fbpx
خاص

سعد… “المجرد” من حريته

إعلاميون وحقوقيون استنكروا الدفاع عن الاغتصاب وفنانون يبكون حرقة عليه

شكل حكم إدانة النجم المغربي سعد لمجرد بالسجن النافذ لمدة ست سنوات، حدث نهاية الأسبوع بعد فصول طويلة من المحاكمات امتدت لسنوات. في هذا الخاص تتبع “الصباح”، جزءا من تفاصيل المحاكمة والإدانة، وكذلك ردود الأفعال المتباينة بشأن هذه القضية.

إنجاز: عزيز المجدوب وخالد العطاوي

“وصل حرا لسماع الحكم في القضية التي اتهم بسببها وتركه مكبل اليدين لينام في السجن.” هكذا استهلت صحيفة “لوموند” الفرنسية خبر متابعتها لمحاكمة النجم المغربي سعد لمجرد الذي أدين، مساء الجمعة الماضي، بالسجن ست سنوات بتهمة الاغتصاب وغرامة قدرها 375 ألف أورو ومنعه من دخول فرنسا 5 سنوات، من قبل محكمة جنايات باريس.
وطاردت تبعات ليلة خريفية نهاية أكتوبر 2016 النجم المغربي بعدما أدين باغتصاب وضرب الفرنسية “لورا بريول” التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 20 عاما، في غرفة نوم بقصر باريسي، بعد أن وجد نفسه أمام هيأة المحكمة محاطا بكل ظروف التشديد ومنها أنه كان تحت تأثير الكحول والمخدرات. في الوقت الذي تمت تبرئته من تهمة العنف المتعمد المشدد. لكنه في المقابل أدرج اسمه ضمن السجل الوطني لمرتكبي الجرائم الجنسية.
واستغرقت محاكمة لمجرد سبع ساعات، حسب متابعات إعلامية فرنسية، ناقش خلالها المحلفون وهيأة المحكمة أقوال المدعى عليه، الذي أصر على التحدث بالفرنسية، وقال: “حاولت خلال هذه الجلسة أن أعبر عن نفسي، وأن أقول لك الحقيقة من صميم قلبي، لأنني لم أفعل ما اتهمت به”، ثم أضاف متوسلا رئيسة الجلسة أن تصدقه: “أنا أصر سيدتي الرئيسة”. واختتم قبل أن يجلس مجددًا، ورأسه محنيًا: “لم يسبق لي أن “ولجت” لورا شكرا لك على الاستماع إلي”.
من جانبها انهارت المشتكية الفرنسية لورا بريول بالبكاء داخل قاعة المحكمة مباشرة بعد النطق بالحكم ضد سعد لمجرد، وقالت في تصريحات لوسائل الإعلام بعد نهاية المحاكمة، إنها كافحت طيلة السنوات الأخيرة، من أجل أن تثبت أنها ضحية في هذا الملف، ولكي تفتح لجميع ضحايا الاغتصاب الأخريات أعينهن وتقول لهن إن الطريق صعب وشاق لكنه ليس مستحيلا.
وفي ردها على سؤال حول منح المحكمة الفنان سعد لمجرد مهلة عشرة أيام، من أجل المطالبة باستئناف الحكم، قالت الشابة الفرنسية: “هذا من حقه”.
من جهتها، كتبت الصحافية الفرنسية مارين أميريكاس عبر “تويتر” أن لورا بريول توجهت نحو دفاع الفنان المغربي واتهمته بالإساءة إليها في تصريحاته أمس والتشكيك في أخلاقها، وقالت إنها لا تلومه على ذلك لأنه كان فقط يدافع عن موكله، لكنها كانت في حاجة لإخباره بذلك من أجل المضي قدما.
ولم يبد سعد أي رد فعل بعد النطق بالحكم في قضيته، واكتفى بتوديع زوجته وتقديم نفسه لرجال الأمن ليتم اقتياده بعد ذلك مباشرة إلى السجن.
يشار إلى أن محاكمة النجم المغربي انطلقت مطلع الأسبوع الماضي، وامتدت لخمسة أيام استمعت خلالها المحكمة الفرنسية لجميع الأطراف، بمن فيهم المشتكية والشهود والمتهم وهيآت الدفاع والخبراء النفسانيون، قبل أن تقول كلمتها الأخيرة في القضية التي حظيت باهتمام الرأي العام وعصفت بالفنان المغربي قبل سبع سنوات.

