تسخير المدارس والملتقيات الوطنية للتعريف بمشاريعهم وإمكانياتهم عكس الصور النمطية الشائعة في صفوف المغاربة، التي تدعي إهمال المواهب الشابة، وعدم تشجيع الإبداع والاختراعات، أصبح المخترعون الشباب يتصدرون المشهد في الآونة الأخيرة، ويحظون بدعم حكومي ومؤسساتي وشعبي، من أجل مواكبتهم لتحقيق أحلامهم. وبعد تأسيس مركز للذكاء الاصطناعي، تابع للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، وتنظيم ملتقيات للتكنولوجيا والإبداع، من قبيل ملتقى "جيتيكس" بمراكش، وتأسيس أندية للروبوتيك في مجموعة من المدارس، أصبحت ثمار هذا الجهد تظهر لمتابعي هذا الشأن. وتكمن فكرة دعم هذه الإبداعات في تشجيع الأطفال على الابتكار، وتقديم حلول لمشكلة آنية ومستقبلية، باستخدام ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، من أجل تكوين نخبة مبدعة قادرة على رفع هذا التحدي في المستقبل. ومن النماذج التي سلطت عليها الأضواء في الفترة الأخيرة، الطفل أمين أخباش، المتحدر من قرى جبال الحوز، والذي تمكن من إبداع مجموعة من الاختراعات المبتكرة في الآونة الأخيرة، وحظي باهتمام كبير، إذ استقبل من قبل شخصيات مرموقة قدمت له الدعم والمرافقة. وتمكن هذا الشاب من إبداع وسائل وأجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبرمجة، من قبيل سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وجهاز استشعار الزلازل، قادر على رصد الزلزال في بدايته، ورصد الهزات الارتدادية، ناهيك عن سلة مهملات ذكية، مبرمجة على الفتح والغلق بمجرد اقتراب الإنسان منها، دون الحاجة إلى لمسها، بسبب الخوف من انتقال الفيروسات، خاصة في فترات انشار الأوبئة. وتمكن هذا الطفل من اختراع جهاز آخر خاص بضعاف البصر والمكفوفين، عبارة عن خوذة ذكية، قادرة على استشعار الحواجز والجدران، ومزودة بنظام تحذير يرن كلما اقترب الشخص الذي يرتديه من حاجز أو جدار، تفاديا لحوادث الاصطدام غير المرغوب فيها. ويعمل الشاب بمواد أولية بسيطة، إذ يجمع المتلاشيات من الأسواق الشعبية، ويستخرج منها ما يحتاجه لصناعة أجهزته الجديدة، إذ يتوفر على ورشة بمنزل الأسرة يقضي فيها معظم أوقاته في صناعة أجهزته المبتكرة. وبعد انتشار اختراعاته قام المدير الإقليمي بالحوز بزيارة ميدانية إلى ورشة الطفل أمين، كما استقبلته أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بمعرض "جيتيكس" بمراكش، الذي ألقى فيه كلمة أمام الجمهور، وعرف باختراعاته، كما شكلت الزيارة فرصة للتعرف على المخترعين الشباب وأصحاب المشاريع، في هذا المعرض الدولي الواعد. عصام الناصيري