حصدوا الرتبة الثانية في مسابقة دولية بأمريكا رغم تواضع البنية الرقمية بالمغرب لم يعد الابتكار والإبداع التقني حكرا على دول العالم الأول المتقدم، إذ سمح تعميم التكنولوجيا والأنترنت ولو نسبيا، بدخول شباب دول أقل تقدما بالركب، وهو ما ينطبق على المغرب، الذي لم تكن لشبابه علاقة قوية بالتصنيع والاختراق التقني، غير أن المعادلة تغيرت وأصبح شباب المغرب يحصدون الجوائز، بحضور دول حافظت على الريادة في المجال لعقود. ويتعلق الأمر بفريق مغربي من تلاميذ الثانوية التأهيلية 11 يناير بمديرية مولاي يعقوب، الذي حصد المركز الثاني في مسابقة الروبوتيك العالمية لـ 2023، التي أقيمت في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، بين 19 و22 أبريل الجاري. ويعتبر هذا الإنجاز خطوة كبيرة في تشجيع الإبداع والاختراع، خاصة أنه يندرج ضمن منظومة جديدة ترعاها الدولة ووزارة التربية والتكوين بشكل خاص، تعنى بتحرير الطاقات، وتشجيع المتعلم على الإبداع والاختراع، من أجل المنفعة العامة للمجتمع، والمساهمة في تنميته من خلال الشركات الناشئة "ستارت اب"، التي تحمل أفكارا جديدة، بإمكانها أن تنمو وتصبح شركة كبيرة، تساهم في التنمية الشاملة للبلاد. وتمكن تلاميذ مولاي يعقوب، الذين لا يتوفرون على إمكانيات كبيرة، على اعتبار أن مدينتهم تقع على الهامش نسبيا، من تحقيق إنجاز غير مسبوق، إذ نالوا المركز الثاني من بين 974 فريقا، يمثلون 59 دولة شاركت فرقها في النهائيات، إذ تم تتويجهم في قصر مؤتمرات "جورج آر براون" بهيوستن الأمريكية، التي احتضنت المنافسات. وتنظم هذه البطولة الدولية منذ سنوات، من قبل منظمة "فورست" الأمريكية، وتستقبل الفرق من مختلف دول العالم للتنافس، بين تلاميذ يتابعون دراستهم في المستوى الثالث إعدادي حتى الباكلوريا، وتعرف باسم "فورست للروبوت". وتتضمن المسابقة تصميم وبناء وبرمجة روبوتات، بحجم صناعي بمساعدة موجهين والأساتذة المترئسين للوفود، ويتم التقييم على أساس جودة تصميم الروبوت، وخطط العمل والإبداع والعمل الجماعي. ويشرف على فريق "الروبوت لأجل الحياة" المغربي، الأستاذان عمر بوسلات وعبد الحكيم بلقاضي، حيث شارك الفريق المغربي في هذه المسابقة الدولية للروبوتات، بعد حصوله على الرتبة الأولى في المسابقة الوطنية المؤهلة إلى مختلف المنافسات الدولية للروبوتيك، التي جرت أخيرا بالبيضاء. ويعتبر هذا الفوز فرصة ذهبية لإلهام المزيد من التلاميذ والمخترعين الشباب، من أجل مزيد من روح الابداع والمنافسة، في وقت أصبحت مؤسسات خاصة وعمومية كثيرة تدعم هذه المشاريع، وهناك تكوينات مجانية سواء من خلال شراكات دولية، أو برامج وزارية، تصب كلها في تحرير طاقات الشباب المغاربة. عصام الناصيري