لمجرد … ملاك أم شيطان؟

النجم المغربي يستأنف الحكم متشبثا بالبراءة رغم اعترافه الضمني وعدم تقديمه حججا مقنعة أمام المحكمة أثارت قضية إدانة سعد لمجرد بالاغتصاب والحكم عليه لمدة ست سنوات، جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في المغرب أو في العالم العربي، حيث يحظى النجم المغربي بعدد كبير من المعجبين و"الفانز"، بين مؤيدين للحكم ورافضين له، ومتضامنين ومنددين، ما أدى إلى حرب ضروس لم يهدأ أوارها إلى اليوم، في انتظار ما سيسفر عنه الاستئناف الذي تقدم به محاميا لمجرد الذي ما زال متشبثا ببراءته. في الورقة التالية، عودة إلى مختلف فصول وحيثيات هذه القضية الشائكة التي قسمت المغاربة والعرب، مع التفاتة صغيرة إلى قضية اللاعب الدولي أشرف حكيمي، التي لا تقل عنها فضائحية، والتي لا يزال التحقيق فيها جاريا، إلى حدود كتابة هذه السطور: إنجاز: نورا الفواري ما زال سعد لمجرد مصرا على التشبث ببراءته من تهمة الاغتصاب الذي أدانته بها محكمة الجنايات بباريس وأصدرت في حقه حكما بالسجن لمدة ست سنوات، مثله مثل معجبيه وقبيلة "الفانز"، خاصة من "الجنس اللطيف"، التي فقدت عقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، وترفض رفضا باتا تصديق أقوال المدعية لورا بريول وحكم المحكمة، وتتحدث عن مؤامرة فرنسية ضد المغرب، بسبب الفتور في العلاقات بين البلدين، وهي النظرية التي تم تسويقها منذ إلقاء القبض على النجم المغربي الذي ذاع صيته في العالم العربي، على اعتبار أنه "ضحية" لأعداء النجاح، الذين أرادوا أن يضعوا حدا لمساره الفني، من خلال توريطه في هذه القضية. اغتصاب بدون إيلاج يبدو أن لمجرد، الذي تقدم باستئناف للحكم، بعد أن تم إيداعه السجن فورا بعد النطق بالحكم، ما زال يمني النفس بإطلاق سراحه والعودة إلى أنشطته الفنية، مثلما كان عليه الأمر قبل سنوات، كان يعيش فيها حياة طبيعية، ضاعف خلالها الأعمال الفنية و"الفيديو كليبات" والسهرات الخاصة والمهرجانات، رغم أن الحكم في قضيته لم يكن قد صدر بعد. وهي الأمنية التي استبعد مصدر قضائي، رفض الكشف عن هويته، أن تتحقق، في ظل اقتناع المحكمة بواقعة الاغتصاب، التي اعترف بها لمجرد نفسه بشكل شبه ضمني، حين قال أمام رئيستها إن لورا لم تكذب، لكنها فهمت خطأ، نافيا أن يكون قد أولج قضيبه، أو حتى أصبعه، في عضوها التناسلي، خاصة أن شهادات الشهود أيدت أقوال لورا، إضافة إلى شهادة إحدى الفتيات التي سبق أن اتهمته بالاغتصاب، لكنها تعرضت لضغوط من أجل سحب شكايتها، وهي الشهادة التي جاءت منسجمة مع ما وصفته المدعية نفسها من وقائع، دون الحديث عن شكاية فتاة سان تروبي وواقعة الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت أن المعني بالأمر، له سوابق في "المجال". بقع زرقاء في الفرج اقتنعت محكمة الجنايات بباريس بالرواية التي قدمتها لورا بريول، التي أكدت أنها التقت لمجرد، ليلة الواقعة، في ملهى ليلي شهير بباريس ثم أكملا السهرة عند بعض الأصدقاء، ومرت بينهما علامات إعجاب ودية، قبل أن تنتقل معه إلى غرفته بالفندق في انتظار التحاق أشخاص آخرين ب"الآفتر"، وأنهما تبادلا بعض القبل في البداية، قبل أن يتحول سلوكه إلى العنف، ويغتصبها، مضيفة أنها كانت أمام شخصيتين، واحدة طيبة ومسالمة، وأخرى عنيفة وشريرة، وأنها