رزوق: القطيع بالجهة سجل تراجعا في حدود حوالي 20 % بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف تعد التحولات المناخية بجهة الشرق ظاهرة بنيوية تلقي بظلالها على جميع السلاسل الإنتاجية الفلاحية، خصوصا على سلاسل الإنتاج الحيواني، كما لها آثار عميقة على مناطق الرعي التقليدية، وهو الأمر الذي دفع المختصين سواء من المنتخبين في الغرفة الفلاحية أو المسؤولين عن القطاع وباقي المهتمين، إلى تنظيم أكثر من وقفة لدراسة أفق الاستفادة من إستراتيجيات ما سمي "الجيل الأخضر" على مدى السنوات الماضية وفي أكثر من مناسبة، لمواجهة تحديات الخصاص المائي وتدبير ندرة المياه، لما لذلك من علاقة بمختلف سلاسل الإنتاج، ومن بينها بشكل أساسي السلسلة الحيوانية. إذا كانت حلول ترشيد الاستعمال وتعبئة الموارد المائية أو الحفاظ على الفرشة المائية، من بين المقترحات، فإن الأهم كان دائما هو كيفية ملاءمة هذه الحلول مع خصوصيات الجهة وحكامة تدبير الموارد المائية، وحسن تدبير الاستفادة من إستراتيجية إحداث التوافق بين حسن تدبير هذه المادة، ومراقبة السلاسل الإنتاجية. ويرى المهنيون أن الوضعية تتطلب التوعية والتحسيس والتحفيزات بالحاجة إلى اقتصاد استعمال الماء، بوصفه مادة حيوية خاصة في الفترة الراهنة المتسمة باستفحال الجفاف وتراجع التساقطات، بسبب التغيرات المناخية وكذا البحث عن استغلال الفرص والبرامج التنموية والتمويلية المتاحة لمختلف الإستراتيجيات، التي تطلقها الوزارة المختصة،باعتبارها المسؤول الرئيسي في لائحة المتدخلين في التدبير الفلاحي، بالتعاون مع المهتمين والفاعلين في الجهة. وضعية القطيع تشير الإحصائيات الأخيرة لسلسلة الإنتاج الحيواني، وتحديدا الأغنام والماعز إلى توفر الجهة على أكثر من أربعة ملايين رأس من الغنم والماعز، تتربع أنشطتها الرعوية على حوالي أربعة ملايين هكتار، أهمها مناطق النجود العليا، وتتوزع إحصائياتها على كل من إقليم فكيك ثم تاوريرت ثم كرسيف، وأخيرا إقليم جرادة في أعداد القطيع. وتتميز هذه المناطق بتوفر صنف بني كيل المعروف بجودة لحمه وقدرته على التأقلم مع مناخ الجهة الحار صيفا والبارد شتاء والجاف في معظم الأحيان. وتعد تغذية القطيع عاملا أساسيا في نجاح الإنتاج المرتكز على ثلاث دعائم رئيسية، هي التغذية وصحة القطيع وإدارته، و تقدر تكلفة المواد الغذائية لقطيع الأغنام في حدود 50 في المائة و70 من مجمل تكاليفه، لذا جاء الاهتمام القوي بالتغذية للحصول، على أعلى مردود، إضافة إلى ضبط التنقلات ومراقبة الدورة الرعوية لتثمين القطيع. وأكد محمد رزوق، رئيس قسم تنمية السلاسل الفلاحية بالمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، أن القطيع بالجهة سجل نقصا نسبيا في حدود حوالي 20%، مرجعا ذلك إلى أسباب مختلفة، أهمها الجفاف الذي ضرب الجهة، منذ ثلاث سنوات، وكان له تأثير واضح على الوضع العام للسلاسل، ثم الأثمنة المرتفعة للأعلاف كذلك، إضافة إلى تدهور المراعي، منذ مدة بسبب الضغط البشري، خصوصا في النجود العليا وفي المناطق التقليدية لتربيه الأغنام بجهة الشرق، مع وجود عوامل أخرى كالهجرة إلى المدن، من قبل عدد من الكسابة في المناطق التقليدية المعروفة بالرعي، والتخلي عن تربية الأغنام. غلاء الأعلاف من أهم الإكراهات تشكل مواد الشعير والذرة والفول المستوردة من الخارج أهم الأعلاف باستثناء الفول، فالظاهر أن الارتفاع خص هذه السنة بشكل كبير مادة الذرة، حيث عرفت أثمنتها ارتفاعا ملحوظا بشكل كبير تجاوز النسب المعتادة، ما جعل الكسابة يعانون مثل ما تعاني الجهات المعنية المسؤولة في التعامل مع هذا الوضع رغم المجهودات، إذ تدخلت الدولة بشكل كبير منذ السنة الماضية تحت هدف يرمي إلى التقليص من آثار عجز التساقطات المطرية، واستفادت الجهة بشكل نسبي، إذ حصلت على 1.3 مليون قنطار لفائدة 200 ألف مستفيد من الشعير المدعم، في إطار برنامج حماية القطيع. كما قامت المصالح المختصة بالفلاحة بالجهة، ببرنامج مهم لتوريد الماء للماشية، بلغت أعداده أكثر من 89 نقطة ماء، جاءت متوازية مع توزيع 110 صهاريج بلاستيكية من سعة 3 أطنان، وأكثرمن 73 صهريجا مجرورا من سعه 10 أطنان. جودة قطيع بني كيل رصيد أساسي شهدت حالة القطيع حالة تراجع وتأخر التوالد بسبب الجفاف، وتزامن مع عدم انسجام ما يسميه المختصون مرحلة ولادات الخريف ذات الأهمية الكبيرة في إنتاج الخلف البديل، الذي يفترض أن يكون جاهزا في الصيف، حيث أثر ذلك على القطيع الجاهز للذبح بنسبة تقارب 20% وقياسا على ذلك واستنتاجا منه. وتوقع محمد رزوق أن تعرف أثمنة الأضاحي ارتفاعا طفيفا بسبب العوامل السابقة المتعلقة بتجهيز القطيع للأضحية، أي الجفاف واضطراب عملية التوالد وأثمنة الأعلاف، إلا أنه رغم كل ذلك، يضيف رزوق، فإن العرض الذي جرى إعداده لهذه الشعيرة الدينية كاف جدا، سواء بالنسبة للأغنام أو الماعز، ولم تتأثر الجودة مطلقا بسبب حرص الكسابة من مربي الأغنام على الحفاظ عليها، باعتبارها رصيدا أساسيا في تسويق منتوجهم، الذي يحظى بسمعة عالمية صنفا ذا ميزات خاصة . محمد المرابطي (وجدة) جهة الشرق في المعرض الدولي يتوقع رئيس قسم تنمية السلاسل الفلاحية أن تكون مشاركة جهة الشرق، برصيدها الفلاحي الغني، والمتنوع متميزة هذه السنة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وهي المشاركة التي من المحتمل أن تشمل سبعا وثلاثين تعاونية، أو ذات نفع اقتصادي، منها إنتاج العسل والزيوت النباتية والعطرية وفاكهة الزعرور وزيت الزيتون وزيتون المائدة واللوز وغير ذلك، فالجهة تعرف بتمورها وفواكهها وتنوع منتوجها، من الجبلي إلى الصحراوي، إلى المنتجات التي تستفيد من توريد الماء والسقي التقليدي والعصري.