صار حرفة لكل راغب في حياة الرفاه ويشترط دهاء المنفذ وطمع وغباء الضحية يبقى النصب أسهل طريقة لتحقيق الثروة، إذ لا يحتاج فيه صاحبه سوى إلى دهاء كبير وحنكة في الإغراء وتقديم عالم وهمي للضحايا ستمطر فيه السماء الملايين دون انقطاع. خطورة عملية النصب وما تسببه من صدمات للضحايا قد تؤدي بهم إلى الانتحار أو الموت، دفعت رجال القانون إلى اقتراح تشديد عقوبته في مشروع القانون الجنائي لتصل إلى 10 سنوات سجنا، حسب جسامة الضرر الذي مس الضحية وقيمة المبالغ التي تم السطو عليها. ويراهن النصابون على الشكليات بشكل مبالغ فيه، بارتداء أزياء فاخرة وقيادة سيارات رباعية الدفع والتزين بعطور وساعات من ماركات عالمية، الهدف تحقيق حلمهم بالعيش ولو مؤقتا حياة الرفاه بدل الفقر، وفي الوقت نفسه استغلال المظاهر للنصب على الضحايا. المثير في قضايا النصب، أنه كلما قضى المتهم عقوبة حبسية، يزداد خبرة ويتورط في ملفات كبرى ومبالغ مالية أهم من القضية السابقة، كما الأمر لشاب اعتقل بتهمة النصب على ضحية في مليوني سنتيم، فصار الآن موضوع مذكرات بحث بتهم النصب باسم وزراء ومسؤولين حكوميين. يؤمن محترفو النصب إلى حد القداسة بالمثل القائل "الطماع كيقضي عليه الكذاب"، أي أنه لولا جشع الضحايا لما فقدوا أموالهم بطرق احتيالية. كما الأمر لعشرات الأشخاص، احتالت عليهم شابة في الثلاثينات من العمر، في مبالغ تزيد عن 200 مليون، بل إن أحد الضحايا فقد ملكية سيارة للأجرة نهائيا بعد أن أوهمته بأرباح أسبوعية تفوق الخيال. ووضعت المتهمة خطة محبوكة للنصب على الضحايا، إذ اكترت سيارة "رونج روفر" فاخرة، وكانت تقودها رغم عدم توفرها على رخصة السياقة، وقدمت نفسها على أنها مستثمرة في السياحة، وعرضت على ضحايا مشاركتها في مشاريع سياحية عديدة، مقابل أرباح أسبوعية مضمونة تصل إلى 4500 درهم. سارع الضحايا إلى تسليمها المال كل حسب حصته، ووفت بوعدها في الأسبوعين الأولين، إذ كانت تسلم كل واحد منهم المبلغ المتفق عليه، ليكتشف الجميع في النهاية أنهم وقعوا ضحية نصب. العملية نفسها تعرضت لها مسيرة مقهى بالبيضاء، من قبل خمسيني، وضع سيناريو "هتشكوكي" للسطو على أموالها بقيمة 100 مليون. بدأ المتهم بالتقرب من الضحية، مستغلا فشل زواجها، فكان يقدم نفسه على أنه مستثمر، ويعاملها برقة ولطف و"بريستيج" خاص، إلى أن تعلقت به وعرض عليها الزواج، فوافقت دون تردد. فاستغل الفرصة ليعرض عليها مشاركته كزوجة في مشروع تجاري كبير ضواحي البيضاء، مدعيا أنه سيحقق أرباحا سنويا تفوق مليار سنتيم، ولإقناعها بجدية موقفه، طالبها بمرافقته لمعاينة عقار المشروع، قبل أن يتسلم منها 100 مليون على دفعتين، ليختفي "زوج المستقبل" والمال معا، ولتدخل الضحية في صدمة نفسية كبيرة. مصطفى لطفي