هل للنقل المدرسي بالوسط القروي تعريف مختلف عن غيره بالوسط الحضري؟ له خصوصياته وطرق تدبيره الخاصة طبعا، فهي تختلف كلية عن مسطرة تدبير النقل المدرسي في الوسط الحضري المتعلق بالتعليم الخصوصي على وجه التحديد. في السابق، كانت وزارة التربية الوطنية تتولى هذا القطاع عن طريق الأكاديمية، لكن بعد صدور القانون التنظيمي المتعلق بالعمالات والأقاليم وبموجب المادة 79 من الباب الثاني المتعلق بالاختصاصات الذاتية، أصبح النقل المدرسي من اختصاص هذه الهيآت الترابية. ويقتصر دور الأكاديمية على تحديد الأولويات والحاجيات والوساطة بين المؤسسات والجهات المختصة بتنفيذ تدبير النقل المدرسي بالوسط القروي، إذ أصبح هذا القطاع يشكل مطلبا وحاجة اجتماعية، بسبب شساعة المسافات بين المؤسسة التعليمية والتجمعات السكنية. كيف تتم مسطرة تنفيذه في الواقع؟ تفعيلا للاختصاص التنظيمي المشار إليه سابقا، تفوض الجماعة الترابية هذه الحاجة الاجتماعية والتربوية إلى جمعيات يتم تكليفها إما بمهمة وحيدة، أو بمهام تختص بها بالوسط القروي. وتستفيد الجمعيات من تمويل خاص لهذا الغرض لتسهيل عملها كي يتناسب مع المهام المنوطة بها في هذا المجال. فعلى سبيل المثال تتكلف الجمعيات بواسطة منحة بأداء أجور السائقين لعربات النقل المدرسي وأداء التأمين ومختلف المصاريف الممكنة والضرورية، التي قد تخلخلها المفاجآت غير المنتظرة، إذ من العادي جدا أن تواجه هذه التحملات صعوبات تنعكس على السير العادي للتنقل المدرسي للتلاميذ. هل تعتقد أن الأمر يتعلق بإكراهات؟ قد نسميها إكراهات وقد نسميها خصوصيات معقدة نسبيا تفرضها طبيعة هذا النقل، فهو كما أوضحت سابقا، يعتمد على تدخل الجهة الترابية، كما يعتمد على المشاركة الاجتماعية وهي المساهمات الخاصة والدعم المتنوع أحيانا من جهات ما، والمبالغ التي تؤديها عائلات التلاميذ على سبيل المثال. كلها تفاصيل لا تتم بشكل سلس دائما، كما أن المجال الذي تشتغل فيه هذه الحافلات هي الطرق القروية التي تكون غير مهيأة دائما لتنقل هذه الحافلات التي قد تتجاوز أحيانا (ولأسباب اجتماعية) طاقتها، مما قد يعرضها للتوقفات وخروجها عن الخدمة والبحث عن طرق صيانتها التي قد تتم وقد لا تتم، لأنها تتجاوز طاقة الجمعية، أو الدعم الممنوح لها، ما يؤثر على عملية نقل التلاميذ واستمرار حضورهم ومواكبتهم للدراسة بسبب توزع الدوارير والمنشآت السكنية . أجرى الحوار: محمد المرابطي (وجدة) * مدير ومسؤول بجمعية للتعليم