بائعون في أسواق البيضاء أكدوا أنهم "ما كا يقرقبوش الميزان" وأن الغلاء ليس مربحا لهم وجه العديد من التجار بمجموعة من أسواق البيضاء، أصابع الاتهام إلى المضاربين و"الشناقة"، واتهموهم بالتسبب في رفع أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية، التي اكتوى بنارها المستهلك والبائع على السواء، الذي أصبح يشتريها بالجملة، بأضعاف ثمنها، ويضطر بالتالي إلى رفع سعرها على المواطن بدوره. "لم يعد المواطن البسيط باستطاعته شراء المواد الغذائية في ظل هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار، وهو ما اضطر العديدين منا إلى مغادرة أماكنهم لأنهم لا يبيعون شيئا. الجميع متضرر من الغلاء. المهنيون يتحدثون عن ارتفاع سعر البترول والنقل وقلة التساقطات، لكن هناك جهات أخرى تستغل هذه العوامل من أجل مزيد من رفع الأسعار في ظل غياب المراقبة والزجر من قبل السلطات، على كل من سولت له نفسه استغلال الظرفية الدولية من أجل المتاجرة في احتياحات الناس"، يقول بائع بأحد الأسواق النموذجية بالعاصمة الاقتصادية، في لقاء مع "الصباح". بائع آخر، اشتكى في تصريح ل"الصباح"، بسبب الوضعية التي أرخت بثقلها على الجميع، بعد أن تراجع الإقبال بشكل ملفت، وأصبح المواطن عازفا عن الشراء بسبب ارتفاع الثمن، مضيفا "تا واحد مابقا كايقرقب ميزان. الشاري غير كا تقول ليه الثمن كا يتنهد ويزيد فحالاتو". وقال البائع نفسه "ثمن الخضر خيالي والسلعة غالية بزاف. الفلاح كا يدخلها للمارشي ويزيد، وحنا كا نشريو من عند الشناق اللي كا يدير فينا ما بغا. البياعة ما عندهمش الرباح فالغلا". إحدى المواطنات، أوضحت بدورها، في لقاء مع الجريدة، أن الأسعار أصبحت "نار"، مشيرة إلى أن "الكرعة" الخضراء تباع بـ 10 دراهم والبطاطس بـ 8 دراهم واللوبيا ب20 درهما للكيلو. وأضافت "كيلو بطاطا ما يوكلش عائلة فيها 4 ديال النفوس". من جهته، عبر أحد باعة السمك في السوق نفسه، عن استيائه من ارتفاع الأثمان قائلا "الحوت شاعلة فيه العافية. كا تقول الثمن للكليان كا يحدر راسو ويزيد"، مضيفا أن صندوق "السردين المختلط بـ "كابايلا" ثمنه 200 درهم وأن صندوق السردين وحده بـ 250 درهما، وأن الكيلوغرام الواحد "كا يطيح بـ 260 ريال"، ليتم بيعه بـ 15 درهما، لكن الزبون لا يشتريه لأنه يجد ثمنه غاليا، فيضطر البائع بعد يوم كامل أن يبيعه بـ 10 دراهم فقط، كي لا يخسر كل شيء"، يقول البائع. وأكد عدد من التجار أن الأثمنة "دارت جنحين"، فكيلوغرام البرتقال الذي كانوا يقتنونه بـ 4 دراهم أو 3.5 دراهم أصبح بـ 6 دراهم ونصف، والأفوكا التي كان البائع يشتريها بـ 17 درهما أصبحت بـ 32 درهما، وهي الأسعار التي تنعكس على ثمن البيع وبالتالي على تراجع الإقبال على الشراء من قبل الزبون. وبلغ سعر الطماطم 13 درهما في بعض الأسواق، في حين وصل البصل إلى 10 دراهم واللوبيا إلى 20 درهما، أكثر من سعر الموز والتفاح، والخيار إلى 8 دراهم، حسب ما عاينت "الصباح" قبل أيام.