معارك “بيجيدي”… تسخينات قبل الانتخابات

الداخلية و"البام" في واجهة الحرب الاستباقية مع حزب بنكيران وولاء العدالة والتنمية لم ينه متاعبه القديمة كثيرا ما اتهم خصوم العدالة والتنمية هذا الحزب بازدواجية الخطاب السياسي. غير أن هذا الاتهام، وإن كانت تحكمه خلفيات الاختلاف الحزبي، فإنه لا يبدو صحيحا في بعض الأحيان. ذلك أن العدالة والتنمية، تعرض فعلا لحملات تضييق، وصلت إلى حد المطالبة بحل الحزب بعد أحداث 16 ماي الإرهابية . وحتى حينما أعلن الحزب تأسيسه، وقبوله بقواعد المشاركة السياسية، فقد تم تفكيك تحالفاته، في انتخابات 2009، وتعرض لهجوم قوي من طرف أحزاب، حديثة التأسيس، كانت تختبئ وراء "مشروع الملك"، قبل أن يقلب الحزب الطاولة، في انتخابات 2011، واستطاع أن يفوز بها، بفضل تسويق صورته كحزب تعرض لظلم كبير، ونال بذلك تعاطف الناخبين. في ملفات كثيرة نهج رئيس الحكومة، سياسة "الهجوم أحسن وسيلة للدفاع". وفتح بذلك معارك كثيرة وعلى واجهات متعددة، في حرب استباقية ظلت خصومه من السياسيين والمؤسسات والأفراد. من مظاهر هذا الصراع، حرب "بيجيدي" ووزارة الداخلية، فهي ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى سنوات ما قبل انتخابات 2011. كثيرا ما تولت الداخلية الرد على هجمات العدالة والتنمية، عبر بيانات وبلاغات، غير أن الموقع الجديد لـ"بيجيدي"، على رأس الحكومة، يبدو أنه يمنع على الداخلية إصدار بيانات تندد بحزب يفترض أن يقود الحكومة، بما فيها وزارة الداخلية. رسائل تخويف إلى العمال والولاة مع بداية الولاية التشريعية الحالية، برز الحديث عن تقارير أعدها نواب العدالة والتنمية حول ممارسات الولاة والعمال، وبسبب ذلك تعرض وزير الداخلية السابق، محند العنصر، لهجمات من قبل نواب "بيجيدي"، بمجلس النواب. وفي واقعة أخرى، أكد رئيس الحكومة أنه اعترض على تسمية عامل المحمدية واليا بالإدارة الترابية، ويبدو مما تسرب عن خلفيات هذا الصراع، أن وزير الخارجية السابق، سعد الدين العثماني، هو من "أحرق" العامل، لأنه رفض تلقي شكاياته إبان الانتخابات التشريعية، التي ترشح خلالها العثماني بدائرة المحمدية. وقبل أسبوعين، صوب رئيس الحكومة فوهة مدفعيته إلى بعض رجال السلطة، فخلال ترؤسه نشاطا حزبيا في مدينة سلا، اكتفى بنكيران ببعث رسائل تخويف إلى العمال والولاة، مستخدما لغة الترميز فقط. تصريح بنكيران يشبه ضربة استباقية لوزارة الداخلية، بشأن إدارتها لملف الانتخابات الجماعية، خاصة أن حزب الاستقلال نفسه اشتكى من تدخل رجال السلطة. حرب استباقية ضد "البام" معارك "بيجيدي" مع حزب الأصالة والمعاصرة لا تنتهي. فقد طالب رئيس الحكومة من "البام" أن يحل نفسه، وجدد دعوته في مجلس المستشارين، وإن يبدو أن وراء الدعوة تفاصيل كثيرة لم يفصح عنها بنكيران الذي تعود على الرسائل المشفرة. الصراع مع "البام" يتجدد كلما اقترب موعد الانتخابات، والأخير يبحث بكافة الوسائل لتأكيد حضوره الانتخابي السابق، والتدليل على أن نتائج الانتخابات الجماعية لسنة 2009، لم تكن صدفة وأنها منحت "البام" الرتبة الأولى باستحقاق. بالمقابل، يشن "بيجيدي" حربا استباقية ضد "البام"، يقودها رئيس الحكومة شخصيا، إذ لا يتردد في تذكير الأصالة والمعاصرة، بين الفينة والأخرى، بماضيه وظروف تأسيسه، وهي كلها أوراق يوظفها بنكيران في حملته.