ردود أفعال متباينة
أثار صدور حكم بالسجن ست سنوات في حق الفنان سعد لمجرد، جدلا واسعا وردود أفعال متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسم الفنان “الترند” بتفاعل واسع بين مؤيد ومعارض للقرار.
وفي الوقت الذي دافع فنانون عن لمجرد، معلنين مساندتهم له والدعاء له بالصبر والفرج، وأن الحكم عليه “قاس جدا”، اعتبر آخرون أن الدفاع عن الاغتصاب جريمة، ومن غير المقبول تبرير سلوكه، خاصة بعد اعتراف لمجرد أمام هيأة المحكمة.
وكتب الإعلامي عبد الله الترابي، في حسابه على “فيسبوك” تدوينة يستنكر فيها تبرير الاغتصاب وقال:”في العلاقات بين الجنسين، يمكن تقبل عدد من الأمور، لكن لا يمكن تقبل نساء يدافعن ويتعاطفن مع مُدان في قضية اغتصاب، وأن يقفن في صف الجاني لا في صف الضحية، فهنا نحن أمام ظاهرة مرضية! ثقافة الاغتصاب و الاعتداء الجنسي واعتبار العنف شيء عاد ( يضربك وما يخلي اللي يضربك، وهي علاش مشات عندو برجليها، يتمنعن وهن الراغبات…) ليس موجودا إذن عند جانب من الرجال في المغرب، بل إنه يعشعش حتى في عقول النساء، ففي الوقت الذي تتنفس المجتمعات حرية وعدالة، قامت النساء منذ سنوات بفضح المعتدين جنسيا والمغتصبين، مهما علا شأنهم وكيفما كان اسمهم والذين شهرتهم وثروتهم ونفوذهم أكبر وأعظم من سعد لمجرد، نجد في المغرب ساكتات عن تحرش جنسي ومحاولات اغتصاب وعنف جنسي، ثم تكتشف فتيات يلتمسن الأعذار والتفسيرات الغبية في قضية اغتصاب…. «.
وأيد آخرون الحكم القضائي على لمجرد وعلقوا عليه بأن “سعد أخطأ ويجب أن يدفع ثمن غلطته” وأنه “إذا أثبتت المحكمة أنه مغتصب فالتعاطف معه عار”، بينما غرد آخرون “سعد بحاجة إلى إعادة تأهيل وعلاج نفسي وقد تكون العقوبة فرصة ليراجع نفسه».
وكتبت الناشطة الحقوقية كريمة نادر على حسابها في فيسبوك “وأخيرا ست سنوات سجنا نافذا للمغتصب بالتسلسل سعد لمجرد..”، ووصفت المبادرة النسائية المصرية “سبيكاب” الحكم بـ”الخبر السعيد” وغردت “يارب يكون قدر يعوضها عن جزء من حقها والأذى اللي عاشت فيه سنين».
بالمقابل أبدت دنيا بطمة دعمها الكامل للمجرد، مستنكرة ما تعرض له من اتهامات، متمنية خلاصه، وقالت: “لا أدري ماذا أقول، يا الله يا ربي صبر أخي سعد وصبّر عائلته وكل محبيه. الله يأخذ حقك من الفتاة الفرنسية”. أما الممثلة المغربية العراقية مريم حسين، فكانت أشد تأثرا بالحكم على لمجرد، إذ ظهرت في مقطع مصور باكية، وهي تعتبر الحكم “مصيبة من الله” أو “مؤامرة من ناس” وشككت في نزاهة المحاكمة قائلة إن “فيه أحكام تتدفع عليها فلوس”، متابعة “لمجرد ولد بلادنا وأخينا. الوحيد اللي قدر يوصل الأغنية المغربية للعالمية. الله يفك كربه”. وشاركت مشاهد لابنتها وهي تبكي بحرقة لأجل لمجرد قائلةً: “لن يغني لنا مجددا».
وكتب الممثل محمد الخياري “قلبي معك صديقي وزميلي سعد، اصبر والله يفرج همك يارب”، وغردت المغنية التونسية شيماء الهلالي “الله يصبرك ويصبر أهلك وزوجتك ومحبيك يا سعد لمجرد”، وقال المخرج اللبناني دان حداد “عرفتك بأجمل صورة وأطيب روح، الله يكون معك ويرافقك ويحميك».
وأطلق محبو الفنان المغربي لمجرد حملات تضامن على منصات التواصل بالتفاعل مع هاشتاغ “كلنا أنت” “وكلنا سعد”، اعتبروا من خلالها أن “القضية سياسية وسعد بريء”، فيما لم يستبعد آخرون أن فيها “استغلالا نسويا واستثمارا في شهرته وتضخيم وقائع وسرديات فرنسية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.