قال الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، إنه قبل أن يُغلق قوس جائحة كورونا تجد الطبقة العاملة المغربية نفسها اليوم في مواجهة جائحة من نوع آخر، تتمثل في لهيب الأسعار والتضخم الذي استنزف قدرتها الشرائية، واصفا الوضع بأزمة المعيش اليومي للمواطن عنوانها الارتفاع الصاروخي للأسعار. وقال المخارق في كلمة له لمناسبة فاتح ماي، ووسط حضور مكثف للعاملات والعمال أمام المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بشارع الجيش الملكي بالبيضاء، إنه في الوقت الذي تتكدس فيه الثروة في يد ثُلة من تجار الأزمة الذين يراكمون أرباحا خيالية على حساب لقمة عيش عموم الجماهير الشعبية، تكتوي الطبقة العاملة بلهيب الأسعار ليس فحسب بالنسبة للمحروقات، بل المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت تدخل ضمن صنف المواد الكمالية، إذ لا تسمح جيوب الطبقة العاملة وعموم الأجراء باقتنائها. وسلط الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الضوء على قضية الضغط على القدرة الشرائية للطبقة العاملة حتى أصبحت الأسر المغربية ترزح تحت وطأة القروض لمجابهة تكاليف العيش. وأورد الزعيم النقابي، أن حوالي 3.2 مليون شخص إضافي تدهورت أوضاعهم المعيشية، كما جاء في تقرير المندوبية السامية للتخطيط، واصفا الرقم بالأزمة غير المسبوقة التي تفرغ كل شعارات الدولة الاجتماعية من محتواها، مضيفا "تفاقمت هذه الوضعية جراء سياسة التسريح الجماعي لآلاف العمال، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف كل الفئات النشيطة، ما زاد من تعميق الفوارق الطبقية والمجالية والفقر والهشاشة الاجتماعية. وانتقد المخارق موقف حكومة أخنوش من هذه الأزمة وانعكاساتها السلبية على الوضعية الاجتماعية للمواطنين، مضيفا أنه أمام هذه الأوضاع المتردية والاحتقان الاجتماعي تقف الحكومة عاجزة عن اتخاذ إجراءات ملموسة. وانتقد المخارق عدم تفاعل الحكومة مع مطالب الاتحاد المغربي للشغل خلال الحوار الاجتماعي، معتبرا أن النتيجة كانت مخيبة للآمال، "بعدما أخلت الحكومة بتنفيذ نتائج الحوار الاجتماعي وأجرأة الالتزامات التي تأتي في مقدمتها الزيادة العامة في الأجور وإصلاح المنظومة الضريبية بتخفيض الضريبة على الدخل بالنسبة للأجراء لمواجهة انعكاسات تحرير الأسعار وموجة الغلاء الحارقة". محمد بها