بنكيران: الصحافة تحولت من خصم إلى عدو

لم يُعف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قطاع الإعلام من هجماته، بل إنه لم يتأخر في انتقاده مباشرة بعد وصوله إلى رئاسة الحكومة، متهما إياه بالتحول من "خصم إلى عدو". وقال رئيس الحكومة، خلال يوم دراسي حول التواصل السياسي نظمه حزبه بالرباط سنة 2012، إنه لا ينتقد الصحافة باعتبارها خصما، بل لأنها تحولت إلى عدو، وهو أمر لا يمكن أن يقبله، بل شدد على أنه سيتصدى له. شكل هذا اللقاء أول مناسبة أعلن فيها رئيس الحكومة عن فتحه جبهة المواجهة مع الإعلام، ومنذئذ أبدى بنكيران حساسية مفرطة تجاه الصحافة التي يعتبر أنها تستهدفه، وتتعامل معه بسوء النية،خاصة تلك التي تواظب على انتقاده، كلما استلزم الأمر ذلك. بدأ بنكيران انتقاده للصحافة، منذ أن بدأ يقرأ أخبارا لا تسره، بل تنتقد أداء الحكومة التي يترأسها، وتضع يدها على مكامن الخلل في عملها. ومع مرور الوقت وتزايد الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة: تهميشها للمعارضة، تجميدها طيلة سنتين ونيف للحوار الاجتماعي، هيمنتها على التشريع، التشنج الذي يواجه به بنكيران قوى المعارضة بالبرلمان، ارتفعت حرارة مواجهة بنكيران للإعلام.حتى عندما اندلعت أحداث تازة سنة 2012، لم يفت رئيس الحكومة أن يوجه سهام نقده إلى الطريقة التي عالجت بها الصحافة تلك الأحداث إلى حد اتهامها باختلاق الأخبار وتقديم "معطيات مغلوطة" للرأي العام. لم يكن بنكيران يتصور أنه سيكون موضع انتقاد من طرف الصحافة، وكان يعتقد أنه سيحظى دائما بـ " التقدير" وبالتغطيات الواسعة والشاملة له ولحزب العدالة والتنمية، حينما كان الأخير في المعارضة، ولكن الأمر تغير بعد وصول "البيجيدي" إلى الحكومة، وتوليه مهام تدبير الشأن العام، وهو ما يتطلب تتبع عمل الحكومة ورصد مكامن الخل في تدبيرها للشأن العام، وهو ما عجز بنكيران عن التفاعل معه بالإيجاب. تحول بنكيران إلى أستاذ يعطي الدروس للصحافة في المسؤولية وتحري الموضوعية وفي حرية التعبير التي يكفلها الدستور، وتضمن للصحافيين الحرية في ممارسة مهامهم لكن شرط أن يكون عملهم مقرونا بالمسؤولية، غير أن ذلك لم يمنعه من التشنج والغضب مما تكتبه الصحافة في بعض الأحيان، وهو ما تأكد بالنسبة إلى الطريقة التي تناولت بها بعض الجرائد " خبر" استضافته من قبل إذاعة "صوت إسرائيل"، التي قال إنه لم يكن يعرفها حتى بالاسم. في وقت لاحق، هاجم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ما أسماه "الفلول" في الإعلام والأحزاب والنقابات، متسائلا في تجمع خطابي لحزبه بالبيضاء "ألا توجد الفلول التي تحاول أن تشوش على التجارب التي انطلقت في الشرق هنا؟" قبل أن يُجيب "إنها هنا وتحاول أن تشوش وأن تتكتل، عندهم الجرائد والإعلام والقنوات٬ وعندهم بعض الأشخاص في بعض الأحزاب وفي بعض النقابات"٬ مؤكدا أنه لن يستسلم للتشويش. واتهم بنكيران خلال لقاء أطره حزبه ببوزنيقة موقع الكتروني بـ"بيع الطرح"، محذرا الموقع المعني من المضي في هذا الطريق لأنه إذا استمر فيه فسوف يتخلى الناس عنه. واتهم صحافيين بعدم تحري الموضوعية وبتعمد الإساءة إلى الحكومة. واعتبر من يهاجمه في الصحافة وعبرها مجرد بيادق تحركها "العفاريت والتماسيح". ج. ب

بنكيران: الصحافة تحولت من خصم إلى عدو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معارك "بيجيدي"... تسخينات قبل الانتخابات

"السميك" الزيادة التي قسمت طاولة الحوار الاجتماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات