المطالبة بالرفع من الحد الأدنى للأجور وتخفيض الأسعار لتحقيق السلم الاجتماعي اقتبس المشاركون في احتفالات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة البيضاء سطات هتاف جماهير كرة القدم "سير.. سير"، لبث الحماس في صفوف الحاضرين بالقاعة المغطاة محمد الخامس في البيضاء. وفضل منظمو الاحتفال نفسه الاقتصار على تنظيم مهرجان خطابي بالقاعة المغطاة، بعدما كانت النقابة، طيلة سنوات، تنظم مسيرة حاشدة مازالت شوارع الحي المحمدي بالبيضاء تحتفي بذكرياتها. منذ الساعة التاسعة صباحا، بدأ مناضلو الاتحاد العام للشغالين يتوافدون على القاعة، أغلبهم جاء من مدن الجهة في حافلات لنقل المستخدمين، بعضهم يعتمر قبعات بيضاء أو زرقاء أو يتوشح بقطعة قماش وردية، قبل أن تدب الحركة أمام القاعة بعد وصول فرقة ل"الدقة المراكشية". وفضل عدد من المشاركين التجول في أحياء المعاريف، قبل انطلاق المهرجان، أما آخرون فجلسوا في مقاه قريبة يتحدثون عن مشاكلهم المهنية، أو يقدمون نقدا ذاتيا لأفول "نجم النقابة"، وفئة ثالثة تخصصت في "نهش لحم" نقابات منافسة لأنها "باعت الماتش"، على حد قول أحدهم. داخل القاعة المغطاة، جلس العشرات في الكراسي في صفوف طويلة، فيما فضل آخرون المدرجات، حيث يطلقون بين الفينة والأخرى شعارات تدعو للنضال وتحقيق مطالبهم، وفي زاوية قصية بدأ أحدهم يتلو "نداء" النقابة الذي يحمل شعار: "الاتحاد قوتنا وسبيلنا لتحقيق مطالبنا". ركز "مناضل" في حديثه أمام عدد من العمال عن أهم مطالب النقابة وقال، نقلا، عن "النداء": "إن خطرا يهدد باختفاء الطبقة المتوسطة، بما تشكله من صمام أمان يضمن التوزان الاقتصادي والاجتماعي، وهو الأمر الذي يقتضي وبشكل عاجل، اتخاذ عدة تدابير، خصوصا عبر ضبط الأسعار وتحسين الدخل وحماية مناصب الشغل بالقطاع الخاص، في أفق أرساء سلم اجتماعي حقيقي، وهو الأمر الذي لا يمكن بلوغه إلا عبر الاستجابة لكافة المطالب، وفتح النقاش المثمر بشأن التطلعات المستحقة، باعتبار ذلك دعامة أساسية من دعامات بناء الدولة الاجتماعية". وتطالب النقابة بالتدخل الفوري لضبط الأسعار عبر محاربة كل أشكال الاحتكار والمضاربات، مع إعمال إعفاءات وتخفيضات ضريبية تهم المواد والسلع الأساسية، إضافة إلى تحسين الدخل بنسبة تحقق التعافي الكلي للقدرة الشرائية، معبرة عن تمسكها بالمقترح الذي سبق تقديمه بشكل رسمي والمتمثل في الزيادة العامة للأجور، ومازالت تنتطر الرد عليه. خالد العطاوي