البنك الدولي أكد أن كوفيد 19 تسبب في إغلاق المدارس وأماكن العمل وتعطيل الخدمات أكد البنك الدولي أن الجائحة أدت إلى انهيار هائل للرأسمال البشري في أوقات حرجة في دورة الحياة، متسببة في تعثر نمو ملايين الأطفال والشباب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وأوضح تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان "الانهيار والتعافي... كيف قلصت جائحة فيروس كـورونا الرأسمــال البشــري، ومــا العــلاج الــذي يجــب القيــام بــه"، أن طـــلاب اليـــوم قـــــد يخســرون ما يصـــل إلــى 10 % من أجورهم المحتملة في المستقبل، بسبب صدمات التعليم التي أحدثتها الجائحة. وقد يؤدي نقص المهارات الإدراكية والمعرفية لدى أطفال اليوم الصغار إلى نقصان نسبته 25 % في الدخل المحتمل، حينما يصل هؤلاء الأطفال إلى مرحلة البلوغ. وأفاد التقرير أن الجائحة تسببت في إغلاق المدارس وأماكن العمل، وعطلت خدمات رئيسية أخرى تحمي الرأسمال البشري وتعززه مثل الرعاية الصحية للأمومة والطفولة، والتدريب أثناء العمل. وقال ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي"لقد هدد إغلاق المدارس، وما يرتبط بها من إغلاقات، وتعطل الخدمات أثناء الجائحة بضياع عقود من التقدم في بناء الرأسمال البشري. وتعد السياسات الموجهة للتغلب على الخسائر في التعلم الأساسي والصحة والمهارات العامة عنصراً أساسياً في تفادي تعريض تنمية أجيال عدة للخطر". ودعت المؤسسة المالية الدولية، البلدان إلى رسم مسار جديد لتعزيز الاستثمار في الرأسمال البشري، بغية مساعدة المواطنين على أن يصبحوا أكثر قدرة على الصمود في وجه المخاطر المتداخلة للصدمات الصحية، والصراع، وبطء النمو، وتغير المناخ، وأيضا لإرساء أساس متين لتحقيق نمو أسرع وأشمل. وفقد الطلاب في المتوسط نحو 32 يوما من التعلم، مقابل كل 30 يوما من إغلاق المدارس، لأن إغلاقات المدارس وتدابير التعلم عن بعد غير الفعالة تسبَبت في انقطاع الطلاب عن التعلم وأيضاً في نسيان ما تعلَّموه بالفعل. وفي البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، انقطع قرابة مليار طفل لمدة سنة كاملة على الأقل عن الدراسة الحضورية بسبب إغلاقات المدارس، وانقطع أكثر من 700 مليون طفل سنة ونصفا. وأكد التقرير أن الجائحة وجهت ضربة موجعة لتشغيل الشباب، إذ لم يتمكن 40 مليون شخص، كان من الممكن لو لم تقع الجائحة أن يحصلوا على وظيفة، من دخول سوق العمل بنهاية 2021، واشتدت اتجاهات البطالة في صفوف الشباب. وتقلصت أجور الشباب بنسبة 15 % في 2020، و12 % في 2021. وأكد البنك على ضرورة تبني أنظمة للرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية تتسم بالمرونة والقدرة على الصمود والتكيف وقادرة على تحسين التأهب لمواجهة الصدمات الحالية وفي المستقبل والتصدي لها. ووصلت ارتباطات الإقراض من البنك الدولي لأنشطة التصدي للجائحة 72.8 مليار دولار بين أبريل 2020 ويونيو2022 منها 37.6 مليار دولار من البنك الدولي للإنشاء والتعمير و35.1 مليار دولار من المؤسسة الدولية للتنمية. كما وصل تمويلها لأنشطة التنمية البشرية إلى 47.5 مليار دولار لمساندة 300 مشروع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. برحو بوزياني