زراعة القنب الهندي والانتخابات القنب الهندي، لم يسلم بدوره من المزايدة السياسية بين الأطراف الحزبية. وتخوفات "بيجيدي"، من أن الاستغلال الانتخابي لـ"عشبة الكيف"، من طرف حزبي الاستقلال و"البام"، دفعت رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، إلى التصريح بأن "إثارة موضوع زراعة القنب الهندي بالمناطق الريفية كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية ما هو إلا مزايدات سياسية، واستغلال غير مقبول للإشكاليات التي يعيشها المواطنون البسطاء بهذه المناطق بسبب مذكرات البحث". عبد الله بوانو، طالب الأصالة والمعاصرة بـ"الوضوح مع المواطنين في المناطق المعنية بزراعة القنب الهندي، ذلك أن الأمر إذا كان يتعلق بالبحث عن أصوات انتخابية فإن موعد الانتخابات الجماعية لم يحِن بعد، مع أن المؤشرات تؤكد أن هذه المناطق تسجل أكبر نسب للمشاركة، وليست في حاجة إلى توجيه". ويتخوف الحزب أن يؤدي اهتمام الأصالة والمعاصرة والاستقلال بموضوع الكيف إلى توسيع قاعدتهما الانتخابية.بين الانتخابات والأحزاب المشاركة فيها، تخوض العدالة والتنمية حربا استباقية من أجل ضمان موقع انتخابي لها، وقطع الطريق أمام تكرار سيناريو استحقاقات 2009، التي تعرض خلالها الحزب لأبشع حملة، كانت تروم حرمانه من ترؤس بعض الجماعات، كما وقع في وجدة، وإن رد الصاع إلى "البام" حينما صوت لمرشح وحيد للاتحاد الاشتراكي، عمدة للعاصمة الرباط. حصاد يرد على بنكيران حرص وزير الداخلية، محمد حصاد، في حفل تعيين رجال سلطة جدد، أخيرا، على دعوة العاملين بالإدارة الترابية إلى الالتزام بتوفير شروط المنافسة الانتخابية الحرة، وبالمساواة بين مختلف الأحزاب السياسية وبالحياد الإيجابي، داعيا إلى ضرورة التصدي الحازم لكل الخروقات، انسجاما مع التعليمات الملكية الموجهة، إلى السلطات العمومية بغرض تحمل مسؤولياتها في السهر على سلامة الاقتراع. وطالبهم الوزير، في ما يشبه الرد على تشكيك بعض الأحزاب في ممارسات رجال السلطة، بالتحلي باليقظة والتتبع المستمر لمختلف أطوار العمليات الانتخابية، والتصدي لجميع المحاولات الرامية إلى المساس بسلامتها.وذكر وزير الداخلية بالأجندة الانتخابية، والتحضيرات الجارية لـ"تنظيم استحقاقات انتخابية سنة 2015، تتعلق على التوالي بانتخابات ممثلي المأجورين، والانتخابات الجماعية والجهوية والغرف المهنية وانتخابات مجالس العمالات والأقاليم، إضافة إلى انتخاب مجلس المستشارين"، مشيرا إلى التداعيات المترتبة عن هذا المسلسل الانتخابي، لـ"استكمال لبنات البناء الديمقراطي، وتجسيد خيار الجهوية الموسعة"، مضيفا أن هذه الأهمية تكمن في "تصدر القضايا الانتخابية في المرحلة الراهنة لاهتمامات كافة الفاعلين والرأي العام"، وهو ما يفرض على "رجل السلطة التحلي بالحزم والفعالية المطلوبين لتوفير شروط النجاح اللازمة لهاته الاستحقاقات". حصاد قال أمام 122 من رجال السلطة، بضرورة الابتعاد عن "الحسابات السياسية، والقطع النهائي مع كل التصرفات المسيئة لنبل وظيفة السلطة"، والاشتغال بعيدا عن السلوكات التي لا تنسجم مع المفهوم الملكي للسلطة. إحسان الحافظي

معارك “بيجيدي”… تسخينات قبل الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يحن إلى الحرب مع الولاة والعمال

بنكيران: الصحافة تحولت من خصم إلى عدو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات