قتل بلا رحمة

أبناء تحولوا إلى سفاحين يشهرون أسلحتهم في وجوه آبائهم وأمهاتهم شهدت آفة التعدي على الأصول منحى تصاعديا خطيرا بالمنطقة الشمالية، إذ لا يمر شهر أو أقل دون التداول في قضية قتل يتقمص فيها دور البطولة أبناء نزعت من قلوبهم الرحمة وتحولوا إلى سفاحين يشهرون أسلحتهم في وجوه آبائهم وأمهاتهم، ويقومون بقتلهم على طريقة أفلام الرعب مع سبق الإصرار والترصد، حيث تصل في بعض الأحيان إلى حد تقطيع الجثث والتمثيل بها بطرق بشعة. وأكد حقوقيون بالجهة، أن طنجة تتصدر قائمة المدن الشمالية التي ترتكب فيها أبشع جرائم الأصول، تليها تطوان والعرائش ثم القصر الكبير وشفشاون، مبرزين أنه في ظرف سنة واحدة بتت محاكم الجهة في ما لا يقل عن 6 جرائم استباح أبطالها قدسية الروابط الأسرية، وهو رقم يمثل ربع إجمالي جرائم القتل المرتكبة بالمنطقة. مأساة لا تنسى بطنجة من أبشع الجرائم التي شهدتها عاصمة البوغاز، تلك التي ارتكبها شاب ثلاثيني في حق والدته وإصابة أخته وزوجة أخيه بجروح خطيرة داخل منزل الأسرة، الواقع بحي "باسدينا" وسط المدينة، إثر نزاع عائلي مستفحل أثار غضبه ودفعه إلى مهاجمة أفراد عائلته والاعتداء عليهم بوحشية طبعتها الإثارة. وبحسب المساطر المنجزة، فإن الجاني، وهو أعزب يبلغ من العمر 32 سنة، قام بفعلته بعد عودته زوالا إلى بيت أسرته، ودخوله في جدال جاد مع والدته، البالغة من العمر 53 سنة، وشقيقته سرعان ما تطور إلى شجار أفقد الابن القدرة على السيطرة على تصرفاته، وأخذ في البداية بتحطيم أثاث المنزل قبل أن يعمد، وهو في حالة هستيرية، إلى تكسير قنينة زجاجية صوب بواسطتها لوالدته وشقيقته وزوجة أخيه ضربات متتالية أصابتهن بأنحاء مختلفة من أجسامهن، لتفارق الأم الحياة متأثرة بنزيف دموي حاد عجل بوفاتها قبل وصولها إلى قسم المستعجلات. وبعد إيقاف المشتبه فيه، الذي سلم نفسه للشرطة طواعية اعترف تلقائيا خلال استنطاق أولي بارتكابه للجريمة وبكل تفاصيلها، مبرزا أن السبب الرئيسي وراء فعلته يعود إلى خلافات مزمنة بينه وبين والدته وإخوته نتيجة مشاكل تتعلق بإرث أبيهم، إلا أن حدتها زادت في الأيام الأخيرة وتسببت له في توتر وأزمة نفسية دفعته إلى ارتكاب هذا الفعل المشين. تطوان... ابن يتواطأ لقتل أبيه مفاجأة مرعبة عاشتها مدينة الحمامة البيضاء، حين تمكنت مصالح أمن بالمدينة، من فك لغز جريمة قتل غامضة راح ضحيتها أحد صرافي العملات بالمدينة، والكشف عن المتورط الرئيسي، الذي لم يكن سوى الابن البكر للضحية، بعد أن تواطأ مع 3 من معارفه وقام بقتل والده ودفنه في حديقة إحدى الفيلات طمعا في أمواله. وتعود تفاصيل هذه الجريمة المثيرة، لخريف 2021، حين فتحت مصالح الشرطة القضائية بالمدينة بحثا لفائدة عائلة صراف للعملات معروف بالمدينة، الذي أبلغ ابنه البكر رسميا عن اختفائه، وادعى أنه اختفى في ظروف غامضة دون تحديد مكان وجوده. وبناء على ذلك، باشرت فرق البحث، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تحرياتها المكثفة التي أظهرت تورط ابن الضحية رفقة 3 حراس يعملون بإقامة سكنية بمدينة مرتيل، الذين اتفقوا من أجل الاعتداء على الضحية، البالغ من العمر 62 سنة، والإجهاز عليه باستعمال أسلح بيضاء، قبل دفن جثته بحديقة فيلا مجاورة لإقامة سكنية في ملكية الهالك، فضلا عن الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة بالعملتين الوطنية والصعبة كانت بحوزته. عمليات التفتيش التي باشرتها فرق البحث التابعة للشرطة القضائية مكنت من تحديد مكان دفن جثة الضحية واستخراجها ووضعها رهن إشارة التشريح الطبي، فضلا عن حجز جزء كبير من المبالغ المالية المحصلة من هذه الجريمة. القصر الكبير... مدمن يجهز على والده ومن بين جرائم الأصول المتعددة، التي أصبحت تتكرر بطرق مأساوية نتيجة الإدمان على المخدرات، جريمة قتل اقترفها عاطل عن العمل كان على خلاف دائم مع والده السبعيني بسبب ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، وقام بفعلته حين عاد إلى البيت في غياب أفراد أسرته وطلب من والده مساعدته بمبلغ مالي بسيط، إلا أن الهالك رفض الطلب وانهال عليه بسيل من الشتائم والتعابير الجارحة، ما أفقده القدرة على السيطرة على أعصابه وتصرفاته، وقام بضربه ضربا مبرحا قبل أن يرشقه بحجرة كبيرة أصابته في جمجمته، فسقط إثرها مغمى عليه، إذ رغم نقله إلى المستشفى لإنقاذه من الموت، فارق الحياة متأثرا بزيف دموي حاد. الجاني، البالغ من العمر 27 سنة، حكمت عليه غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة بالسجن المؤبد بدون صائر، بعد أن حرمته من ظروف التخفيف وتابعته بتهمة "القتل العمد في حق الأصول". المختار الرمشي (طنجة)

قتل بلا رحمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة رئيس سابق لجماعة بميدلت

بيع 15 هكتارا بوثائق مزورة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات