطي حاجيات الجرف الأصفر من المياه وستمكن المدينتين من الاستفادة بكمية مهمة من الماء الصالح للشرب بداية من نهاية يونيو المقبل، وستخفف العبء عن سد المسيرة، ما سيوفر كمية كبيرة من المياه لاستغلالها في سقي الفلاحة بمنطقة دكالة. إضافة إلى ذلك، هناك مشروع تحلية مياه البحر بمحطة البيضاء الخاصة بجهة البيضاء -سطات، والتي، بعد الاتفاق مع المسؤولين بإقليم الجديدة، سيتم إحداثها بمنطقة المهارزة الساحل، ضمن المشروع الوطني 2020 / 2027، والتي ستوفر 300 مليون متر مكعب، ستعبأ منها ما بين 30 و50 مليون متر مكعب، ستخصص لسافلة المنطقة الممتدة من المهارزة الساحل إلى أزمور، وستمكن من سقى حوالي 8 آلاف هكتار، تهم تراب الجماعات الساحلية للبئر الجديد وهشتوكة وسيدي علي بن حمدوش والغديرة. ماذا عن طلبات الفلاحين بإحداث محطات أخرى لتحلية مياه البحر؟ > فعلا هناك عدة طلبات من بينها طلب يهم منطقة الوليدية، التي تمت الإشارة إليها في لقاء مع رئيس الحكومة ووزير الفلاحة، والتي ستهم منطقة الوليدية والغربية والزمامرة، ستعيد التوهج بدون شك للدائرة السقوية بهذه الجماعات الترابية. ومن المنتظر أن يستفيد الفلاحون من مشروع تحلية مياه البحر رغم ارتفاع التكلفة، إذ من المنتظر أن يتم تحديد مساهمتهم مستقبلا. ربط سبو بأبي رقراق هناك مشروع آخر يتعلق بتحويل المياه من نهر لأخر، هل يهم هذا المشروع منطقة دكالة؟ > طبعا يتعلق الأمر بمشروع وطني، تم تقديمه، أخيرا أمام جلالة الملك محمد السادس، يرتبط بتحويل المياه من نهر إلى آخر، ويهم التحويل الأول تعبئة كمية مهمة من مياه نهر سبو، وتحويلها نحو نهر أبي رقراق، وسيساهم في تغطية حاجيات البيضاء الجنوبية والرباط والمحمدية وبوزنيقة من الماء الصالح الشرب، وستنتهي الأشغال في شتنبر 2023. وسيخفف هذا التحويل العبء عن حوض نهر أم الربيع وسيوفر أيضا كمية مهمة ستستغل في عملية السقي مستقبلا. ومن المنتظر إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، سيما الشطر المتعلق بالتحويل الثاني للمياه من سبو نحو نهر أم الربيع لتغذية حقينة سد المسيرة، ما سيرفع حجم الاستفادة من الحصة الموجهة لسقي الزراعات بمنطقة دكالة مستقبلا. في سطور - من مواليد الرشيدية سنة 1966 - مهندس دولة في الهندسة القروية وخريج معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالقنيطرة - مدير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة البيضاء سطات - مدير جهوي سابق ببني ملال خنيفرة - مدير سابق للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بتادلة