ظلت تحاول إيجاد طريقة للتعامل مع الشخصيتين، قبل أن تنجح في الفرار من الغرفة وتلجأ إلى إدارة الفندق التي اتصلت بالشرطة. وهي الرواية التي عضدتها شهادات رجال الأمن والعاملين في الفندق الذي كان يقيم به النجم المغربي في انتظار حفله الكبير في قصر المؤتمرات بباريس، بعد يومين، إضافة إلى التقرير الطبي (حين وضعت شكايتها) الذي أثبت وجود آثار بقع وازرقاق في فرجها نتيجة علاقة جنسية تمت أخيرا، دون الحديث عن الرسالة التي بعثتها لورا إلى أحد أصدقائها تطلب منه أن يرد عليها في الهاتف، لأنها تعرضت للاغتصاب والضرب. نظرية المؤامرة منذ صدور الحكم، انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي رأسا على عقب، واندلعت حرب داحس والغبراء بين المتضامنين مع لمجرد، من فنانين وإعلاميين ومؤثرين وأصدقاء وشخصيات معروفة وعامة الناس، الذين اعتبروه "مظلوما" ونددوا ب"العنصرية" التي مارستها فرنسا في حقه، فقط لأنه مغربي وعربي ومسلم، وعلقوا حبل المشنقة للمدعية لورا، معتبرين أنها صعدت معه غرفة الفندق بإرادتها، واصفينها ب"العاهرة" و"الكذابة" و"المريضة"، وبين مصفقين للحكم الذي انتصر للضحية ضد مغتصبها ومعنفها، الذين اعتبرهم "الفريق" الأول، "خونة" و"عملاء للجزائر وفرنسا" و"متآمرين" ضد ابن بلدهم الذي كان المفروض فيهم أن "يؤازروه في محنته". حملة مقاطعة في الوقت الذي أطلق المتضامنون "هاشتاغ" على مواقع التواصل الاجتماعي "كلنا سعد لمجرد"، أطلق نشطاء حقوقيون حملة لمقاطعة الفنانين والمشاهير المغاربة، الذين عبروا عن دعمهم وتعاطفهم مع سعد لمجرد، متجاهلين خطورة الجريمة التي ارتكبها، ليس مرة واحدة فقط، بل أكثر، وأعربوا عن رفضهم استعمال شعار الوطن وعلمه للتضامن مع مغتصب، فقط لأنه فنان "بوكوص" وابن عائلة فنية تحظى بشعبية كبيرة في المغرب، داعين إلى تجنب تبرير أو دعم أي تصرف يمثل تحديا للعدالة والإنصاف، سواء كان جريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة، والالتزام بتقديم الدعم والعون للضحايا والعمل على توفير بيئة آمنة وعادلة للنساء اللواتي يقعن ضحية مثل هذه الاعتداءات. وفي انتظار ما سيسفر عنه حكم الاستئناف، سيكون على سعد لمجرد المثول من جديد أمام محكمة الجنايات في منطقة فار، جنوب فرنسا، على خلفية اتهامات مشابهة مرتبطة بوقائع مفترضة حصلت في سان تروبي في 2018. حكيمي... "زيد الخل على الخمير" في غمرة التجاذبات حول قضية لمجرد، التي كانت لا تزال في حمأتها، فجرت صحيفة "لوباريزيان"، "فضيحة اغتصاب" أخرى، "بطلها" هذه المرة، اللاعب الدولي المغربي، أشرف حكيمي، الذي اتهمته فتاة تبلغ 23 سنة، باغتصابها، ليباشر الأمن الفرنسي تحقيقاته. وأفادت الفتاة، أنها تحدثت مع حكيمي على "إنستغرام" قبل أن تنتقل إلى محل سكنه في بولون، حيث خرجت الأمور عن السيطرة، بعد أن بادر نجم "باري سان جيرمان" إلى نزع ثيابها رغم رفضها، ليجبرها بالقوة على ممارسة الجنس معه. ووضعت النيابة العامة الفرنسية، (إلى حدود كتابة هذه السطور) اللاعب الدولي، تحت المراقبة القضائية، إلى حين انتهاء التحقيق معه، بعد الاستماع إليه.

لمجرد … ملاك أم شيطان؟

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موسم هجرة يتامى فرنسا

عظام بشرية في بئر مهجورة

مقالات ذات صلة