بنكيران يحن إلى الحرب مع الولاة والعمال

وضع نصب عينيه أسماء عمال للإطاحة بهم قبل الانتخابات المقبلة وضع العديد من الولاة والعمال أيديهم على قلوبهم، وهم يشرحون ويتمعنون فيما جاء على لسان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران،خلال ترأسه نشاطا حزبيا في مدينة سلا قبل حلول شهر رمضان بنحو أسبوع، حيث صوب مدفعيته صوب البعض منهم، متهما إياهم بشتى النعوت، دون أن ينطق باسم أي عامل أو وال، مكتفيا كعادته بلغة الإشارات. ويرى أكثر من مهتم بالشأن السياسي، أن خرجة بنكيران المبكرة حول "ممارسات" بعد العمال والولاة، الهدف منها توجيه ضربات استباقية لوزارة الداخلية، حتى لا تتجاوز الحدود الحمراء في العملية الانتخابية، ولجمها باكرا حتى لا تنخرط في عمليات تزوير الانتخابات، كما هو الحال بالنسبة إلى بعض "العقليات النيرة" من صقور حزب "البيجيدي".ومن المؤكد أن وزارة الداخلية في عهد الوزير الحالي، محمد حصاد، لن تسمح باستمرار الهجومات المتواصلة على العمال والولاة، من قبل رئيس الحكومة الذي أدخل الخوف في قلوب بعض العمال بتصريحاته النارية، واتهامهم بتعبيد الطريق لحزب "معين" من أجل الفوز بأكبر من عدد من الأصوات في الانتخابات الجماعية والمهنية المقبلة.الهجوم المبكر على الداخلية لم يقتصر على تصريحات رئيس الحكومة، بل بدأ قبل ذلك عند بعض كوادر حزب "المصباح" الذين شرعوا مبكرا في الضغط على أمين عام حزبهم، وذلك بهدف دفعه لعقد اجتماع مع العمال والولاة قبل الوصول إلى محطة الانتخابات الجماعية.لكن مطلب اجتماع بنكيران بالولاة والعمال يبدو أنه بعيد المنال، خاصة بالنظر إلى حجم الغضب الذي انتاب كبار مسؤولي وزارة الداخلية إثر التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة من دائرته الانتخابية بمدينة سلا، التي حملت كل القراءات الخاطئة والاتهامات الصريحة والمبطنة في حق بعض كبار رجال الإدارة الترابية. كما يبدو أن بنكيران سيرضخ مرة أخرى لرغبة الصقور في البيجيدي، التي تريد أن تضع حدا للجدل المتكرر مع إطلالة كل محطة انتخابية بخصوص تدخل رجال السلطة في رسم الخرائط الانتخابية بطرق تختلف من مرحلة إلى أخرى. ويرى أكثر من متتبع أن الاحتجاج الضمني لقيادات في العدالة العدالة والتنمية على بعض رجال السلطة، هدفه تخويف أطر الداخلية حتى يتسنى ممارسة كل أنواع الاستقطاب والتسابق والوصول الحزب إلى محطة الانتخابات المقبلة بحماس تدعمه مساعدة من رئيس الحكومة، الذي شرع فعلا في إرسال رسائل تهديدية إلى بعض العمال.ومن بين هؤلاء العمال نذكر حسن فاتح، عامل إقليم الخميسات الذي لم تكن لبنكيران الجرأة على ذكره بالاسم، واكتفى بتكليف بعض أتباعه بتسريب اسمه إلى بعض وسائل الإعلام. ويرى أكثر من مصدر حزبي أن رئيس الحكومة يملك فرصة نادرة للجواب على سؤال نزاهة الانتخابات المقبلة بمساعد رجال الإدارة الترابية، وذلك من خلال ترتيب اجتماع مع الولاة والعمال، ويتسنى له، بعد ذلك، ممارسة اختصاص دستوري، وتجنب توزيع الاتهامات، التي لا تستند على أساس قانوني. وإذا كان بعض العمال الذين اتهمهم بنكيران قد التزموا الصمت، فإن قياديين حزبيين من حزب «المصباح» انبروا للدفاع عنهم، بهدف تسفيه كل الأطروحات التي باتت تشكك على بعد سنة ونصف في نزاهة ومصداقية الانتخابات المقبلة. لكن الملاحظ هو أن وزارة الداخلية لم ترد إلى حدود الساعة على اتهامات بنكيران، إذ اكتفت بتدوين ما يكتب في الصحافة الوطنية بشأن التشكيك في الانتخابات المقبلة، سيما أن «خرجة» رئيس الحكومة ستزيد من غموض المشهد الانتخابي المقبل الذي سيجري فوق صفيح ساخن.من جهته استغرب قيادي في حزب رئيس الحكومة كان يتحدث إلى «الصباح» مواقف بعض الجهات التي تتهم بعض المتشددين في الحزب، وتصفهم بالمشككين، معتبرا أن في الأمر مصادرة لإبداء الرأي في مراقبة العمل الحكومي، كما أن انتقاد ولاة وعمال، برأيه، يأتي بعد ثبوت "تجاوزات» في حقهم أثناء إشرافهم القبلي على العملية الانتخابية. أما بخصوص التشكيك، فيرى المصدر ذاته، أن حزبه «يشكك» في نزاهة الانتخابات انطلاقا من مقدماتها، مشددا على أنه كان أجدر بالحكومة أن تقدم ضمانات على نزاهة الانتخابات، بدل أن تطلب التزام الصمت، وهو ما يتعارض والأعراف المؤسساتية في البلدان الديمقراطية.عبدالله الكوزي

بنكيران يحن إلى الحرب مع الولاة والعمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"رخص البناء" معركة بنكيران في البوادي

معارك "بيجيدي"... تسخينات قبل الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات